استنارات مع المعرفية اللبنانية , عشتروت كنعان ,

by wisam-mo | 14 مارس, 2016 1:14 م

– أعد الحوار : ريبر هبون

للتواصل مع تجمع الحب وجود والوجود معرفة
https://www.facebook.com/groups/219490341406067/

عشتروت كنعان , معرفية لبنانية , إجازة في إدارة الأعمال , ولدت سنة 22=11=1986م ,شقت طريقها كمتلقية وبروح رحبة لكل ما يتعلق بالفكر والآداب والفنون, عُرفت بتمرد نوعي في جل أوساط الذين يتفاعلون في ميادين التواصل الفكري الاجتماعي , وتجلى كفاحها في المواجهة لكل ما يقف تحدياً في طريق نهضة المعرفة , عضوة في تجمع الحب وجود والوجود معرفة , وتجمعات أخرى , وفي 1= آذار= 2016م , كان لنا معها هذا الحوار :
1= المعرفية عشتروت كنعان يسرنا الترحيب بك أولاً كما جرت العادة في الحوارات , ولا تعنينا المقدمات بأكثر ما يعنينا الخوض فيما نسعى بيانه من حوارنا هذا معك , بما يحقق الفائدة وفي هذا سنبدأ من سؤال فلسفي بسيط وحقيقي يعرفنا عن تجربتك والغاية من رحلة البحث عن الأفضل , وهو (من أنت ؟)
عشتروت كنعان ، لبنانية ، من محافظة جبل لبنان ، في العقد الثالث من العمر ، مجازة في ادارة الاعمال ، انتمي لعائلة تعمل في الزراعة وتربية المواشي في لبنان والخارج ، مستقلة ، اعمل لحسابي الخاص ( بيع مشاريع تخرج للطلاب الجامعيين الكسالى ) ، اشتراكية سياسيا ، ًليبرالية اجتماعياً ، والى حدّ معين قريبة من الفلسفة الوجودية لكنني شبه مقتنعة ان ايّا من الفلسفات او الانظمة الفكرية البشرية لا يمكنها بمفردها اقناع الانسان وتحقيق رضاه فكل واحدة من المدارس او المذاهب الفكرية خليط من الحق والباطل وليس هناك حق مطلق او باطل مطلق . معارفي لا تمثلني بل أعمالي وسلوكياتي ، وهي ليست من جملة الممتلكات التي يجب أن اُدفاع عنها بأي قيمة ، بل يكون لمعارفي قيمة إلى حدّ معين وزمان معين
2= برأيك ماذا عنى المطران (غريغوار حداد) بمقولته هذه : ما من نصّ، مهما سمت مرتبتُه، وما من دين، مهما علا شأنُه، وما من تصوّر، مهما اقتدرت أنظومتُه، يحقّ له أن يحرم الإنسان من كرامته الأصليّة وحرّيّته الخلاّقة ومسؤوليّته الناظمة لمسالك الوجود. وإذا كان الله هو الروح الأسمى في الكون الفسيح، فإنّ الإنسان هو الهيكل الذي يحلو للروح أن يقيم فيه. ومن أقام فيه روحُ الله أصبح هو سيّد الشريعة وآمر التاريخ وباني الثقافة.
ما المسؤولية التي ارتأى المطران حداد في بيانها والتي بدوره تنظم علاقة المعرفي بمسالك الوجود , وما مدى شفافية حلول الله في الإنسان , أم أن ما أراده المطران من هذه المقولة هو بمثابة مسعى تصوفي تجديدي حاول المطران عبره أن يشق خطاه لمعرفة التصور الديني من باب التغيير لمسيرة الجماعات ؟,,
نصف الجواب على السؤال المطروح نجده في كتابي المطران غريغوار حداد : ” تحرير المسيح والانسان ” و” العلمانية الشاملة ” ، اما النصف الاخر فنجده في سيرته الذاتية من لحظة سيامته كاهنا مرورا بارتقائه الى سدة المطرانية وتأسيسه مجلة “آفاق” ومحاكمته بتهمة الخروج عن التعاليم المسيحية وصولا الى اعتكافه الإرادي وتأسيسه “الحركة الاجتماعية ” كحركة مدنية تطوعية ملتزمة الإنسان والمجتمع والتنمية . واعتذر مسبقاً عن الاستفاضة والاطالة في الاجابة عن هذا السؤال بالتحديد ، لان اهمية المطران حداد تكمن في تبنّي الفاتيكان لكافة الافكار التي حاكمه عليها قبل نصف قرن من الزمن .
في مقدمة كتابه “تحرير المسيح والانسان” تجرأ المطران حداد على ما يعتبر من أقدس الأقداس اي الأناجيل الأربعة : “المسيح، ليس كما يصفه الرسل” – “الأناجيل كُتِبت بلغة باتت بائدة، كَتَبَها من سَمِعَه وعاينَه، على مستوى فهمه ووعيه” – ” قراءة الأناجيل النصية، متخلفة “.
اعتبر حداد ان الإنسان هو القيمة الأعلى وسموّ قيمته يستخرجه من قابليّته الذاتيّة إلى التطلّع إلى السموّ ، كما آمن ان خدمة الانسان اهم من خدمة الله ( جئت لاخدُم لا لاخدَم ) ، فربط ايمانه بالانسان بآية من الانجيل اعتبرها درّة الدرر استشهد بها في مقدمة كتابه: إنّ الربّ هو الروح. وحيث يكون روحُ الربّ فهناك الحرّيّة (رسالة بولس الثانية إلى أهل كورنثس 3، 17) . وهكذا يكون قد عادل بين السموّ الإلهيّ والسموّ الإنسانيّ لأنّ القيمتين متلازمتان في صميم قوامهما.
من جهة اخرى، اعتقد المطران حداد بأنّ الشرق العربيّ يحمل في وعيه تصوّراتٍ خاطئة عن الله وعن الإنسان ، والناس في هذا الشرق ورثوا عن الله وعن الدين وعن الإيمان أفكارًا شوّهت فيهم صفاءَ التصوّر السليم لمعنى الاختبار الروحيّ الأسمى . فإذا به يُكرّس ذاته لخدمة القضيّة الإنسانيّة الأسمى، وهي تحرير الله من الشبهات اللاهوتيّة وتحرير الإنسان من الاستقطاب الايديولوجي . فقال في العلن ما لم يجرؤ احد قبله على قوله في السر وهو لزوم “تحرير المسيح من الكنيسة ، بل يجب تحرير المسيح من المسيحية لان كل إيمان لا يكون غرضه خدمة الإنسان، هو إيمان صنمي منحرف عن جوهر الرسالة. فليس النص مهماً، لان الحرف يقتل أما الروح فيحيي (بولس الرسول ) وحين يتحرّر الله من هيمنة الفكر الدينيّ يستطيع الإنسان أن يأتي إليه من عمق اختباره الروحيّ ومن أصالة نضاله الوجوديّ التاريخيّ، وحين يستوي الله والإنسان في مقام الصدارة تسقط كلُّ المظالم التي ترتكبها الأديان، ولاسيّما التوحيديّة منها، في انتهاك حرّيّة الإنسان وكرامته واستقلاله . من هنا جاء قوله : ” ما من نصّ، مهما سمت مرتبتُه، وما من دين، مهما علا شأنُه، وما من تصوّر، مهما اقتدرت أنظومتُه، يحقّ له أن يحرم الإنسان من كرامته الأصليّة وحرّيّته الخلاّقة ومسؤوليّته الناظمة لمسالك الوجود وإذا كان الله هو الروح الأسمى في الكون الفسيح، فإنّ الإنسان هو الهيكل الذي يحلو للروح أن يقيم فيه. ومن أقام فيه روحُ الله أصبح هو سيّد الشريعة وآمر التاريخ وباني الثقافة.”
بناءً على هذا التلازم في المقامَيْن (الانسان ، الله ) دعا غريغوار حدّاد إلى اعتماد العلمانيّة المنفتحة سبيلاً إلى تدبّر المعيّة الإنسانيّة في مجتمعات الشرق العربيّ. لقد كان على يقين أنّ التواطؤ الناشط بين السلطة السياسيّة والسلطة الدينيّة يَحرم الإنسان من استثمار طاقات الوعي والحرّيّة والإبداع التي يختزنها كيانُه . فالناس في المجتمع الطائفيّ المتسربل بأوهام الفلاح الغيبيّ الماورائيّ أشبه بالقطيع المسلوب المهين الذليل . ولا بدّ من أن نتذكّر ما قاله في كتابه ” العَلمانيّة الشاملة ” حين أصرّ على تناولها في عمق متطلّباتها الفكريّة:
“…هذه النظرة الشاملة (العَلمانيّة) تؤكّد استقلاليّة العالم بكلّ مقوّماته وأبعاده وقيمه تجاه الدين ومقوّماته وأبعاده وقيمه، أي مثلاً استقلاليّة الدولة والمجتمع ومؤسّساتهما وقوانينهما وقضاياهما وسلطاتهما عن المؤسّسات والقوانين والسلطات الدينيّة. والاستقلاليّة تعني أنّ هناك قيمة ذاتيّة فعليّة للعالم والمجتمع والإنسان وقضاياه غير مستمدّة من الدين والقيمة الدينيّة وغير خاضعه لهما، تجعل تمايزًا بين العالَم والدين، أي تعترف بميزات كلّ منهما بدون امتيازات للواحد على الآخر. فالاستقلاليّة ليست هي العدائيّة، بل الحياد التامّ بينهما. وهذا الحياد يمكنه أن يكون سلبيًّا يجعل كلاًّ منهما لا يهتمّ أبدًا بالآخر ولا يقيم له وزنًا أو حسابًا. ويمكن أن يكون حيادًا إيجابيًّا يجعل كلاًّ منهما يعتبر ويقدّر الآخر وقيمَه وإمكانيّة إسهامه في اكتمال الإنسان” (العَلمانيّة الشاملة، ص 46).
أختم النصف الاول من الاجابة بالتأكيد على ان غريغوار حداد لم يكن معلماً ولم يقدم نفسه كمعلم ، كانت له رسالته بالتأكيد وكان همه أن يكون إنساناً بقدر ما يمكن للمرء أن يصل إلى الإنسانية . قضيته هي الانسان وبالرغم من كونه رجل دين متعمق ولاهوتي عتيق . نضاله في الحياة كان من اجل رضا الانسان لا رضا الله . هناك الدين المكرّس في الكتب ، وهناك الدين الإنساني النابع من المشاعر والوجدان. فانت لا تستطيع أن تكون ملحداً ناكراً في حضور المطران حداد، لأنه، بكل بساطة لا يدعك تخرج عن إنسانيتك ولا يترك لك المجال للتخلي عن قضيتك، حتى ولو لم يوافقك الرأي . معركته ليست في ميدان اللاهوت ، بل في الميدان الحياتي . كان مثله مثل البابا الحالي، لا يؤمن بالجحيم وبالطبع لا يؤمن بالشيطان ويعرف أن ملاحدة كباراً خدموا الإنسانية أكثر من اعظم المؤمنين فالايمان بالله حق وليس تكليف والانسان يمتلك مطلق الحرية في أن يؤمن أو لا يؤمن ، فالعقل لا يستطيع أن ينفي او يثبت وجوده لكنّه حكما يستطيع أن يقبل أو يرفض معالم هوية وطبيعة الله .
من هو غريغوار حداد الذي قلّما عرف المجتمع اللبنانيّ والمجتمعات العربيّة مفكّرًا ومسؤولاً دينيًّا اتّصف كيانُه وفكرُه وقولُه وفعلُه بمثل هذا المقدار من التحرّر الذاتيّ والتوق الشغوف إلى تحرير الإنسان من جميع سلاسل العبوديّة والظلم والقهر؟
ولد غريغوار حداد سنة 1924 اي بعد ست سنوات من انكسار الدولة العثمانية وبعد اربع سنوات من اعلان الجنرال غورو دولة لبنان الكبير . والده كان مدرّسا للغة العربية وبروتستانتياً من اصول سورية والدته من طائفة الروم الكاثوليك وجدّه لابيه كان أرثوذوكسياً . درّبه والده على اصول الكتابة لانها بنظره عملا ابداعيا موصِلا للمعرفة ما أفسح له المجال للتعبير السهل عن أفكاره العميقة ، كما دلّه على جبران خليل جبران الذي كانت قرءاته ممنوعة في الوسط الكنسي . نقطة التحول حصلت عندما دخل غريغوار حداد الحياة الإكليريكية حيث تعرف على الكاهن الفرنسي، الملعون كنسياً آنذاك، الفيلسوف تيًّار دو شاردان Teilhard de Chardinالتي كانت مقالاته وكتاباته تُتَداول سرياً بين الإكليريكيين في الاديرة فأعجب بفكره الذي ترك أثراً كبيراً في نفسه واعاد قراءة كتابه «الوسط الإلهي او «le milieu divin» بشغف أسهم فيه، مَنْعُ الكاتب والكتاب من دخول الاديرة مما منحه سلطة النقد انطلاقاً من قبوله نظرية “النشوء والارتقاء”. فالكون لم يولد من خلال أمر إلهي ، دفعة واحدة ، وفق القول المعروف: «كن فكان». وعليه فان قبوله بنظرية داروين المرفوضة كنسياً، مهد له الطريق العقلي، لبدء مراجعة البديهيات التي كانت كثيرة ومعقدة ومحاطة بهالة من القداسة والتكريس . بعد لحظات من سيامته كاهناً واختياره اسم غريغوار بديلاً عن اسمه الاصلي ، فجّر اربع قنابل على مرأى ومَسْمَع من المحتفلين عندما قال :
1 – “بالأمس ، كنت علمانيا. لا اشعر الآن أني مختلف”
2 – “ان المسيحية قطعت صفحة من الانجيل ورمتها في سلة المهملات فأتت الماركسية والتقطتها وعملت منها شرعتها. هذه الصفحة هي صفحة المحبة”
3 – ” كانت صرخة ماركس وانجلز ( يا عمال العالم اتحدوا ) بدء تحول كبير إيجابي في تاريخ البشرية. فلو اعتمدت نساء العالم شعاراً ( يا جميع نساء العالم اتحدن ) ولو تنظم اتحادهنّ شيئاً فشيئاً على أهداف لها قيمتها، لتكونت في العالم طاقة كبرى، لأجل تغيير البشرية وجعلها أكثر إنسانية “
4 – “العلمانيّة قيمة انسانية “
عام 1968 اعتلى سدة مطرانية بيروت . تطوّع مع ثلاثة كهنة لتأسيس “آفاق” فكانت المجلة دعوة إلى التفكير العميق وفتح النقاش الواسع للجميع في ما يتعلق بالإصلاحات الضرورية كي تصبح الكنيسة متطابقة مع هدف خدمة الإنسان، كل إنسان، وكل الإنسان، أي بكل أبعاده، المادية والروحية ، ولمّح إلى أن شرط بقاء الكنيسة كمؤسسة مرتبط بالسؤال عن وظيفتها في الإيمان وفي العمل وطالب باعادة التفكير بشروط تواجدها، ان كانت ضرورية أو لا. فدعا الى تحرير الإيمان من الكنيسة التي اعتبرها إرث من القرون الوسطى، حارسة النصوص والتقليد وأحكام الماضي ونسب المشكلة الى فهمنا الخاطئ للإنجيل ولكلام المسيح حول جوهر الكنيسة فطرح السؤال المحرّم : هل يكفي تجديدها وإصلاحها ؟
كلام خطير… والثمن بليغ. ولقد دفعه المطران. الكنيسة الكاثوليكية في لبنان، رفضت هذا الكلام. أنشأت مجمعاً لمحاكمة المطران. حاكمته، وعزلته، فارتج لبنان والعالم. جريدة لوموند تابعت الموضوع . الصحف اللبنانية، قدمت الحدث في صفحاتها الأولى، التعليقات لم تخل من لوم الكنيسة وتأييد المطران. علماً ان بعض أقواله كان يثير أسئلة وتشكيكاً: “يجب عدم الخلط بين المسيح والمسيحية… الهدف هو الإنسان وليس المسيح… المسيح أسير الكنيسة وعلينا تحريره… تحرير المسيح أساسه تحرير الإنسان”.
ما كان يميّز بين الإيمان بالله والإيمان بالإنسان. خلق الله الإنسان على صورته. والله بداية ونهاية. هو المطلق. وهو المصير. أمضى حياته يناضل في سبيل العلمانية ، التي لم يعتبرها يوماً مناقضة للإيمان بالله . كان الدين عنده تجربة روحية فردية، ما عليها التقيد بالطقوس الشكلية إلا إجرائياً. كان همّه دين الناس لا دين المؤسسة. لم تطقه المؤسسة. صار مطراناً من دون رعية فصار كل اللبنانيين رعيته.
3=ما الحلول التي يمكن أن تكون بمثابة أدوية ناجعة لنزع القيود والتصورات الدينية عن العقل الشرق أوسطي المجاور للعالم العربي , في ظل بروز المقدس وإحداثه شرخاً تدميرياً في أوساط المجتمعات التي تحصد نتائجه الآن , هل ذلك نابع عن رداءة تعاطينا لواقع كرسته النظم الاستبدادية , أم إنه نتاج مفاهيم دينية ذكورية قبيحة ؟
قيود التصورات الدينية التي تكبّل العقل العربي هي نفسها التي تُكبّل “العقل الشرق اوسطي” الذي ننتمي اليه ، لكن شعورنا بالنقمة ويأسنا من العقل العربي جعلنا نقوم بفك ارتباطه مع عقلنا . العقلان مريضان ومتشابهان . اسباب مرضنا المزمن ناتج مفاهيم دينية اكل الدهر عليها وشرب . حاولنا مداواة المرض بايديولوجيات مستوردة فاصبح “شعارنا يا عمّال العالم صلّوا على النبي ” وزاد من استفحال المرض تواطؤ السلطة السياسيّة المستبدة مع السلطة الدينيّة . لن اتكلم عن اوهامنا الايديولوجية التي حجبت – ولا تزال – انظارنا عن رؤية الحقائق ، ولكن ماذا بشأن مطلقاتنا الماورائية التي لم تُنقذنا من غضب الواقع ولم تساهم في اخراجنا من اجواء التخلف الحضاري والثقافي والتي نتشاركها مع العالم العربي . يقول عالم الاجتماع الشهير Max Weber : “العَقّلَنَة الدينية ساعدت على عقلنة جميع التصرفات الاجتماعية” . اين نحن من هذه المقولة البديهية ؟ هل بامكاننا ان نكون واقعيين ونعترف بان الواقع والرغبة قلما يجتمعان؟ الواقع يشير الى احتقارنا لكافة فروع العلوم الوضعية ، والى مزجنا بين الروحي والزمني ، والى رفضنا البحث العقلاني في نصوص الدين بما هي كلام الله المنزّه عن المساءلة العلمية .فهل بامكاننا اتخاذ قرار شجاع وذكي لنقوم بأول خطوة في رحلة الاصلاح الديني ؟
4= لفتتني في مقالة قصيرة لك بعنوان خواطر وأفكار علمانية عبارة قلت فيها : الاصالة هي مقدرة الانسان على أن يفكِّر وأن يعبِّر عن ذات نفسه بطريقة مستقلّة .
هل الأصالة هو الرجوع للتشبث بقيم الماضي , أم إنها في الواقع مبدأ متجدد في كل وقت لا علاقة له بالتراث ولا
بالمعاصرة , بقدر ما تخص الإنسان نفساً وفكراً وصيرورة انتماء ؟؟؟
الأصالة هي مقدرة الانسان على أن يفكِّر وأن يعبِّر عن ذات نفسه بطريقة مستقلّة لانه مُجبر على الحرية ولا يستطيع الا ان يختار وحتى عدم اختياره هو اختيار بحد ذاته . يملك البنّاء قبل بنائه للحائط تصوراً دقيقاً في ذهنه عن شكل الحائط وماهيته ، ونسمعه يقول بعد عملية البناء: إنّ هذا الحائط لم يصنع بشكل جيد، أي إنّه غير مطابق لتلك الصورة الذهنية المسبقة ، أو يقول: إنّ هذا الحائط هو ما كنت اُريد بناءه ، أي أنّه مطابق للصورة الذهنية للحائط في ذهنه ، فبالنسبة لسائر الموجودات غير الإنسان فإنّ الماهية متقدّمة على وجودها ، أي أنّ كيفية وجودها متقدم على وجودها.
ولكن هذه المسألة بالنسبة للإنسان على العكس من ذلك . وجود الانسان هو الاصل وكل شيء يبدأ منه وهو متقدم على ماهيته ، وهذا يعني أنّ لا شيء متقدم على وجوده ، أي لا يوجد أي تصور قبل وجود الإنسان كما هو الحال في تصور وجود الحائط في ذهن البنّاء ، فقبل وجود الإنسان لا توجد أي صورة ذهنية في مكان معين له بحيث يتمّ تحقيقها في الواقع الخارجي بعد ذلك ، ان ادراك وشعور الانسان بوجوده يختلف عن ادراكه لسائر الموجودات الاخرى لان ادراكه لوجوده هو بالعلم الحضوري ولهذا فان وجوده يسبق ماهيته ، بينما ادراكه لوجود الكائنات الاخرى يمر من خلال ذهنه فهو يدركها بالعلم الحصولي وبالتالي فماهيتها متقدمة على وجودها ، وهذا يعني ان الوجود الحقيقي هو وجود الانسان نفسه اي شعور الفرد بوجوده ، اما وجود الاخرين وسائر الموجودات الاخرى فوجودها عارض على ماهيتها ، اما ماهية الانسان نفسه فلا وجود لها لانه وجود محض وهو الذي يصوغ ماهيته فيما بعد كيفما شاء ، وهذا يعني الحرية ، والحرية تستلزم المسؤولية. من هذه الفكرة تاتي اصالة الانسان .
5=متى يمكن البدء بتحرر المرأة دون الاعتماد على أفكار الرجل ونداءاته بتحرر المرأة وهو بالنهاية رجل
إلا متى ستلهث المرأة نحو تحرر يطلق نداءه الرجل , في واقعنا الشرقي المتخبط والمنفصم
أما من امرأة تصنع ايديولوجية وتلتف حولها نساء يشاركنها الانتفاضة , أم أن ذلك لا يمكن في عالمنا الشرق أوسطي ؟؟؟
الانسان – سواءً كان رجلاً او امرأة – يَنشد التحرر ليحقق ذاته ويكون كما هو في الحقيقة ، فكل شيء يَكبت قواه وملكاته الطبيعية يَدفعه الى التحرر منه فهو يتوق دوما الى التخلّص من سجن الطبيعة وسجن المجتمع وسجن الدين وسجن التاريخ لان هذه السجون تشكّل حصاراً عليه يريد التحرر منها .
تحرر المرأة هو في صلب القضية النسوية التي ظهرت ملامحها بعد إعلان وثيقة حقوق الإنسان ووثيقة الحقوق المدينة عام 1789 خلال الثورة الفرنسية التى نادت بالحرية ، والمساواة ، والاخاء (Liberté, égalité, fraternité) حيث كانت الحقوق المدنية والإنسانية متاحة فقط للرجال . الذكورية والنسوية مفهومان او فكرتان غير مرتبطتان بجنس Gender المعتنق . الذكورية في معناها العام هي مجموعة السلوكيات والقوانين والأعراف التي تمنح فئة ما حق السيطرة والتملك والتحكم ضد فئة أخرى ، وهذه الفئة المسيطرة والمتحكمة في العادة تكون فئة الذكور في المجتمع . لذا جاءت النسوية كفكرة مضادة لتدافع عن حق الفئة الأخرى ، وهي عادة ما تكون النساء ، فالنسوية هي مجموعة من الحركات والأفكار السياسية والفلسفية والاجتماعية غايتها : تحديد وإنشاء وتحقيق المساواة السياسية والاقتصادية والثقافية والشخصية والاجتماعية والقانونية بين المرأة والرجل . وعليه فان النسوية تعني الجنسين وهي قبل كل شيء قضية انسانية هدفها أن تحظى المرأة بالمساواة كإنسان مثل الرجل كإنسان وبالتالي تعزيز حقوقها في المجتمع المدني والمجال الخاص .
المرأة لا تتطلع أن تكون أقوى من الرجل، ولكن تسعى الى اكتساب حقوق متساوية في ظل العدالة . إنها أشياء أساسية جدًا، وليست مجرد امتياز تتفوق به على الآخرين . فالنسوية تعتمد على تشابه الإنسان وتماثله بصرف النظر عن مقوماته التي تعتمد على جنسه، واختلاف وظائف جسده وتمايزها، لا فرق بين رجل أو امرأة فالكل متساوون، والكل يستطيع أن يقوم بنفس الأدوار في المجتمع، فالعقل واحد والنفس واحدة، لن يختلفا إذا كانا في جسد امرأة أم رجل .
عندي تحفظات كثيرة حول مصطلح ايديولوجيا التي يصفها كارل ماركس بالشعور الكاذب ، ولا ارى فائدة من اي “امرأة منتظرة ” نشاركها الانتفاضة ما لم تقتنع كل امرأة في مجتمعنا بمقولة الوجودية سيمون دو بوفوار بان ” الانسان كائن غير مُعطى وأنه يصنع نفسه بنفسه ويقرر ما هو عليه ولا يمكنه المقارنة بين الأنثى والذكر في النوع البشري إلا من الزاوية الإنسانية “. وإن كان ظاهراً في كل الأحوال أن الرجل هو المسيطر والمتحكم والظالم ، وأنه يستمد من الموروثات الدينية والأعراف المجتمعية سندًا لتبرير جرائمه في حق الأنثى، إلا أن هذا لا ينفي على الإطلاق أن الأنثى هي من تربيه وتنشئه وتوطن في عقله هذه الأفكار، وتدعمه في أغلب الأحيان ضد شبيهاتها. وبانتظار نهوض العالم الشرق اوسطي من ثباته العميق يتوجب على المرأة ان تدرك ان تحررها مرتبط بمدى استعدادها وقدرتها على تغيير الصورة التي ينظر بها الرجل إليها ولخصائصها الجسدية والنفسية .
6= تطرحين تساؤلات غاية في العمق وأحدها كانت هذه : ان كل انسان عندما يواجه العالم الخارجي يشعر بأن الكثير من الامور الموجودة في الخارج لا تتناسب ولا تنسجم مع ميوله ورغباته ، والكثير من الاشياء التي يرغب فيها لا توجد في العالم الخارجي . وعندما يرى ان ما يريده غير موجود وما يجده لا يريده فان امامه طريقان لتحقيق الانسجام مع الواقع الخارجي : فإما ان يتحرك من موقع تغيير نفسه ومحتواه الداخلي لكي يحقق ما يطمح اليه ولا يراه في العالم الخارجي ، وإما ان يتحرك من موقع ازاحة ما يجده في العالم الخارجي مما لا يرغب فيه . والاديان الابراهيمية اختارت الطريق الاول من منطلق تغيير النفس وعدم لزوم التحرك على مستوى تغيير العالم الخارجي .
هل يمكن تغيير العالم الخارجي بمجرد رغبة ما , وهل نعيش لأجل البحث عن الانسجام والتناغم أم التصارع لاسترداد الكينونة كلما تشظت ؟؟؟, هل الأديان الابراهيمة كانت على ذات السوية في النظرة , أم أن ازوداجية الإله سادت فيه بحيث أن كل منها أخذت طريقاً لخدمة من سخروها لأنفسهم فقط ؟؟؟
نعم لأنه بكل بساطة ، الحاجة امّ الاختراع ، وكل شيء ممكن عندما تتوفر الرغبة والارادة . ما كتبته كان جوابا على السؤال التالي : اذا كان العلم الحديث ابرز نتائج وتجليات العصر الحديث ، فما هو السر في ظهوره وولادته في هذا العصر ؟ فقلت ان العلوم التجريبية انما تنمو وتتكامل في مجتمع معيّن اذا كان افراد ذلك المجتمع بملكون ارادة جمعية collective will لتغيير العالم الخارجي objective world ، ولو اراد افراد المجتمع البشري العمل على تغيير العالم الخارجي، فلا بد من ان يتحركوا لتحصيل العلوم التي يحتاجونها في عملية التغيير.
لقد اهتم المفكرون قبل عصر الحداثة بتفسير العالم ، فكانوا يريدون ازاحة الستار عن ضرورات الامور ويكشفون عن البنى التحتية والمواد الاولية التي بني منها العالم والانسان والتاريخ ، فكانوا يؤكدون العناصر الضرورية للعالم والتاريخ ، او العناصر الثابتة وغير المتغيرة ، لانه لا يمكن تفسير نظام العالم بالعناصر العرضية الطارئة الزائلة غير الذاتية . يقول كارل ماركس: ان منهج هؤلاء الفلاسفة والمفكرين في العالم القديم كان بهذه الصورة اذ قاموا بتفسير العالم ، ولكن المهم هو الحديث عن تغيير العالم ، بمعنى ان الانسان يجب ان يفكّر بنمط جديد وارادة جديدة هدفها التغيير ، فالانسان يريد تغيير العالم بيده .
كانت الاديان البراهيمية عبر رموزها مثل علي ابن ابي طالب واغوسطينوس وتوما الاكويني وابن ميمون ، تؤكّد على ان معرفة النفس هي انفع المعارف وان كل شيء نتمكن من معرفته غير معرفة النفس فانه لا ينفع اطلاقا ، واذا عرفت نفسك فسوف لا يضرك ما تجهله عن الامور الاخرى . لكن عندما رأى الاوروبيون ان ما يريدونه غير موجود وما يجدونه لا يريدونه ، عادوا الى الثقافة اليونانية الرومانية المتوجهة في نظرتها الى العالم الخارجي والمختلفة عن ثقافة القرون الوسطى . واذا اردنا معرفة الفرق الذي يتحدث عنه ماركس بين التفسير والتغيير ، فلا بد من القول ان المفكرين في الماضي كانوا متفرجين على نظام العالم والتاريخ ، ولكن الارادة الجمعية في التغيير انزلتهم الى ساحة الملعب ليشاركوا في اللعب ، فالانسان كما يقول ماركس لم يأت ليتفرج على مسرحية الوجود ، بل جاء ليشارك في هذه المسرحية ويلعب دورا فيها ، ولذلك فان عصر التفسير قد ولّى وجاء عصر التغيير ، وهكذا ان الانسان بدلا من القناعة بالبيت الذي يسميه العالم والحياة والتاريخ فانه يتحرك على مستوى اجراء تغييرات في هذا البيت وتبديل اللبنات فيه بلبنات اخرى . فالبشر في عالمنا المعاصر يريد تغيير هيئة هذا البناء واجراء هندسة جديدة له ، ويريد بناء عالم جديد وانسان جديد بدل العالم القديم والانسان القديم ، وبهذا المعنى يمكن القول ان الانسان الحديث هو انسان غير قنوع ، فلا يقنع بهذا العالم الموجود بل يقول : من قال ان هذا العالم هو افضل ما يكون وان نظامه هو افضل نظام ؟ فلعل هناك نظاماً افضل من هذا النظام وعلينا السعي لتحقيقه على ارض الواقع ، وجميع الادبيات الجديدة تقريباً ، الفنون ، الشعر ، القصة ، العلم ، الفلسفة ، الاخلاق ، كلها تواجه هذه الحالة ، فكل هذه غايتها التغيير والتصرف والتحليل ، والجميع يهدفون الى احلال نظام آخر محله ، فلا يوجد انسان متفرج وقانع الى ما هو موجود سواء في عالم الطبيعة او الاجتماع .
7= التحرر قضية مرتبطة بصيرورة الحياة منذ الأزل , ورحلة بحثك عن الحرية تمر بكل التحديات والعقبات التي ما أكثرها في واقعنا الشرق أوسطي من جراء تكلس المنظومة السياسية والاجتماعية والاقتصادية وتصدع القيم ليغدو الخيار أمام المرأة إما التسليم بالتسليع , أو الخوض على انفراد في متاهة التخاطر وردات الفعل , ما تقييمك لذلك ؟؟
ان التحرر بالمعنى السياسي والاجتماعي للكلمة هو مفهوم حديث لا يختزن غير معنى الحرية . اما التحرر في ادبيات القدماء وفي التراث الديني للشعوب البشرية فهو لم يرد الا من باب الانعتاق والخلاص من الرذائل والشهوات ، فأشد القيود بنظرهم التي تعوق الانسان عن الحركة والمسير في خط التعبّد والكمال هي قيود الرذائل والشهوات.
مفهوم الحرية في عصر الحداثة مختلف كلياً ، فالحرية حق طبيعي يكتَسِبُه الانسان عند ولادته ، اي انّه خُلِق حرّاً وهذه الحرية امرٌ لا ينفكُ عن وجوده ، وخلاف ذلك يحتاج الى اقامة الدليل اي يجب ان نثبت بالدليل لماذا ليس لنا الحق في الحرية . وبمعناها القانوني المتعارف عليه هي: استطاعة الأشخاص على ممارسة أنشطتهم دون إكراه ، لكن بشرط الخضوع للقوانين المنظّمة للمجتمع . هذا التعريف يؤكد لنا ان الحرية المطلقة غير مقبولة بل يجب ان تكون مقيدة بالقوانين ، وقيد الحريّة الوحيد هو العدالة . فلا عدالة بدون حرية ولا حرية بدون عدالة فهما يذوبان ببعضهما البعض حيث يستحيل فصل واحدة عن الاخرى والا تمّ سحق القيم الاخلاقية ، فالحقوق والقيم والمثُل الانسانية متوقفة على اصل العدالة التي هي بدون شك عين الفضائل الاخلاقية .
هناك من ينادي بقمع تحرر المرأة بحجة انها ستقود الانسان والمجتمع الى منزلقات التحلل الاخلاقي والانحطاط الحضاري ، والمقصود بالطبع التحلل الجنسي. وبغض النظر عما اذا كانت الحرية الجنسية تُعتبر من الافرازات التافهة للحرية كما يدعي البعض ، او من الامور الحميدة ( الجنس يمنحنا التوازن النفسي ) عندما تحصل بين طرفين راشدين غير ملتزمين ، فان الحرية تقول لك انك حرّ في اتباع النظام الاخلاقي الذي تعتقد به لان العدالة ليست سوى العمل بذلك النظام الاخلاقي ، فاذا كان هناك اشكال فيعود الى النظام الاخلاقي لا الى التحرر . فبدلا من ان تجلس وتشتم التحرر وتقذفه بانواع السباب والاتهامات وتتصور انه مصدر جميع الرذائل والانحطاط الاخلاقي والبهيمية وامثال ذلك ، يجب ان تحاول البحث في منظومتك الاخلاقية واصلاحها .

8= تجمع الحب وجود والوجود معرفة ,, كتجربة بارزة للعيان , ماذا تحتاج , إلى نخبة , إلى عمل منظم , وهل يمكن التأثير الهادف في ظل وجوب نداءات موحدة تخاطب هذا الجدار الذي يكاد يتداعى من الفساد والصراع والموت اليومي , أم أن المجال الافتراضي لا يعدو كونه مجرد تنفيس عن شحنات ؟؟؟
” الحب وجود والوجود معرفة ” مجموعة رائعة تربطني بها علاقة حب واحترام . شجاعتك في مقاربة الاحداث وتصميمك على فتح نافذة على معطيات الفلسفة والانسان يدفعان بالمتابع الى تقديم اسمى درجات التقدير لكم . بالطبع كل عمل يحتاج الى تنظيم ، وحسب رأيي المتواضع انصحك بتوجيه النخبة المشاركة ( وهم كُثُر ) كي تكون حلقة الوصل بين المتخصصين في مجالاتهم ، وبين عامة الاعضاء ، فيستوعبون آخر المنجزات الفكرية للمتخصصين ، ويعيدون نشرها بما يتناسب واستيعاب عامة الاعضاء ، ويقربونها الى مستويات فهمهم وادراكهم ، بما يستخدمونه من أدوات الاقناع والتوعية .
9= إلى أي درجة يمكن معرفة مقدار كوننا نتمتع باستقلالية وجودة في التفكير , أم أننا أبواق تصدر وتسوق مفاهيم ما نرتاح لها من تصورات دينية أو حزبية ,, كيف يمكن البحث عن اجتماع المعرفيين أصحاب الملكات غير المرتهنة لمافيات الساسة وتجار الحروب ..؟؟؟
إلى أي درجة يمكننا معرفة اننا نعرف ؟ سؤال عجز علماء المعرفة “الابستمولوجيا” الاجابة عليه . فهل من المقبول افتراض إننا نعرف “مقدار تمتعنا باستقلالية وجودة في التفكير” ، دون حاجة الى استدلال ، باننا نتمتع باستقلالية وجودة بالتفكير ؟ الاجابة صعبة جدا بل مستحيلة . في كتابه الشهير “خداع المرحلة” يقول ماركس بان الانسان اساساً موجودٌ محجوب ويعيش في حجاب وستار يفصله عن الواقع الموضوعي ، وطبقاً لهذه النظرية فان الايديولوجيات هي التي تقوم بهذه المهمة وتحجب انظار الناس عن رؤية الحقائق في العالم وفي حركة الحياة ، والنوادر مثله ومثل هيجل وانجلز هم الذين لا ينخدعون بهذه الموهومات ويخرجون من اطار هذا الحصار والسجن ويرون الحقائق في العالم الخارجي . فهل استطيع ، دون حاجة الى استدلال ، الافتراض بانني ,هيجل أو ماركس أو سيلا بن حبيب أو جوديت باتلر وان الاخر موجود محجوب عن الواقع الموضوعي لارتهانه لمافيات الساسة وتجار الحروب ؟
10= المعرفية اللبنانية عشتروت كنعان سعدنا كثيرا بالحوار معك كلمة أخيرة تودين قولها “؟
تحية من القلب والوجدان لروحك الحرة السامية ، وتمنّياتي لكم ولمجموعتكم الرائدة بالمزيد من النجاح من اجل ايصال رسالتكم النبيلة الى أكبر عدد من الاعضاء

Source URL: https://kfarbou-magazine.com/issue/10267