لوحة فسيفساء طيبة الامام

by tone | 11 أكتوبر, 2017 11:37 م

تعد اللوحة الفسيفسائية في طيبة الامام في محافظة حماة من أهم وأجمل وأكبر لوحات الفسيفساء المشغولة في العالم قديما تعود الى القرن الخامس الميلادي وعليها رسومات وأشكال لها رموزها ودلالاتها التاريخية والحضارية والاثرية.


وتشير المصادر التاريخية الى أن انجاز هذه اللوحة استكمل عام 442 ميلادية في عهد دومنوس أسقف حماة انذاك وبمساعدة المحسنين من الكهنة أمثال ابيفانوس وفالنته والمؤمنين الكسندرا وتيودوسيو وبارموتوس وكارتيرياتيا وعائلاتهم وسميت هذه الكنسية علي اسم القديسين الشهداء وابرز ما يمكن مشاهدته في الرواق الشمالي رسم بصور وصول ذخائر لصور القديسين محملة على بغلين الى جانب مشاهد الرعي والصيد والطيور العديدة التي تنسجم مع الموضوعات الزراعية.
كما تتميز اللوحة التي تزيد مساحتها على 600 متر مربع باحتوائها صورا ل28 بناء كنسيا تزين الارضية على شكل بازيليكيات وعلى شكل صليب الى جانب الاسطح والقباب والابراج الشبيهة بالكثير من الابنية القديمة التي يمكن مشاهدتها حتي الان في سورية.
ومن أكثر المشاهد التي تتضمنها اللوحة اثارة للاهتمام ذاك الذي يزين الجهة الشرقية من اللوحة حيث يمكن رؤية جنة السلام والخلد مرموزا لها بمدينتي القدس وبيت لحم كما جاء في سفر الرؤيا وفي وسطها يظهر الحمل المنير الذي يضيء وطائر الفينيق ذو الدلالة الدينية في تلك الفترة التاريخية وكتابات تشير الي أنهر الجنة الاربعة وهي جيحون وسيحون ودجلة والفرات وستة نصوص باللغة اليونانية تواكب زخرفة اللوحة ثلاثة منها في الرواق الشمالي وواحد في الرواق الجنوبي والى جانب ذلك هناك صورة لمدينتي القدس وبيت لحم.
وتمنح هذه اللوحة الفسيفسائية الساحرة والنادرة التي يعتقد بأنه لا يوجد لها مثيل في العالم من حيث اتساعها وترامي أطرافها والبراعة والاتقان العاليين في صنعها كل من يتأملها ادراكا واحساسا عميقين عن مدى براعة وثقافة الفنان الذي صنعها باعتبار أن لكل رسم وشكل فيها له دلالة فلسفية ومعنوية كبيرة تحدثك عن المستوى الفني والابداعي السوري الراقي في تلك الحقبة التاريخية

Source URL: https://kfarbou-magazine.com/issue/11175