الاثنين 1يناير 2024: هيئة التحرير وادارة موقع المجلة تبارك للجميع بحلول عام جديد متمنين لكم عاما مليئا بالخير والمحبة راجين من الله أن يعم السلام كل سورية ودمتم بخير ..  * 

.*وجهة نظر*……….

صراع الليل يخدش صوتها الخفي المختنق في دائرة الصمت تجلس في مكتبتها عند طاولتها الصغيرة لاشيئ أمام عينيها سوى بضعة اوراق بيضاء فوضوية واقلام حبر اسود كوشاح سيدة الليل وفنجان قهوة ساخن تفوح في رائحته ارواح ذكريات عراها الزمن من اصحابها يتصاعد البخار منه فتحسبه ضباب خريفي بارد يحمل صورا مبعثرة من طفولة ظلمتها عدالة القدر .

 

 

تلملم رفاة أحلامها فتسأل في صمت الكلمات ظلها
كيف لذلك كله أن يحدث ؟
كيف تتحول وتتبدل خلال لحظات بالكاد تذكرها ؟
عقارب ساعة تدور حول معصمك في لحظة مباغتة بين الوعي واللاوعي تفقد توازنك السيكولوجي ينتابك شعور غريب كأنك لست أنت لعله شخص آخر تلبس ظلك المتواري آخر يجعلك تعيش كل المتناقضات في آن واحد
يطفئك حزن يوقد فرحاً في نفسك رغبتك الشديدة للبكاء تأجج فيك شهية للابتسامة في زجاج دموعك يضيئ انعكاس صورتك يفتال سكونك ألم صامت يولد في نفسك قناعة بأنك مازلت بخير فسحة الأمل في سماء روحك تضيق بأحلامك الصفيرة لتتحول إلى رماد يأس يلف قلبك متربصاً بك تعاستك المبالغة تجعلك سعيدا بأبسط الأشياء من حولك حضورك الباهت ها هنا يغيبك في فضاء آخر يشبهك في بعض ملامحه اللاواقعية تكاثر الناس من حولك يأكد لك كم أنت وحيد في خيالك المنسوج بخيوط من ضوء القمر في معرض جراحك حياتك المترفة تحسبها من صخبها موت على قيد الحياة .
تتلفت إلى كل الاتجاهات تتوه في المعنى تحدق في سقف غرفتها المتآكل من شدة الرطوبة تتعربش في زواياه خيوط العناكب منذ الف عام لا أفق تعتليه ها هنا بشعاع خيالها الليلكي كوتر كمان يدور على قافية القصيدة سماءها باكية لا ليل يدثر أنجمها فتحسبها أما ففدت ولدها الوحيد تحت رماد الحرب التهمته النار تقترب بهدوء مستفز ترفع الستائر المخملية بيدين مرتجفتين تنظر من خلف الزجاج المغبش من رذاذات شتوية خفيفة إلى الليل الموحش خارج قضبان سجنها الحر تسأل نفسها وهي في حالة من ريب مخيف :
أهي جدلية المبالاة واللامبالاة أم أنها ذلك الحد الفاصل بينك وبين أناك المنطقي أو هي تلك المسافة الفاصلة بين الأفق والهاوية أم هي تلك الثانية الفاصلة بين الموت والحياة .
تفكر في صمت السجين الذي ينتظر حكم اعدام سيصدر بحقه بعد لحظات يودع الشمس كأنه يراها لأخر مرة يصافحها بنظراته الحزينة تستعيد أناها في لحظة تعود لطاولتها ترتشف شيئا من قهوتها وقد أصابها البرود وضاع رحيقها في ضباب الموت تنظر للموقف بنظرة أخرى لعلها الحكمة أو هي فلسفة المنطق تتوقف في لحظات من شرودها الغامض لا لغة لها لتفهمها أنا هنا أنا على قيد الحياة جسدي لي ضفائري الذهبية وزرقة عيني لي لا شيء يوجعني أمام الليل لا بد أن أعوض ذلك الوقت الضائع فأستغل الوقت الآتي تتوصل لفكرة أن لا أحد سيعيش عمرها سواها
تأخذها أفكارها لعمق آخر تحدث نفسها سعادتي بين يدي أشيائي البسيطة التي تفرحني هي بصحبتي هذه الليلة علي أن اصادقها وأعيش في باطنها ها هو ذا المطر المتراقص يعزف لي أغنية على أهداب سمائي رائحة قهوتي تلفني بذراعيها كعاشقة فتذيبني حبة سكر في ثناياها لأدمنها تراقصني فرقة من راقصات الأشجار على رؤوس أصابعها ينعشني صوت الحفيف في تصافح أكفها فأتقن الرقص على نغم خطواتها الواثقة إلى المجد تأخذني نومي الهانئ بلا أوجاع تأكل جسدي وتنخر في عظامي عيناي المحلقتين بين الغيوم كأجنحة ملائكية تشع من خلق الضباب مثل أيقونة مقدسة
كل تلك الأشياء رغم بساطتها إلا أنها تغمرها فرحاً إذ تطير بها إلى فضاء سرمدي لا أحد ينعم به سواها فيضج في روحها أمل يضيئ ظلام ليلها العاتي
ديسمبر صار ماضيا حمل معه الجراح القديمة وحدها تملك مفاتيح الفرح في ليلتها الأخيرة من ديسمبر ستغلق دفتر ذكرياتها بنقطة حبر أسود وتقفل صندوق ذاكرة هذا العام لتشرع بفتح باب فردوسها الأبيض وتفتح دفتر ذاكرة بصفحة بيضاء تتلوها حروف اسمها المتوهجة وستعلق عاى مفاصل ذاكرتها صورا جديدة بألوان زاهية تشبه تفاح وجنتيها
هي فقط فلسفة الرؤية الصحيحة لما يحدث والقناعة بالحقيقة المتاحة والتفكير المنطقي بأن لا تحمل الأمور أكثر من طاقتك ولا تمنح أحداً مكانة أكثر مما يستحق فيكسرك لا تضيع وقتك في زحمة الاسماء والأشياء والأفكار اصنع جسراً من بياض أحلامك وزجاج عينيك واصعد إلى أفقك باسما بخطى ثابتة للمجد
**
31/12/2018.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *