قم وكل

by tone | 15 مارس, 2016 8:55 م

قم وكل فان الطريق طويل أمامك ، هكذا خاطب الله إيليا نبيه عندما كان هائما في البرية .

أراد الله بهذا أن يعطي عبده تقوية وتعزية لمتابعة المسير نحو هدفه الذي بدأ به ونحن اذ ندخل ميدان الصوم الأربعيني المقدس علينا أن نسمع ذلك الصوت القائل يا بني قم وكل وامتلئ من الطعام الحقيقي الذي لا يفسده زمان ولا يحده مكان . واعني بذلك الطعام ..

ذلك الطعام الروحي الذي كان قلب داوود قد فاض به عندما رنم للرب ( لقد حفظت وصاياك ، واما طريق الاثم أبغضت ) داوود قد أدرك أن الطعام الروحي في حفظ الوصايا الإلهية أزكى وألذ من كل الأطعمة الأرضية .. ايليا عندما خاطبه الاب السماوي أن قم وكل كان يحثه على مسيرة الإيمان الكاملة ليسمع ذلك الصوت الحبيب( نعما أيها العبد الأمين الصالح ادخل الى فرح سيدك ) هكذا كان هو . ولكن أنت أيها الإنسان يا من عاين الصوت الخفي ولبس الروح الحقيقي ألم يحن الوقت كي تأكل وتجاهد في ذلك الطريق الذي وإن كانت بدايته موعرة وقاسية ولكن نهايته هناك حيث لحن المعيدين والفرح الذي لا يغيب لتكون خادماً أميناً على الكثير ولتسمع صوته ينادينك من السحب ( هناك حيث أكون أنا يكون خادمي ) . قم وكل لأن الطريق طويل والطريق هو المسيح ربنا وإلهنا . والطعام هو أقواله وتعاليمه التي تقي الروح من أمراضها . ألم يحن الوقت أيها الإنسان لمحاسبة ذاتية كاملة ؟ ألم يحن الوقت لبدء مشوار الحياة الكاملة .. ألم يحن الوقت للسلوك في الوصايا كاملة ؟ البعض يقول الوصايا صعبة جداً ولكن لو أن الوصايا صعبة وعسيرة كيف عبر الآلاف من الناس ؟ الجواب بسيط ليس فقط معرفتها إنما العمل بها .. القديس يوحنا الذهبي الفم يقول ( أنت كائنا من كنت ،لا تلم سيدك بأنه وضع لك وصايا عسيرة الحمل ) ولكن تلك الوصايا يا اخوتي خفيفة وسهلة ( لأن نيري هيّن وحملي خفيف ) ( متى20:11 ) قم وكل فان الطريق طويل ولكن ( طوبى للكاملين طريقاً ،السالكين في ناموس الرب . طوبى لحافظي شهاداته ومن كل قلوبهم يطلبونه ) ( مزمور 119) مع بدايه هذا الصوم والطريق الطويل يجب أن نقوم بكل قوتنا وبكل قلوبنا وأن نتخلى عن هذا العالم وقذارته لنصل إلى ذلك الطريق الحقيقي الذي سلكه أباؤنا من قبلنا …… رامي وهب بربورة موسكو

Source URL: https://kfarbou-magazine.com/issue/10353