الاثنين 1يناير 2024: هيئة التحرير وادارة موقع المجلة تبارك للجميع بحلول عام جديد متمنين لكم عاما مليئا بالخير والمحبة راجين من الله أن يعم السلام كل سورية ودمتم بخير ..  * 

بين عام وعام

ودع العام وأعيننا على العام القادم الذي يطل علينا ونحن بين قارئ للماضي ومستشرفٍ للمستقبل. وبين البينين هناك آخرون لا يشعرون بالأيام ولا يعرفون حساباتها، يعيشون على هامش اللحظة، وعند رصيف الحياة الذي قد لا يمنحهم حتى الدفء.بين عام يروح وآخر يأتي أوراق كثيرة تسقط من روزنامة التاريخ، وأخرى تبقى معلقة على بوابة الزمن بانتظار شمس جديدة لا تعترف بالعاديّ، تسابق الوقت وكأنها تقف على رمح، أو في مواجهة ريح، تقطع الزمن تلوَ الزمن، تصنع المستقبل المرتجى، تركض نحو السماء لا تنتظر المطر لكنها تعصره من خاصرة الغيم لتملأ المساحات فيعشب الزمن.
وبين زوايا الساعات التي نقطعها جميعاً ركضاً في سبيل العيش، تمر بنا تحولات وتقلبات زمنية مختلفة، نحاول قراءة لغتها، والاقتراب منها لنبني علاقة معها، نحاول استخلاص نتائج معينة نريدها، وتستعصي علينا حينما نجد أنفسنا محاصرين بآخرين في دواخلنا لا يملكون من الزمن سوى الانتظار.
قصةٌ طويلة يأخذها العام معه، تحكي معاناة الإنسان في بقاعٍ عربية كثيرة، حروب، ودمار، وتشتت، وموت مجاني شهده العالم كلٌ بشكل يختلف عن الآخر، عام بطله الإنسان بقسوته، برقته، بعطفه، بصبره، بعنفوانه، بفكره المضلل، أو المعتدل، تشكيلة واسعة من المفاهيم والأيديولوجيات التي يصنعها بعضهم، ويقع فيها كثيرون ممن لا يملكون عقلاً، ولا يحملون في دواخلهم إدراكاً بما يفعلون، عميٌ يقودهم عميان آخرون مهمتهم تشويه الإنسان، وقتل الفرح، والتطاول على الحياة.


وعلى أبواب المخيمات يقف بشرٌ كثرٌ، تقطعت بهم السبل نحو الأمان، أضاعوا أوطانهم وضيّعتهم حتى صاروا ضيوفاً في زمن عصيٍ على التقبّل، وأوضاع قاسية على الأرواح، وفي حالات يرثى لها، وجوه عربية تستقبلها الصحراء، وأخرى منهكة تشردها البحار، وثالثة مقهورة لا تعرف خلا النحيب والبكاء.
في بقاع أخرى شهد العالم ملاحم وطنية عظيمة، وقف فيها الشعب مع القادة، فحلّقوا، وحققوا الإنجاز تلوَ الإنجاز، صاغوا أغاني النجاح، ورددوا أناشيد الفخر، واحتفلوا بالوطن أيما احتفال، وتفاءلوا بالعام الجديد القادم بخير وفير لهم، وللعالم من حولهم، هم يؤمنون بالآخر رفيقاً في دروب الحياة يقطع المسافة نحو الضوء، وتحت الشمس. وحدهم الإماراتيون يصنعون التاريخ باقتدار، وكفاءة، ونجاح، وخير عميم، كل عام ووطني وقادته الكرام بخير وسلام ونعيم، وأمن، وأمان، ورخاء، والعالم من حولنا كذلك

عن جريدة الخليج النشر: 30/12/2016 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *