كيف نعلم أولادنا حب الأرض

by tone | 1 نوفمبر, 2012 1:37 م

[1]

 

 

بسم الآب و الإبن و الروح القدس آمين

تحدثت في كلمة الختام لشهر آب عن أهمية الأرض و ماذا يعني التمسك بها و بعدم بيع ذرة تراب من ترابها الطاهر…و لكنني وجدت بأن الموضوع بحاجة إلى تتمة من جهة : كيف نعلم أولادنا حب الأرض…

أتذكر قصة تعلمتها من أساتذتي الأفاضل و ذلك منذ نعومة أظفاري و التي تقول:

كان لفلاح ثلاثة أولاد و لكنهم لا يساعدوه في الأرض فقال لهم ذات مرة : في أرضي كنزاً ذهبياً فاذهبوا و فتشوا عنه …و الذي يجده يكون من نصيبه… فذهب الإخوة بنشاط إلى الأرض من أجل التفتيش عن الكنز… و استمر البحث لعدة أسابيع … و لكنهم لم يجدوا شيئا” … فعادوا إلى والدهم قائلين : لم نجد شيئا” يا والدي… فقال لهم و البسمة على وجهه : لا بل وجدتموه … فقد قمتم بفلاحة الأرض من حيث لا تدرون … و لم يبق سوى أن تنتظروا كنزكم كي يُثمر…

و فعلا” في ذلك العام أعطت الأرض موسما” مضاعفا”…

إن الأب و الأم هما المرشدان للأطفال… فبقدر ما تكون علاقتهما جيدة بقدر ما يتربى الأولاد تربية صالحة…

فالأطفال هم ثمرة من ثمار الزواج , فبقدر الاهتمام بهم تكون  نوعية الثمار…

فالتربية الصالحة المبنية على أسس إيمانية صحيحة بالرب يسوع المسيح تُعطي أولادا” صالحين …. و نذكر هنا قول صاحب المزامير : إن لم يبن الرب البيت فباطلا” يتعب البناؤون و إن لم يحرس الرب المدينة فباطلا” يتعب الحراس….

فالطفل يقلد أباه و يراقب أمه و كذلك الطفلة…

لذلك حتى نجعل أولادنا يحبون الأرض يجب أن نصطحبهم إلى الأرض منذ نعومة أظفارهم , بل و هم لا يزالون في اللفافة …

فأنا عندما أصطحب أولادي إلى أرضي فأنا أربح ما يلي :

1-  استنشاق أولادي للهواء العليل و التمتع بمنظر الطبيعة الخلاّب

2-  اللعب في الطبيعة مع الحيوانات الأليفة , و أيضا” اللعب بالتراب , حيث أن معظم الأولاد  في سن مبكرة يفضلون اللعب بالتراب عن أي لعبة أخرى…

3-  رؤية الطفل أباه أو أمه و هم يعملان في الأرض , حيث يتطّبع ذلك في عقلهم الباطن و التي تترجم عملا” عند  الكبر…

4-  هناك الكثير من العائلات التي تعمل في أرضها تزرع قليلا” من الخضار التي يحبها أطفالهم مثل : القتة- الجبس – البطيخ –الحمص-…. لذلك إن أكل الطفل من هذه النباتات الطبيعية و الغير معالجة بالمواد الصناعية تجعل أطفالنا  ذوي مناعة طبيعية ضد الأمراض …

5-  إن اللعب و اللهو في الطبيعة تفتح شهية الطفل … فالطبيعة الكفرباوية الجميلة تُجبره على أكل أي شيء و حتى التراب …

كثير من الأحيان أقول لولدي : هيا لنذهب إلى الأرض … فيجيبني و هو يشاهد أفلام الكرتون : لا أحب يا أبي … عندئذ أنتظره حتى ينتهي من مشاهدة برنامجه على التلفاز و آخذه معي و هناك و بعد مرور ساعات أقول له هيا نرجع إلى المنزل … لقد تأخر الوقت …فيكون جوابه :أرجوك يا أبي لم ألعب سوى قليلا” بالتراب و لم ألهو مع الكلب بعد و لم…. الخ من الحجج التي تجعله يأخذ الموافقة لبقائه أكثر في الأرض…

فالأهل هم المسؤولون بشكل رئيسي عن تشكيل العجينة الطفولية البريئة… 

المشكلة الحقيقية هي في نظرة الناس من الأرض  و العمل بها… فالذي لا يحب الأرض يصبح بيعها عنده سهلا” … و للأسف أقول : إن الكثير من الناس يخجلون من قول : إنني أعمل في أرضي …فماذا يدل ذلك … ؟ فهل يدل على أننا لا زلنا ماديين متمسكين بشرور هذا العالم أم أننا نخاف و لم نتحرر بعد من عبودية الشر …

و هنا نتساءل  : كيف أطلب من ابني أن لا يبيع أرضه و هو يكره اسم الأرض و العمل بها…؟

إذا” لنعلم أولادنا حب الأرض بحيث يحبونها و يتمسكون بها من حيث لا يدرون و هذا يتطلب :

1-  حب الولد لأبيه و أمه…

2-  التربية الصالحة … و هذه لا تتحقق إلا بمباركة من الرب يسوع المسيح له المجد…

أخيرا”:

 أوجه تحية  حب لكل أهل بلدتي الكرام متمنيا” من الله أن يحفظهم من كل شر…

 

Endnotes:
  1. [Image]: http://kfarbou-magazine.com/wp-content/uploads/20012012225نسخ-320x200.jpg

Source URL: https://kfarbou-magazine.com/issue/2283