الاثنين 1يناير 2024: هيئة التحرير وادارة موقع المجلة تبارك للجميع بحلول عام جديد متمنين لكم عاما مليئا بالخير والمحبة راجين من الله أن يعم السلام كل سورية ودمتم بخير ..  * 

سأظل جميلة … حكاية امرأة مغربية

10356418_463665990451185_2267552909893385405_n [640x480]

وأنا أحمل فأسي على كتفي
لم تخن ذاكرةَ أنوثتي
ابتسامتي الخجلى
لم يخن ذاكرةَ أنوثتي

خماري الذّهبي
رفيق خدّي
وهو يقبّل شفتيّ
كمن يتعبّد على منبر الحياة
وأنا أحمل فأسي على كتفي
لم تخنّي شهقة نظراتي
حين يحضنني قلب الصّباح
وينادي اسمي بـ “يا سيّدتي”
فتميل قبّعتي حياءً
وتصرصر قلادتي بأغنيةٍ
كنت أدندنها سرًّا
في فجاجٍ سكتت عن المباح

نعم أنا تلك الجميلة
التي تغزل تجاعيد العمر
وتلبسها على ظهر المعاناة حطبا
كلّما تفنّن الصّقيع في نسج خيوطه على يديْها
كمن يمْخِض اللّبن جيْئة وذهابا
لينقش وشمَ حكايةٍ مغربيّة
بدأت – إن لم تخنّي الذّاكرة –
من أميرةٍ غابرةٍ تقضِمُ أظافرها
تبتسم ببراءةٍ لقمّة جبلٍ
كان بهبةٍ قد وعدها
حذاءً بلاستيكيٍّا
وعصا شديدةً
وصرامةً على الجبين
لم تعِ حينئذٍ لترفضها..
كبرتُ أميره
واتسعت الذاكره
وصرت الموناليزا بمتحف القبيله
وتعدّدت اللّوحات
رائحة التنّور البلديّ كلوحة أولى
تُعطّر أنفي بعطر فينيسي
وعلى أنَفتِه ترسم جوريه

واللوحة الثانية علّاقة حبلٍ
بقاع البئر تصِلُ رحمها
ترقص على حوافّه جرّة ماء
تدعوني للشّرب وتجزِل العطيّة
والرابعة رقصة إبرة بربرية
طرّزَت أصابعُها بساط ريحٍ
أحلّق به في فضاء الإنسانيه
وعلى باب الخروج
يتباهى المتحف بالعرض الأخير
لوحتي الأخيرة بدون رتوش
بياض يعلوه سواد يعلوه بياض
إن سألتم ابنتي قالت رماد
دائما تنسى حرف الياء
فسلّم الأبجدية طويل
لم أصل آخره بعد في دروس محو الأمية
وإن لم تخن الذاكرة لوحاتي
سأظلّ جميلةً
أنا المرأة المغربية

*****

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *