الاثنين 1يناير 2024: هيئة التحرير وادارة موقع المجلة تبارك للجميع بحلول عام جديد متمنين لكم عاما مليئا بالخير والمحبة راجين من الله أن يعم السلام كل سورية ودمتم بخير ..  * 

إن كان الله معنا فمن علينا…

 

 

         

 

 

باسم الآب و الإبن و الروح القدس الإله الواحد آمين

 

أولا– بداية” أوجه تحياتي القلبية إلى كل أبناء بلدتي المباركة في الشتات السحيق … و أقول لهم إن بلدتنا و أهلها بخير … و أقول إن بلدتي هي بلد الإيمان و المحبة و الخير … فإن كان الله معنا فمن علينا … فلا تخافوا علينا لأن يسوع معنا…

قرأت مقالة في جريدة الوطن  رقم /1472/ تاريخ 13/8/2012 تحت عنوان

 ( الجبل المقدس و نبوءات الشيخ باييسيوس الآثوسي)…

حيث يتنبأ القديس – و الذي توفي سنة / 1994/ – عن مصير المنطقة في هذه الأوقات حيث يقول :

العالم أصبح مستشفى للمجانين… و الشرق الأوسط سيكون مسرحا” لحروب كثيرة … و ربما تُستخدم الأسلحة النووية … و أن تركيا ستختفي من خارطة العالم…و أن عمر الأزمة الحالية في سوريا مدتها /3.5/سنة …

و لكن الشيء المهم في المقالة هو خاتمة القديس إذ يقول :

لا تستسلموا للذعر لأن الجبناء لا ينفعون أحدا” , ينظر الله إلى وضع كل واحد و يساعده , يجب أن نبقى هادئين و أن نستخدم عقولنا و أن نستمر في الصلاة مهما حصل , فكروا ثم تصرفوا , من الأفضل دوما” أن نواجه الأوضاع الصعبة بالوسائل الروحية…

إنه بالحقيقة كلام رائع و معزي…

طبعا” هذا كله علمنا إياه يسوع في الكتاب المقدس إذ يقول في لوقا (6:47-49):

( كل من يجيء إليّ و يسمع كلامي و يعمل به أشبهه لكم برجلٍ بنى بيته على الصخر , فلما فاض النهر صدم ذلك البيت , فما قدر أن يزعزعه لجودة بنائه. و أما الذي يسمع كلامي و لا يعمل به, فيشبه رجلا” بنى بيته على التراب بغير ِ أساسٍ , فصدمه النهر , فسقط في الحال , و كان خرابه عظيما”) .

فمهما تنعمنا في الحياة الأرضية فلا بد أن تأتينا المحن و الشدائد … فمن يستطيع أن يحميك من أنياب الوحوش و الأبالسة سوى الرب يسوع المسيح له المجد…فأخطر شيء على الإنسان هو الخوف … و متى استقر في الإنسان(الخوف) جعله أداة جامدة بقالب بشري…

السيد المسيح كان دائما” يقول للتلاميذ : لا تخافوا , أنا معكم.

و لكن السؤال المهم :أين نحن من الرب؟

 ثانيا” – تحدثت سابقا” – و لكن بشكل موجز – عن الحشمة…  و لكنني أريد أن أعرج إلى هذا الموضوع نظرا” لأهميته الروحية و الإجتماعية0

ما هي العفة؟ و هل أنا حرٌ بما ألبس ؟ أين حدود حريتي؟…!؟

صديقي,صديقتي,أخي,أختي:

هل تحبون أن تكونوا أداة طيعة بيد الشيطان, يستخدمكم من أجل اصطياد قلوب الضعفاء وذلك لإغراقهم في بحر الشهوات الذي لا يُشبع و لا ينتهي.

البعض يسأل كيف يكون ذلك؟

الرب يسوع المسيح قال في الموعظة على الجبل و تحديدا” متى(27:5-29 ) :

} من نظر إلى امرأة ليشتهيها, فقد زنى بها في قلبه. { 

إن الخطأ بالنظر تثير الكثير من الشهوات و الآثام…

فلو تابعنا القراءة في الإصحاح نستنتج من قول الرب بأن العين السليمة البريئة تجعل كل أعضاء الجسم بحالة جيدة , و العكس بالعكس ينطبق على العين الخاطئة…

لو سألنا معظم الفتيات : لماذا يلبسن الضيق و الحفر و الفيزون و حاليا” موضة الشورت … لكانت الإجابات بشكل عام وفق النسب الآتية:

1–   الموضة      95%

2–   أبحث عن أي شيء يجعلني جميلة (مغرية)  5%

 

و هنا  نسأل سؤالا” : ما هو رأي ذوي العقل الراجح من المرأة الغير محتشمة؟

صدقوني سيقولون : أين ذووها , ألم تلحظ عيونهم هذا اللباس الفظ… ؟

إن المرأة الغير محتشمة تعبر عن ذاتها , فهي تمثل الوثنية و ليس لها أي علاقة بتعاليم السيد المسيح , و أنا شخصيا” لا أعطي تبريرا” لأي كانت حول جهلها لتعاليم السيد المسيح , لأن المسيحية لا تحب المحاباة , بل الصدق و الأمانة …

إن لباس المرأة المسيحية المؤمنة يكون محتشما”, بل تبتعد عن أي شيء يثير الإغراء… إن مثالنا في ذلك هي سيدتنا مريم العذراء… هنا سيقول بعضهم هل تريدنا يا سيد مفيد أن نعود إلى لباس جداتنا الوقورات … أقول : بالطبع لا… و لكن أرجوكم أن تبتعدوا عن أي شيء يشوه المسيحية و يكون عثرة” للآخرين… تذكروا القديسات و كيف كنّ يبشرن بالمسيحية : و لكن أنا أطلب منكم  من باب المحبة الأخوية أن تكنّ مبشرات من خلال التزامكنّ بتعاليم السيد المسيح من حيث:

تربيتكنّ لأولادكنّ على التعاليم المسيحية المقدسة  , حيث يقول القديس يوحنا الذهبي الفم  ( أعطني أمهات صالحات لأعطيك مجتمعا” صالحا”…)

بعض الفتيات يعلقن على ذلك بقولهن: أنا حرة … لذلك أريد أن ألبس ما أشاء!

و أنا أقول : إن حدود حريتك تقف عند حدود حرية الآخرين… بل أقول لك :هل تقبلين بأن يخرج شاب شبه عار إلى الشارع … ماذا ستقولين عنه أنت شخصيا” … بالطبع لن تقولي عنه بأنه حرً بل ستقولين الكثير و الكثير من الكلام الجارح , و الكلام الجارح لا يعني فقط الإهانات بحقه و حق أهله بل أيضا” الضحك و الاستهزاء و …

مرة” سألت المرحومة جدتي : ما نوع الكريم(مرهم الوجه) الذي تضعينه على وجهك , حتى يبدو بهذه النضارة الأخاذة…

أجابت: لم أضع شيئا” على  وجهي منذ نعومة أظافري… ليس مثل هذا الجيل الذي لم يعد بالإمكان تمييز الشقراء عن السمراء …

المرأة المحتشمة ليست بالضرورة أن تكون مؤمنة بالرب و تعاليمه , و لكن المرأة المؤمنة الحقيقية محتشمة بالضرورة…

نحن نعيش الآن في ظروف صعبة و خطيرة للغاية , من الواجب أن نفكر بأي عمل نقوم به …

أقول لكل الآباء : بحق السماء  , ألا تخجلون أن تخرج ابنتكم إلى الشارع و هي غير محتشمة … في ظروف بالغة الدقة و التعبير…بل أين أنت يا رب البيت , هل انغمست في الملذات حتى أنك لم تعد قائدا” للعائلة … بل أين تخفي وجهك من الرب الذي قال للرجل أنت رأس المرأة كما أن المسيح هو رأس الكنيسة…

المرأة عندما تتزوج يكون زوجها هو المسؤول عنها أولا”…فكثير من النساء تغير منهج حياتهنّ بعد الزواج , سلبا” أم ايجابا”…

و أستغرب من بعض الفتيات و اللواتي يأتين إلى الكنيسة بلباس محتشم , و لكن نجدهم بلباس غير محتشم في الأعراس و المناسبات … فهل الحشمة موضة أم منهج حياة أساسه الرب يسوع المسيح له المجد…

و لا ننسى المشاكل الكثيرة التي سببها اللباس غير المحتشم لبعض بناتنا , إذ تتحرك النخوة في نفوس شبابنا عندما تتعرض فتاة من البلدة لمضايقة من الغرباء , و لو بنظرة …و هنا نتساءل : أليس موضوع الحشمة هو سبب أساسي في إثارة هكذا مشاكل , فالمرأة غير المحتشمة لا تستحق أن يدافع عنها تجاه (التلطيشات و الكلمات الغير محببة)… فلو كانت هذه الفتاة لا تحب (التلطيش) لما لبست هكذا لباس غير محتشم…

و هنا أوجه تحية حب و اعتزاز إلى اللباس الكفرباوي الأصيل , لباس العزة و المروءة , لباس النخوة و الأصالة…

طبعا” ليست العائلة وحدها هي المقصرة و لكن رجال الدين من خلال :

1–   ندرة الزيارات الرعوية للبيوت…

2–   ندرة المحاضرات التي تدعو لها الكنيسة حول التعاليم المسيحية…

3–   قلة المواعظ التي تركز على اللباس المحتشم , إذ يجب على الكاهن أن يغتنم أي مناسبة من أجل الحديث عن هذه الظاهرة السلبية و التي تجعل رؤوسنا في الأرض بل أقول بصراحة أكثر : يخجل بعض الآباء من النظر إلى بناتهم بسبب قلة الحشمة…

4–   فال لي أحد آبائي الأجلاء : وعظت كذا مرة , و لكن ما من نتيجة… أقول : الناس بحاجة لمن يوقظها دائما” , و من الطبيعي أن تُواجه كلمة الحق باللغو و الإفتراء… و لكن كل هذا هو بداية تشبث النبتة في الأرض… و تحتاج منك يا أبونا قليل من الاهتمام … لأن الكاهن و كل إنسان مؤمن بالرب هو الزارع و الساقي و لكن الله هو الذي يبني….

5–   يجب أن يكون آبائي الأجلاء أكثر صرامة” من العروس التي لا تدخل محتشمة” إلى الإكليل… حيث قام آباؤنا بالوعظ على ضرورة أن تحتشم العروس عند الإكليل, و لكن ما الفائدة إذا لم نضبط ذلك …!؟ أحد الآباء الأجلاء قال لي حرفيا” : إن تنفيذ ذلك سيسبب لي الكثير من المتاعب… و هنا أجبته : هل يقبل الرب أن تدخل امرأة غير محتشمة بيته ؟ فأجابني : لا , فقلت : هل تريد إرضاء الله أم الناس… من هنا يجب أن نتعاون مع الكاهن في موضوع الأكاليل و موضوع وضع المرأة الغطاء على رأسها  في الصلاة  و ذلك من أجل تحقيق  الخير…

أخيرا”:

كل التحية للجميع راجيا” من الله لكم كل الخير و البركة … و أن يعم السلام بلدي الغالي سوريا .

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *