منتزه الشاطىء

by wisam-mo | 14 مارس, 2016 12:57 م

أعرف بلدك
// منتزه الشاطئ الفضي //
هي قطعةُ ُ جميلةُ ُ جداً ضمن بساتين باب النهر . مكانها عند قناطر باب النهر الباقية إلى الآن . شرقاً بساتين / السواري والخضورة وبستان حليمه / شمالاً غرب جسر باب النهر والطواحين وناعورة القاق . غرباً مسلخ البلدية القديم وناعورة المحمدية . شمال غرب مرتفع البرناوي .

جنوباً حجرية ناعورة المحمدية والقناطر الباقية إلى الآن وسط الطريق الواصل إلى قلب بناء الميتم وجمعية نور الهدى .
هذه القطعة الجميلة المسمات / منتزه الشاطئ الفضي / المعروفة بين العامية / بـ العادية التحتانية / أي معظم مرتاديها من الطبقة الوسطى . هي ملك السيد على الحافظ أبو مأمون .
عام 1948 كانت مستأجره من قبل السيد بهيج مسعد . بعد عام 1951 استأجرها السيد الياس سليمان جحجاح / الجد / تولد عام 1895 . عمل معه بادئ الأمر زوجته نسيبه كتور خياطه وعمل معهم الطفل سليمان جحجاح . معظم زوار هذا المكان عائلات . يوجد في منتزه الشاطئ الفضي 4 بحرات ماء . الكبرى يوجد فيها / 4 / قصائص زنبق وحنكليس يلعب حوله الأطفال ويقدمون فتات الخبز اليابس . و / 50 / طاولة و / 400 / كرسي من الخشب والقش وطاولة زهر عدد / 1 / وطاولة ضامه عدد / 1 / وضوما وأوراق / الشدة / كذلك يوجد مذياع من القياس الكبير حيث يعلو صوت المذياع مساءً عندما تغني أم كلثوم يا ظالمني وسهران لوحدي يصل صوت المذياع لمنطقة البرناوي (وأصل التسمية البرماوي وأخذ اسم البرناوي من العامية) متردداً مع النسيم العليل بصحبة أنين النواعير مما يطفي جواً من الرومنسية الخالصة التي تنفرد بها هذه القطعة من أجمل ما أبدع الخالق . خضرة – ماء – هواء . حيث أوحت هذه المنطقة الجميلة للشاعر غزوان خالد جمية تغزلاً بنواعيرها وعاصيها فيقول /زجل/ :
بلدي حلوة مشـــــــــــــــــهورة بالعاصـــــــــــــــــي والناعورة
وبجناينهــــــــــــــــــا الحلوين وبأشـــــــــــــــــــــــــــجارا وزهورا
الناعــــــــــــــــــورة بتعن عنين وبتعطي أجمـــــل تلحين
والعاصي بيروي البساتين والأراضــــــــــــــي المهجورة
لو تســــــــــــــــــــمع بالإشارات بتجي لعنـــــــــــــــا بتزورا
حماه فيها حضــــــــــــــــــارات فيها فن ومهـــــــــــــــــارات
بلدي بتباها فيهـــــــــــــــــــــــا وبطيبة أهاليهـــــــــــــــــــا
تسلم إيد البانيهــــــــــــــــــــــا وجاعلها بأحلى صورة
عام 1960 أول منتزه يعرض تلفزيوناً بالأسود والأبيض أمام الجمهور في ذلك الوقت . كان يحضر هذا المكان كبار الشخصيات من قيادات المدينة وبعض زوار المسؤولين حيث الاطلالة تظهر الطواحين والنواعير وأصوات العصافير في أعالي الأشجار . كل ذلك بنظرة واحدة . يوجد فيها ثلاث كرمات دوالي وشجرة لوز وشجرة جوز وشجرة مشمش . كان سياجها من نبات المرجان دائم الخضرة وكذلك برج للحمام البلدي الهزاز . معدل الدخل منذ عام 1951 لغاية 1969 كان خبزنا كفات يومنا قليل جداً يتوقف العمل في فصل الشتاء ويعود مع بداية الربيع كما يعود السنونو مبشراً بعودة الحياة لهذه الأرض الخيرة .
وهنا نذكر هذه المنطقة الجميلة التي لا تعوض في أي مكان آخر اجتهدت البلدية في ذلك الوقت وشقت الطرقات وانقلب التاب الخير إلى طرقات معبدة بالإسفلت والمباني الإسمنتية الجامدة مما أفقدها جمالها .
والزحف العمراني اقتلع البساتين الخضراء لأجل سيد العصر المتطور / الحجر والإسمنت/ الخالي من الحياة أمام هدير مياه العاصي وأنين النواعير التي تستنجد لافتقار الخضرة من حولها ( هذه صرخة في أذن كل محب لهذا البلد الجميل ) .
أكرم ميخائيل إسحاق

Source URL: https://kfarbou-magazine.com/issue/10285