أدباً أوقف هاتفك المحمول

by tone | 5 يناير, 2016 10:41 م

آه يا بلد أنت صامدة في وجه كل التغيرات البشرية والتكنولوجية .البعض منهم يشعر أن التطور يأتي باستخدام كل ما يأتينا من التكنولوجيا بحق أو غير وجه حق .

*- مَنْ منَّ لا يريد التطور والسير قدماً نحو الأفضل .
*- إنما ما حصل معي شخصياً ويحصل مع الكثيرين غيري جعلني أكتب هذه الهمسة لعل البعض يستيقظ من تكنولوجيته ويحترم نفسه أمام المجتمع .
*- يوم 5/10/2015 م أثناء وجودي في إحدى الدوائر لعملاً ما كان من الضروري أن أدخل إحدى الغرف التي يتواجد بها صديقي كي أحييه تحية الصباح لأن العلاقة بيننا ليست عادية والأخلاقيات الأدبية تفرض ذلك بحكم هذه العلاقة .
*- قرعت الباب أدباً رغم أنه مفتوح لأجل أن ينتبه لأي شخص وهذا أصولاً . قرعت الباب وقلت له صباح الخير أستاذ …. فوقف مصافحاً وأنا لغاية هذه اللحظة سعيدٌ بلقائه .
*- وجدته ماسكاً باليد الأخرى ذلك الجهاز السحري الذي شغل صديقي نفسه به ينظر إلى ثانية ودقائق عيناه وذهنه بعيد كل البعد عن وجودي .. أقول له كيف صحتك يرد دون أن يرفع رأسه ما شي الحال … أنتظر لأقول له كيف أهل البيت يقول تمام ويديه تضغطا على أزرار ذلك الجهاز الذي غير الكثير من لباقته . فقلت هل هناك من أخبار تهمنا . أجاب دون أن يرفع رأسه لا … لا … الأمور عادية ولكن أنا صباحاً أحب أن أطلع على بعض الأمور هذاما تحدث به الصديق .
*- عرفت بأن وجودي ولا حتى وجود غيري ليس له أهمية ما دام ذلك الجهاز السحري بين يديه . اعتذرت له عن زيارتي ولا أحب أن أقطع عليه خلوته مع تلك القطعة الصغيرة رغم أنه هو بالذات يعتبر ذات لباقة وأدب واجتماعي بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى … أمام المجتمع واللقاءات الثقافية .
*- وقف مودعاً ليقول لم نقدم لك شيء يبدوا أنني انشغلت عنك اعتذر . أجبته – لا ليس داعي للاعتذار هذا حقك وأنا أتيتي لزيارتك حباً للعلاقة التي بيننا والقوية هي التي خولتني أدخل مكتبك لأطمئن عليك وعلى أفراد العائلة .
*- كل ما يستطيع المرء قوله إن هذا الأمر أصبح كثير الحدوث في العمل في الطريق في الباص في المنزل حيث أفقدنا اللقاء الحميم بين الأهل والأصدقاء لينزوي الشخص ويصبح انطوائياً منعزلاً عن محيطه .
*- خلاصة القول هذا التصرف لو حدث من شخص عادي والله ليس عليه عتب ولا حرج بل أن يحدث من شخص يحمل شهادات أدبية وله قيمته الاعتبارية فهذا أمرُ والله غير مقبول والعلاقة الانسانية تبقى هي الرابط الأساسي في حياتنا الاجتماعية مهما حدث من تطور ؟لأن الانسان هو القيمة الأساسية في كل وقت وزمان ومكان مهما كبر الانسان أو صغر .
ومن يعيش يشوف الأعظم ( مثل شعبي )
أكرم ميخائيل إسحاق

Source URL: https://kfarbou-magazine.com/issue/10087