الاثنين 1يناير 2024: هيئة التحرير وادارة موقع المجلة تبارك للجميع بحلول عام جديد متمنين لكم عاما مليئا بالخير والمحبة راجين من الله أن يعم السلام كل سورية ودمتم بخير ..  * 

دراسة في الادب الكردي العراقي المعاصر الاتجاه الفلسفي00 في قصائد فوزي الاتروشي

1150132_1375318259402963_755801734_n

دراسة في الادب الكردي العراقي المعاصر

الاتجاه الفلسفي00 في قصائد فوزي الاتروشي

                              

انّ الفلسفة هي محاولة لتحديد علاقة الإنسان بالوجود.ونقطة البداية في تحديد هذه العلاقة،وهي فكرة الإنسان عن نفسه،ففي أثناء كل مذهب فلسفي تضع،نظرة الإنسان الى نفسه ورجعته الى ذاته كي يستخلص معنى وجوده ومعاني الوجود حوله.لذا فان للفلسفة موقفاً من الوجود والموجودات،وان الوعي يأتي متأخراً عن الموقف السلوكي الذي يقفه الإنسان،إزاء الوجود، ومن الموجودات،ومما يبدعه غيره من البشرومنه الأدب،فالشاعر يبدع في شعره،والناقد يأتي بعده ليميزبين الجيد والرديء ويكشف عن مواطن الإبداع في شعره ويشرحه ويأويله.ومن هنا كان الإنسان لايحيا إلا بفكرة ما عن نفسه،وعن غيره،وعما يربطه بها من علاقات،ولابد ان تكون الفكرة منسجمة لاتوقع صاحبها في تناقض،وهذه هي الفلسفة في أيسر حالاتها.لابد من الإشارة الى ان الإطارالفكري الذي فهم به الإنسان الكون من حوله فهم به الأدب،عندها حدث الاتساق في نظرته

الى كل ما يفكر به،وكلما تغير الإطار الفكري الذي يرى به الإنسان الوجود، تغيرالإطارالفكري الذي يرى به الأدب،وللفكر الفلسفي اثرواضح في ثلاث قضايا هي:(اللفظ والمعنى) و(الصدق والكذب)،و(وحدة القصيدة)(1).

لذا فان خلود الفلاسفة والشعراء كان يدعم تلك التطلعات ويعزز جانبها،فيصبح للقصيدة والمقالة وزن تاريخي.أما من الناحية النفسية فقد كان الوعي بخلود العباقرة والمبدعين، يشحن النفس بإحساس متدفق ويغذيها،من معين الفكروالشعر الذي لاينضب.وينبغي ان يكون عليه الشعرمن معنى عميق وصياغة محكمة،يضم غرابة المعنى وسعته الى عذوبة اللفظ ورشاقته،ويكون زاداً فكرياً فلسفيا،فانه يميل الى ان يتخذ الفكر سبيله الى الشعرمن أجل ان يزداد عمقاً،ونفاذ بصيرة، ويلابس مشكلات الإنسان.(فالفكرالفلسفي أخذ وعطاء في كل مراحله، قديمه وحديثه.وان النقد الباطني الذي سجله الفلاسفة في الإسلام حول المنهج اليوناني يشيرالى سلامة مواقفهم الفكرية) (2).ولمعرفتهم بعلوم سلفهم من منطق وفلسفة،وتمثل تجارب حياتهم بذهن متوقد ذي ثقافة ومعرفة،وذي خيال خلاق صهر ذلك كله وصنع منه الرائع من شعره،اذ يأتلف الفكروالعاطفة. فالفلسفة هي:(علم القوانين العامة للوجود أي الطبيعة والمجتمع والتفكير الإنساني وعملية المعرفة)(3).

ومن صفاتها،الشمول والوحدة والتعمق في التفسيروالتعليل، والبحث من الأسباب القصوى والمبادئ الأولى(4).ومن هذا فلابد للفيلسوف ان يبني نسقاً فلسفياً وان يكون جل اهتمامه بالأدب كي يصدرحكما يستنبط منها من يدرس تلك الفلسفة.وهذا ما نراه عند الكثيرمن(عظماء الفلاسفة القدماء يتوجون نظمهم الكونية بالكلام في الشعر)(5).وللعرب معرفة وأفكاراقرب الى الخرافات، منها الى النظرالعقلي،تفسرلهم معنى الإنسانية والكون والعلاقة بينهما.ولهم تأملات في الحياة والموت،وما زالت. ويبدو ان الموت الفلسفي الرمزي نمط من أنماط الموت من أجل الانبعاث مفعم بالروح الفلسفية،فيستمد الشاعرنسيجه من كد للذهن،ليخترق جدران الحياة،والنفاذ الى الحياة الأخرى الخالدة عبر وسيلة الموت المنقذ يشكل رغبة صادقة في القفزفوق متاعب الوجود.لذا نجد هذه التأملات في الحياة والموت في معلقة زهير بن أبي سلمى،يقول(6):

رأيت المنايا خبط عشواء من تصـب     

                                      تمـتهُ ومن تخطـئ يعـمر فيهـرم

كما نراه في معلقة طرفة بن العبد،اذ يقول(7):

أرى الموت يعتام الـكرام ويـصطـفي     

                                     عقـيلة مـال الفاحـش المتـشـدد

أرى العيـش كنزاً نـاقـصاً كل ليلـة

                                      وما تنقـص الأيـام والـدهر ينفـد

واللافت للنظرإن هذه خطوات لا ترقى إلى إن تكون مذهباً فلسفياً،غيرإنها تكشف رأيهم في الحياة والموت،فضلاً عن تصورمشكلاتهم الفكرية،إذ كان جوهرهذه المشكلات،الحياة والموت، ومصيرالإنسان. وقد كان العرب قبل الإسلام،قلقين لايستقرلهم رأي في مصير الإنسان،حتى جاء الإسلام فألقى في قلوبهم الإيمان بالله الواحد، وبالحياة بعد الموت.لقد حكى القرآن الكريم عنهم،بقوله تعالى(ئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ (8).التي تحكي أنكارهم الحياة ما بعد الموت.إذ إنهم يتعجبون فيقولون:أإذا متنا وكنا تراباً- وبطلت ذواتنا بطلاناً لا أثرمعه منها- نبعث ونرجع؟كان قائلاً يقول لهم:مّم تتعجبون؟فقالوا: ذلك رجع بعيد،أي يستبعده العقل ولا يسلمه(9).

لذا فان العرب قبل الإسلام كانت لهم معتقدات،وأنهم كانوا يحسنون الدفاع عنها،إذ إن المشكلات الكلامية التي اختصم حولها المسلمون لم تنجم فجأة، ولم يخلقها الاتصال بالأمم الأخرى من عدم. فلما جاء الإسلام،كان لابد ان يفند الأسس التي يقوم عليها معتقداتهم. لذلك الفكرالإسلامي ارتقى بالعقل العربي إلى آفاق التفكيرالناضج،فقد سمى بالروح الى عالم الملكوت ومما لاشك فيه ان القرآن الكريم كان الأصل الذي صدرعنه النظرالعقلي بعد عصرالنبوة، فآياته كانت الميدان الذي اختلف فيه المسلمون فقد أفادوا مما كان للأمم الأخرى،التي اتصلوا بها من طرائق الجدل وأساليب المناظرة(10). ومن هذا فان الفلسفة انطلقت من المفاهيم،لامن القضايا المثارة في المجتمع وانطلق علم الكلام،اذ أنها لم تتخذ من عقائد الإسلام قاعدة للبحث(11).وظهرت الفلسفة عند العرب بعد ان ترجمت الفلسفة اليونانية، وكان عهد الترجمة قد بدأ منذ القرن الأول(لكنها لم تكثر فيهم ولم تشتهربينهم لما كان السلف يمنعون من الخوض فيها)(12).

ويبدو ان الفكر الفلسفي اخذ من روافد ثقافية عدة ساعدت على تطوره كالمناظرات والجدل العقلي في مسائل الدين والسياسة، فأنتج لنا شعراً مغايراً من الشعرالغنائي من حيث الشكل والمضمون.لذا فان الأفكار أو المبادئ الاجتماعية ليست قائمة على فراغ،إنما هي تنبثق من أفكارأوسع منها، التي يرى بها المجتمع الكون،والإنسان والعلاقة بينهما،أي إنّ الأفكاربعضها يقوم على بعض،فالشاعرالحق لايمخض المعنى نثراً في ذهنه،بل انه من خلال تجربته لا يستطيع نقلها وتوصيلها الى الآخرين إلا بالشعر،فمنذ ان يطرق المعنى الشعري ذهن الشاعرالحق،لا يكون إلا شعراً. وان كل ثورة فكرية سياسية أو اجتماعية أو دينية في العالم الحديث أو المعاصر تتبنى التراث أساساً رئيساً في مناهجها وخططها.على الرغم من السلبيات التي ينادي بها بعض المنحرفين فهي لا تمثل سوى آراء فردية،يعود صداها على أصحابها،فضلاً عن ذلك إنها لاتعطي لنا صورة مشرقة لما ندعو له من الالتزام بالتراث(13).لذا فقد سعى الفلاسفة إلى نظم أفكارهم في الشعروتقييدها بالوزن والقافية،أضف إلى ذلك ان الفكرالفلسفي عند العرب لم يقتصر(على تلك المنازع فحسب،بل ابتكراتجاهاً نظريا لنفسه،كان من أروع ماعرفته البشرية في عصورها الأولى،امتازبالدقة والعمق والوضوح وسلامة المنهج)(14).لذلك نجد ان الفكرالفلسفي في كل عصريختلف مذاقاً عنه في العصورالأخرى،فان تغيرالمشكلات المعروضة لها أثرفي تغيير طريقة النظر(15).فالشاعر في كل عصر لابدّ ان يجمع بين الخصائص المفردة بوصفه شاعراً والخصائص العامة للشعر(16).ولايمكن ان يقول الشاعر قصيدة الا وهو في حالة معينة،دعته الى قول هذه القصيدة،التي تنماز بوحدة عضوية انتثرت في شكل أبيات بحكم طبيعة الكلام نفسه،لذلك على الناقد ان يستقصي حلقات السلسلة التي توضح في ذهنه نوع الحالة التي مربها الشاعر،واضطر الى تجزئتها.لذا يعد هذا منهج التفكيرالنقدي الرأس، الذي بدونه يفلت منا في الحقيقة جوهرالفن والأدب والشعر(17).ويبدو ان العمل الفلسفي هو عبارة عن(حفرتحت الأفكار الدائرة على ألسنة الناس التماساً لمبادئها أو جذورها؛وعمل الفيلسوف،هو ان يصل بشتى الأفكار الى مبدأ واحد يضمها جميعاً)(18).

وأشار أرسطوفي قوله:(ان الفلسفة هي تعليل الظواهرأو الأشياء بعللها البعيدة.وهو يعني بهذا أنه إذا كان بين أيدينا شيء ما،أو كائن ما،أو ظاهرة ما،فأننا عندما نشرع في تعليلها سنجد أننا في وسعنا ان نصعد في هذا التعليل عدة درجات متفاوتة)(19).ويبدوان طبيعة التفكيرالفلسفي تتحرك أما صعوداً الى المبدأ أو بحثاً في الجذور.إذ لا ينكرعلى العقل العربي إمكانية التفلسف أو خلق الهياكل المنطقية للمعلومات والخبرات المتراكمة لديه. لذلك أخذت فلسفة القيم والتفكيرتدخل في ميدان الحياة لترسم ميزاناً جديداً يقيسون به الأدب الحديث،والبحث في القيم وماهيتها في الميدان الفني الأدبي عند الشعراء،الذين ينقسمون الى فريقين: (فريق يحسون إحساساً قوياً،ويفكرون تفكيراً ضعيفاً فيرون الحقيقة رؤية خاطئة، وهؤلاء هم شعراء الطبقة الثانية،وفريق يحسون أحساساً قوياً ويفكرون تفكيراً قويا فيرون الحقيقة رؤية صحيحة وهؤلاء هم شعراء الطبقة الأولى)(20). ويبدو ان أفكارالشعراء وآراءهم وأفعالهم الواعية تظهرفي عصرهم ومجتمعهم.اذ ان مهمة فهم الشاعرالتغييرالاجتماعي الذي يستطيع فيه التفكيرمن خلال التفاعل والتبادل والابتكار بين إبعاد الحياة المادية والروحية أو بين منظورالثقافة الحسي المرئي ومنظورها المثالي المعنوي(21).لذا فان(اتحاد الفنان باللوحة والشاعربالقصيدة هو من حالات الوجد والانخطاف التي تولد مع الولادة الإبداعية المنتجة،التي تتحول فيها اللوحة والقصيدة الى ميدان الرؤيا)(22). ويبدو ان الرؤيا لاتستغني عن الفكروالفلسفة؛لكونها المنبع الكبير الذي يسهم في تأسيس العديد من حالات النفس من العمق(23). وان من آثارالثقافة العقلية الفلسفية،التي شرعت في شتى البيئات ان تمكن النظرالعقلي الى الشعر،ومن اجل ان تنضج له الصنعة الشعرية ليستعيرمن ميدان الفلسفة مصطلحي المادة والصورة وينظربهما الى الشعر.ويبدوان الفكر والخيال والعاطفة ضرورية للفلسفة والشعر،فان للفيلسوف الحق من نصيب من الفكروالخيال والعاطفة،ولكنه أقل من نصيب الشاعر.اما الشاعرفله نصيب من الفكرولكنه اقل من نصيب الفيلسوف.اذ لانعلم فيلسوفاً واحداً حقيقاً كان خلواً من السليقة الشاعرية.لذا لايمكن ان تعطل وظيفة الفكرفي نفس الشاعرالكبيرالذي ينماز بالإحساس ويقظة الخاطر(24).

لذلك نجد فوزي الاتروي أهتم بالعلوم الفلسفية والمنطق والفلك وجاب في ميادين تلك العلوم،وقد بلغ اهتمامه وولعه بها واستوعبه منها شعراً،وشغل جانباً ليس بالقليل من نتاجه الشعري وان شغفه بالعلوم العقلية كان سبباً في ميله الشديد الى جعل العقل العنصرالطاغي في شعره،وهذا جعله من الذين يهتمون بالعقل الى البحث وراء الفكرة والمعنى قبل البحث وراء الألفاظ.ففوزي الاتروشي كما هو شائع ومعروف شاعرالفكرة يتوجه للمعنى فلا يكترث باللفظ ان يكون مصيباً في الإبانة عن الفكرة،فقد أحب فوزي الاتروشي ان يقال عنه الفيلسوف او شاعر الفلاسفة،اذ عرف بالتحرروالتجدد،وهو من أجل ذلك يقذف بآرائه وأفكاره في السياسة والاجتماع والدين والأخلاق،وآراؤه اتصفت بالجرأة والتحرر.فيعتمد في ثقافته ما ثقفه من الثقافة الشرقية العربية والإسلامية والغربية وما جد من أفكارونظريات في العلم الحديث المنقول إلى العربية.نجد في قوله:

(أكمل صلاة العصر .. أكمل الصلاة

أطفال ((زيوه)) نائمون)

ومما لاشك فيه ان لتلك المؤثرات الاجتماعية والثقافية والصحية ،أكبرالأثرفي الشاعر،فقد جعلت منه، شخصية متعددة الجوانب، متباينة الآراء،ففي الشعروالأدب ذو مقام بارز،وفي الفلسفة ذو حظ كبير.لقد أقام فوزي الاتروشي في مطلع القرن ليبحث عن الزمنية الحديثة،ليدرك ما فاته وينتظرالذي سيأتي،إذ تضطرب عنده الأفكاروالتطلعات،أضف الى ذلك ان شعره تناول موضوعات متنوعة.فقد مزج الفلسفة بالشعر،واظهرواضحاً من ممارسته لهذا النوع من الشعر ليسهم بقدرفي توطئة الطريق نحو إنسان الغد الآتي برؤياه الواضحة وزمنيته الصائبة، ويدعو في اشعاره إلى المستقبلية والتقدم،ويدخر بدموعه الى النكبات الآتية،ويبدو ان الشاعر يتخبط في ظلام ولايدري،أكانت سعادته في الماضي أم أنها تكمن في المستقبل؟إذ نجده ينهي عهود الأزمنة الضائعة،ليفتح الأبواب أمام مستقبل الإنسان ويعمل من أجل هذا القرن والقرون التي تليه.عندما يتطلب من الأديب (شمولية دقيقة في معرفة كنه الفلسفة وعلاقتها بالشعرفي مدى تفاعلهما وتعبيرهما عن كينونة الإنسان ووجوده الوجداني والفكري في أقل تقدير)(25).ان فوزي الاتروشي شاعروفيلسوف استطاع ان يتبوأ مكانة متميزة في الوسط الثقافي،وهو شاعرأحب الفلسفة وتوفرعلى دراستها وغلبت على شعره النزعة الفلسفية،وكثيراً ما نظم بعض تفسيراته للكون وتأملاته في الحياة شعراً. ومن هذا فلابد(من التمييزبين التأمل الأدبي والتأمل الفلسفي وان كانا يستقيان من منبع واحد.

فالفلسفي يتناول المجردات فيدقق النظرفيها إدراكا لكنهها،معتمداً في ذلك التحليل العقلي.أما الأدبي فغايته التعبيرعما تثيره هذه المجردات في النفس من خوالج وصورخيالية:الأول محلل منطقي،والثاني مصورخيالي)(26). لذلك نجد ان الشاعريحاول إيصال الفكرة الأساسية إلى متلقيه وقد (ينتهي بتفضيل طرف على طرف،أما ان كان الموضوع فلسفياً فان موقف الشاعرسينتهي على الأغلب بالحيرة والشك أو بالإيمان والقناعة)(27).ويجب ألا يغرب عن البال حول الحديث عن الفكرة الأدبية ومعروف ان الاختلاف بين الشعر والفلسفة واضح وكبير، أي انه يرتبط بالمنهج والتصويروالنتيجة،وهذا لايمنع من ان هناك توافقاً أو انسجاماً بين الذهن الشعري والذهن الفلسفي،ولا يمكن نكران حتمية الاختلاف في الوظيفة العقلية ولاسيما النظرة إلى الكون والحياة (28).وفوزي الاتروشي فقد كان يمتلك رؤية متكاملة بالمستوى الذي كان عليه،والأفكارالسائدة في عصره؛لذا نجد فوزي الاتروشي يبحث عن تلك الأفكارليؤسس أفكاره الاجتماعية والوجودية ،في إطارفهم محدد ومتكامل من وجهة نظره للمسألة الكونية.علماً ان الفلسفتين البرجماتية، والماركسية،على تناقضهما المباشركانتا تبشران بالوعي الفلسفي والكوني والاجتماعي المتكامل. ان بروزالمادية التاريخية والمادية الجدلية؛لكونهما وجهين لفلسفة واحدة،فقد(برزت ظاهرة وحدة الموقف النظري في الاجتماعيات والطبيعيات،وفي السياسة،والايدولوجيا.وتأثرت المدارس الاشتراكية كثيراً بهذا الوعي الكلي،فامتزجت الفلسفة المادية بالاشتراكية امتزاجاً واسعاً، وحصلت تداخلات نظرية وواقعية بين الاثنتين.وتأثر فوزي الاتروشي بهذا التداخل،وهذا ما نجده في قصيدته (وداع)،فقد نفض الشاعريديه من المرحلة الأولى،معبراً عن عدم انسجامه مع مفاهيمها فيقول:

(كان وداعاً بارداً

أبرد من قلبها ..)

ويبدو ان فوزي الاتروشي،مع مفكري مطلع القرن،حاربوا الجانب البليد في تلك الأزمنة الضائعة،ودعا إلى نبذه،فهو الموت في الحاضر،وخيبة الإنسانية في الفكر. وينبه إلى ان المستقبل أولى من الماضي لمن يبحث عن الرقي، ويحث على التقدم ويرفض الفخرالباهت الذي لايجدي نفعاً للإنسان،ويفلسف تخلفه عن الركب وعيشه في الحلم،وإنكاره للقيم الإنسانية،واتكاليته، ولامبالاته بالكوارث الفرديةوالاجتماعية والسياسية التي تمر عليه.لذا نجده وراء الحياة،يستثير همومه وأسئلته،وفي(الى جدي) المهداة إلى جدته ثمة أسئلة والحقيقة هو سؤال عن موقفه من عالمه حيث يقول:

(تقول جدَّتي أن على محيَّاه النور يسيلْ

كان يجودُ بنعمةِ الخير على الناسِ)

إذ أراد الشاعران يبين ان لنا من حياتنا ستراً مسدولاً على عقولنا،ولم يكن لنا من العلم بما وراء الحياة إلا النزراليسير، وان لدينا شوق كبيرإلى معرفة ما وراء الحياة. ويبدو ان العلم يقود خطا الشاعرإلى مسافة محدودة،هذا طبيعي؛ لكون ان العلم يعجزعن تقديم إيضاحات عن الحياة والموت والأصل والنهاية،وعلى الرغم من استقرارالشاعرفي أفكاره، فان الشك يساوره من حين لآخرولذلك نجد هذه الأفكارالتي غرسها الشاعر،أضحت مرشدة الأجيال.لقد كان فوزي الاتروشي يملأ الفراغات المخيفة في الذهن باستعمالات مادية وعلمية مبتدئة وحماسية،عاجزة عن الوصول إلى فهم ناضج عن أصل الخليقة،ونهايتها،مع أنها مرصودة لغرض خلقي يسد فجوات الوعي في المسألة الكونية.لذلك نجده يتصدى لموضوع الروح والجسد،مما يطغى عليه فهمه المادي،كون الروح متصلة بالجسد،فهو ينظرإلى الروح نظرة شاعرلانظرة فلسفية متعمقة،ففي قصيدته(عناق الحزن) والتي يقول فيها:

 (يا ضوء المفارز حين تطوي الليل وتمضي تقتحم الربايا

لم تمت أنت لم تمت ..)

إذ نلاحظ ان الشاعريتحدث عن مسيره إلى محطة استقراره الفكري،والإيماني،بحرية عبرت عن جرأة تثير التقدير،وهذا تعبير عن العناء الذي آذاه به المتعصبون،أعداء حرية الفكر.وقد(تناول الشاعرالموت في قصائد عدة،أفلحت- في أكثرمن جانب- في تقديم تأملات فلسفية.وان(فكرة الموت الفلسفية هي التي توسطت ما بين العلم والصوفية،في النسيج الفكري للشاعر.وهذا ما يظهرلنا ان الفلسفة لابد ان تشتمل على الحياة والموت.لتحظى بالصدق الموضوعي،اذ يقول:

(قتلوكَ .. وما عرفوا

أن الجرح المحفور بقلبكَ

يصبحُ منجم بارودٍ يتفجرُ كالبركانْ

قتلوكَ وما عرفوا)

لقد جسد الشاعرهذه النظرة في شعره بعدما كساها بردائه الإنساني وأحاطها بخلجات نفسه،التي أصبحت ركيزة من ركائز ثقافة المجتمع،ومكونا من مكونات القصيدة الفكرية والفنية.إذ يبين ان الموت يفرض حضوراً على نفس الشاعر وان هذا الوصف للموت باستعارات مستجيبة لضربات الموت الخاطفة. لذا فان الشعريعد نواة الثقافة الأدبية في حضارة أية امة من الأمم تحترم مسؤولية الكلمة الإبداعية المعبرة من تجارب حياتهم وانفعالاتهم ومشاعرهم وأفكارهم،وهي روح الشاعرفي تأملاته الذاتية،ومواقفه القومية وتطلعاته الإنسانية(29)..فإنّ حيرة الشاعربهذه الأفكار،وهي تعد أساس أفكاره الفلسفية التي عبر عنها في شعره.إلا انه حين نضجت هذه الأفكار عنده عبرعنها في قصائده بأفكارفلسفية عميقة.وهذا يكشف لنا خلفيته الفلسفية. فنجد شعره محملاً بالأفكار الفلسفية السطحية والعميقة.لقد تأمل الشاعرفي الحياة وألغازها، فاظهر آراءه في أسرارها،وما وراء الطبيعة وفي اسرارالموت،فيقول:

(يا وطني الموبوء بالطاعونِ والمنبوذِ

والباحثِ عن مصيرهِ في عالم الناپالم

يا حُلمَ اليتامى والجياع)

لقد عني الشاعربالنظرالفلسفي في شعره،وعن حقيقة الحياة ومغزى الوجود.ووضع الإنسان من الطبيعة والمجتمع. لذا نجد ان(من طبيعة الروح التساؤلية ان تنشد الحقيقة أنى وجدتها. وان تبحث عن الحقيقة دائما)(30).وان هذه الروح هي التي كانت السبب في نشوء المعتقدات الروحية والأديان والمذاهب الفلسفيةالتي قامت بوضع التفسيرات لما يكتنف الحياة الإنسانية من غموض وإبهام(31). ويخاطب الشاعرالنفس الخصبة مالها لا تنبت غيرالأشواك،إلا توجد الحقيقة؟ إذ يقول:

(إنا هنا خلف المتاريسِ هنا

لم ننتهِ لم ننكسر لم ننحدر

يا وطني بيادرُ القمح لأسراب الجراد

ووجهك البرئ حقلٌ من جراحٍ)

هكذا يعبرالشاعرعن حال الزعماء او الجهال،فيبقى في زاوية من نفسه وما يعاني من حياته.لذا أخذ يشن هجوماً ليعبرعن حقائق المجتمع.اذ توجه الى تثقيف نفسه تثقيفاً ذاتياً منصرفاً الى التفكيرالعميق والتأمل مما ساعد على صبغ شعره بجوانب فلسفية وفكرية واضحة (32).لذا فقد طاف الشعراء في تأملاتهم في جوانب الكون والحياة والروح وطافوا في أغوارالنفس ونوازعها. لشعورهم بخيبة الأمل في تحقيق أحلامهم وآمالهم.ولم يجدوا متنفساً للألم المكبوت والعاطفة السجينة غيرأنفسهم يناجونها ويغوصون في زواياها وأعماقها،كما يتجلى هذا في شعرفوزي الاتروشي مخاطباً نفسه،اذ يقول:

(يا سادتي قوائم القتلى تطولْ

فإنهم ،أشجارنا الخضراء في كل الفصولْ

إنهم الجُرحُ الذي أقسمَ أن)

هكذا يصورالشاعرمأساة الإنسان في مطلع القرن إذ ان المجتمعات تطورت وتعقدت ووجد الإنسان ضائعاً بين متطلبات روحه ومتطلبات جسده.فقد راح يشك في الخالق والبعث والوجود والعدم ثم يعود صاغراً بعد ذلك إلى الإيمان بعد ان تعييه الفكر.ان الشعرالتأملي يظهر مأساة الإنسان لاسيما في العراق،إذ يصوراتجاهاً جديداً نحوالقفزفي دنيا التفكيروالتخلص من الجمود الفكري والخوف الذي يكبل العقل والوجدان. لقد أهتم الشعراء بهذا النوع من الشعرلتوليد المعاني والأفكار والتأمل العميق للوجود.فقد تحرك الشعراء من خلاله الى النفس الإنسانية،وتأملوا في إسرارها وحاولوا استكشاف غوامضها وعلاقاتها بمشاكل الوجود، وقضايا الفناء والخلود. ونجد في أشعارفوزي الاتورشي ميلاً إلى التأملات الفكرية والخطرات الفلسفية، والمعالجة الموضوعية للمشكلات القائمة، والتبشيرببعض القيم والمبادئ الإنسانية،التي تحس معها صدق الشاعروأصالته والتطلع إلى مستقبل زاهر،لتظهرأمامنا صورة الشاعرالحقيقية،وأفكاره وآماله وطموحه(33).إنّ في شعرفوزي الاتروشي صياغة فنية ورؤية جمالية ومنظوراً فلسفيا وموقفاً من الحياة والناس.فقد حلق بتراثه الفكري وعطائه الادبي وموهبته الفنية، للتعبيرعن طموحاته واماله وافكاره.هكذا الشاعريتوجع على الرغم من اشتباكات عوامل القضية، إذ إن فوزي الاتروشي شاعرأكبرمنه إنسان،تمثل كل أوجاع العشاق الفقراء النابهين بفكرة غيره.في حين إن هنالك فرقاً بين أن يتفلسف الشاعروبين أن يصدرعن فلسفة ولاسيما في الحياة والطبيعة.بيد ان هناك فرقاً كبيراً بين التأمل الفلسفي الذي يصطبغ بوجدان الشاعروتثيره لواعجه ومخاوفه وأشواق روحه،وبين التفلسف أو الفلسفة.وعندما كانت الفلسفة مسيطرة على التفكير البشري،فقد (مال بعضهم إلى إقامة هذه القواعد على أساس من الفلسفة،كما صنع أفلاطون ومن بعده أرسطو- على ما بينهما من اختلاف في النظرة والحكم،ولكن اتجاههما معاً كان اتجاهاً فلسفياً- وقد ظل هذا الاتجاه مسيطراً حتى عصرالنهضة حينما بدأ العلم يشارك الفلسفة النظرية مكانتها ومركزها)(34 ) .وإذا كان الموت حقيقة واقعة،فهي بالنسبة للأدب لا يمكن إنكارها، ثم صار بعد ذلك يمثل اتجاهاً فكرياً وفلسفيا حين تلذذ به بعض الناس وهم يربطون بينه وبين أحلى ما في الدنيا كالحب والطبيعة (35)إنّ الفلسفة رؤية للوجود، ولعلاقة الإنسان به،فإذا نظرالشاعر إلى الطبيعة،فلابد أن تستند نظرته إلى ما هو أشمل منها واعم أي لابدّ ان تستند إلى فلسفة؛لكي يضع الشعرفي إطار فكري متسق،وان الشاعريفهم صلته بالعالم الخارجي على الحدس،وهي وسيلة تتكشف فيها الحقيقة من غيرأيّ من الوسائل العقل والمنطق،كالاستدلال والاستنباط،وانّ الحدس وسيلة إدراك، من شأنها ان توحد بين الذات المدركة والموضوع المدرك،فتخلع الذات من صفاتها على الموضوع،فلا يبدو الموضوع كما نراه ونحن ندركه بالعقل والمنطق.فهما وقفتان،وقفة العالم الذي يدرك الأشياء منفصلة عنه،ووقفة الشاعرالذي يدرك الأشياء على أنها بعض منه،إن حركة الفكر الفلسفي كانت طبيعياً،فالشاعريعيش عما يموج به عصره من مشكلات.فيتعرض لأعمال فنية أيا كان نوعها،أنتجها أناس عاشوا في عصربعينه،وشغلتهم مشكلاته الحيوية الرئيسة.ففي إطارالعصر الذي يواجه المشكلة الأخلاقية فينشأ شعراء متأثرون فيما ينتجون بهذه المشكلة الرئيسة.والشاعريقع على حقيقة الإنسان،لا اعني الحقيقة كما يراها العلم،بل الحقيقة كما يراها في الرؤية الداخلية.لذا فالشاعر لا يعبر عن نفسه،بل يعبرعن حقيقة الإنسان كما يراه؛أي عن وقع الإنسان على نفسه.ثم يأتي بعد ذلك الصفات الفرعية الأخرى؛وهي مجال المتغيرات.أي ان رؤية الشاعرتمتد الى كل الكائنات والى الطبيعة. ومن هذا يمكن القول:

1 0 ان تمكن النظرالعقلي الى الشعرمن اثارالثقافة العقلية الفلسفية التي انتشرت في شتى البيئات.

2 0 ان اندماج بعض الأفكارالتي أخذت تنشط في ذهن الشاعر عن الحقيقة المطلقة،فقد كانت كثيرة التأثربالفلسفة.وهذا ما يظهر لنا ان الفلسفة لابد ان تشتمل على الحياة والموت لتحظى بالصدق الموضوعي.

ان فلسفة الشعراء جاءت من صميم الحياة،وبلا شك ان الشاعر سبق عصره بأفكاره التي تحارب العادات والعقائد الباطلة.لذا فقد أهتم الشعراء في توليد المعاني والأفكاروالتأمل العميق للوجود، أضف إلى ذلك اهتمامهم في صياغة شعرهم صياغة فنية، ومن هذا أود ان أقول:

1 0 ان الفكربما فيه الفلسفة حاجة إنسانية تتطلبها وتفرضها أوضاع البشرالمادية من حياتهم الاجتماعية وتفرزها هذه الأوضاع بصيغتها التي تكون عليها وليس هناك في حياة البشر فكرعائم لا ينتمي إلى زمان ومكان محددين بالضرورة.لذلك فهو لم يظهر دفعة واحدة.

2 0 ان العصورتختلف في مذاقها الفكري باختلاف المشكلات الاجتماعية الرئيسة.

3 0 ان كل رحى الفكرمن فلسفة وعلم وفن تدورحول محور واحد.

4 0 ان هناك ما هو دائم وما هو متغيربتغيرالعصوروما تفرزه أوضاع الإنسان المادية.

-ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 0الاتجاهات الفلسفية في النقد الادبي عند العرب في العصرالعباسي: د. سعيد عدنان،دارالرائد العربي،بيروت-لبنان،ط1، 1987 ,ص137-163

2 0الفكرالفلسفي عند العرب:د. جعفر آل ياسين،دارالمناهل للطباعة والنشر، بيروت-لبنان،ط1، 1993 ,ص37

3 0الموسوعة الفلسفية،باشراف:روزنتال، ترجمة:سميركرم،مراجعة: د. صادق جلال العظم وجورج طرابيشي،دارالطليعة للطباعة والنشر، بيروت، ط1، 1974 ,ص309

4 0انظر:المعجم الفلسفي:د.جميل صليبا،دارالكتاب اللبناني،بيروت،ط1، 1971 ,ص2/161

5 0النقد الادبي ومدارسه الحديثة:ستانلي هايمن،ترجمة:د. إحسان عباس ومحمد يوسف نجم،دارالثقافة بيروت،(د.ت).ص2/31

6 0ديوان زهير بن ابي سلمى، دار صادر، بيروت، (د.ت).ص86

7 0شرح الأشعارالستة الجاهلية:البطليوسي،تحقيق:ناصيف سليمان عواد،دارالشؤون الثقافية العامة،بغداد، 2000م: ج2/القسم الثالث, ص44.   

8 0 سورة ق :3

9 0انظر:الميزان في تفسيرالقرآن،العلامة السيدمحمد حسين الطباطبائي ،دار الكتب الإسلامية،إيران، 1379هـ.ج18, ص367-368

10 0الاتجاهات الفلسفية في النقد الادبي,ص28-30

11 0انظر:النزعات المادية في الفلسفة الإسلامية:حسين مروه،دار الفارابي،بيروت، 1978,ص1/874

12 0صون المنطق والكلام عن فن المنطق والكلام:السيوطي،نشره وعلق عليه:د.علي سامي النشار، مكتبة الخانجي،مصر،ط1، 1946,ص12

13 0انظر:الفكرالفلسفي عند العرب:ص12

14 0الفكرالفلسفي عند العرب:ص129

15 0انظر:الفلسفة والنقد الادبي:زكي نجيب محمود،مجلة فصول،مصر،المجلد الرابع،العدد الاول، 1983 ,ص16

16 0انظر:الفلسفة والنقد الادبي:ص18

17 0 انظر: نفس المصدر,ص15

18 0 نفس المصدر,ص12013

19 0انظر:الفلسفة والنقد الادبي:ص11

20 0مسائل فلسفة الفن المعاصرة:جان ماري جويو،ترجمة وتقديم:سامي الدروبي،داراليقظة العربية للتأليف والترجمة والنشر،دمشق،ط2، 1965 ,ص151

21 0نظر:افاق في الادب والنقد:د.عناد غزوان،دارالشؤون الثقافية العامة، بغداد، ط1، 1990 ,ص174

22 0الالتزام والتصوف في شعرعبدالوهاب البياتي:عزيزالسيد جاسم،دارالشؤون الثقافية العامة،بغداد،1990 ص228

23 0 نفس المصدر,ص228

24 0انظر:النقدوالنقاد المعاصرون:د.محمد مندور،مطبعة نهضة مصر، بالفجالة،القاهرة، (د.ت).ص97

25 0التحليل النقدي والجمالي للادب:د.عناد غزوان، دارافاق عربية للصحافة والنشر،بغداد، 1985,ص35

26 0الاتجاهات الادبية في العالم العربي الحديث:أنيس المقدسي،دارالعلم للملايين،بيروت،ط5، 1973ص323

27 0النقد التطبيقي التحليلي،مقدمة لدراسة الادب وعناصره في ضوء المناهج النقدية الحديثة:د.عدنان خالد عبد الله،دارالشؤون الثقافية العامة، بغداد،ط1، 1986 ,ص47

28 0التحليل النقدي والجمالي للادب:ص75

29 0انظر:نقد الشعر في العراق بين التأثرية والمنهجية،(رؤية في تطور النص النقدي)د.عناد غزوان،دار الشؤون الثقافية العامة،بغداد،ط1، 1999 ,ص20

30 0ابو حيان التوحيدي،فيلسوف الادباء واديب الفلاسفة:زكريا ابراهيم، سلسلة اعلام العرب العدد(35) المؤسسة المصرية العامة،للتأليف والنشر ،القاهرة، (د.ت).ص177

31 0انظر:النظرالفلسفي في الشعرالعربي:د.محمد العلائي،مجلة(الشعر)،العدد الرابع،القاهرة،ابريل 1964 ,ص3

32 0انظر:الشعراء العرب في القرن العشرين،حياتهم،شعرهم،آثارهم:عبد عون الرضوان،الطبعة العربية الأولى،عمان – الاردن، 2005 ,ص410

33 0انظر:التبشيربالثورة وقيمها في الشعرالعراقي المعاصر:د.جلال الخياط،مختارات من الابحاث المقدمة لمهرجان المربد الثالث، 1974 دارالحرية للطباعة،منشورات وزارة الثقافة والاعلام، بغداد، 1975 ,ص36

34 0النقد الادبي اصوله ومناهجه:سيد قطب،بيروت،(د.ت)ص122-123

35 0انظر:ظاهرة الحزن في شعرنازك الملائكة،أسبابها وقضاياها المعنوية والفنية:د. سالم احمد الحمداني مؤسسة دارالكتب للطباعة والنشر،جامعة الموصل، 1980,ص36

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *