الفيزيـولوجيا الحركـية في طب العيون

by tone | 2 ديسمبر, 2012 12:46 م

[1]

عبارات ومفاهيم أساسية:

محاور فيك، مركز الدوران، مستوي ليستينغ، المستوي الناصف:

تنسب جميع حركات العين إلى مركز افتراضي يدعى بمركز الدوران. يتم تفسير حركات العين حول هذا المركز الافتراضي وفق مفهومين بسيطين هما: محاور فيك ومستوي ليستينغ. محاور فيك هي ثلاثة محاور X ، Y ، Z . المحور X هو محور مستعرض يمر من خلال مركز العين عند خط الاستواء، ويحدث حول هذا المحور دوران شاقولي إرادي للعين. المحور Y هو محور سهمي يمر من خلال الحدقة، وتحدث حوله حركات دورانية لا إرادية. المحور Z هو محور شاقولي يمر من مركز الدوران، ويحدث حوله دوران أفقي إرادي للعين. يمر مستوي ليستينغ من خلال مركز الدوران، ويشمل المحورين X ، Z ، ويعامده المحور Y . 

من المفاهيم المفيدة الأخرى: المستوي الناصف، وهو مستوي سهمي يمر أمامياً خلفياً ليقطع الرأس إلى نصفين متساويين.

وضعيات التحديق:

الوضعية البدئية: هي الوضعية التي تنظر العينان فيها بشكل مستقيم نحو الأمام، ويكون الرأس منتصباً،  وهدف التحديق في اللا نهاية البصرية ( أكثر من 6 أمتار أو 20 قدم ). 

وضعية التحديق الثانوية: وهي الوضعية التي تنجم عن الدوران حول أي من المحورين X أو Z. أي: الأعلى، الأسفل، الأيمن، الأيسر.

وضعية التحديق الثالثية: هي الوضعية المائلة، وتنجم عن الدوران حول كل من المحورين X ، Z أي: أعلى وأيمن، أعلى وأيسر، أسفل وأيمن، أسفل وأيسر. وتسمى هذه الوضعية بالدوران الكاذب بسبب عدم حدوث دوران حول المحور Y.

الدوران الحقيقي: هو الدوران حول المحور Y. تنسب هذه الحركات نحو القطب العلوي للمحور الشاقولي للقرنية. فإذا دار نحو الأنسي، تسمى الوضعية بالدوران الداخلي INTORSION، وإذا دار نحو الوحشي، تسمى بالدوران الخارجي EXTORSION.

وضعيات التحديق الرئيسية CARDINAL POSITIONS: هي ست وضعيات: أيمن، أعلى وأيمن، أسفل وأيمن، أيسر، أعلى وأيسر، أسفل وأيسر.

أما الوضعيات التشخيصية DIAGNOSTIC POSITIONS فهي تسع وضعيات، حيث يضاف للوضعيات الرئيسية: الأعلى، الأسفل، الوضعية البدائية.

 

مجال عمل العضلة FIELD OF ACTION:

تستعمل عبارة مجال عمل العضلة بطريقتين لوصف مفهومين مختلفين كلياً:

للدلالة على اتجاه دوران العين عندما تتقلص العضلة.

للدلالة على وضعية التحديق التي يكون فيها عمل العضلة أعظمياً.

يتطابق هذان المفهومان في المستقيمات الأفقية، فمجال العمل للمستقيمة الوحشية هو التبعيد وللمستقيمة الأنسية هو التقريب. لكن هذين المفهومين يختلفان في بقية العضلات، فمثلاً: تسبب العضلة المائلة السفلية حركات شاقولية وأفقية ودورانية عندما تتقلص، وتعتمد درجة هذه الحركات على وضعية العين، حيث أن محاولة الرفع هي فقط التي تزيد فاعلية المائلة السفلية. بالتالي، فإن المفهومين مختلفان بالنسبة للمائلة السفلية.

لذلك فإن عبارة ” مجال التفعيل ” قد تكون أفضل للدلالة على عمل العضلة.

 

طرق اختبار عمل العضلات:

1- المستقيمة العلوية: العمل البدئي لهذه العضلة هو الرفع، وعملاها الإضافيان هما التقريب والدوران الداخلي. يشكل محور سحب العضلة زاوية قدرها 23ْ مع المحور البصري للعين في الوضعية البدئية. إذا دارت العين بمقدار 67ْ نحو الداخل فإن المحورين يتعامدان، ويصبح عمل العضلة هو الدوران الداخلي فقط. وإذا تحركت العين نحو الخارج بمقدار 23ْ، يصبح المحوران متوازيين، ويصبح عمل العضلة هو الرفع فقط. بالتالي فإن هذه الوضعية هي الأفضل لاختبار عمل العضلة.

2- المستقيمة السفلية: يشكل محور سحب العضلة أيضاً زاوية 23ْ مع المحور البصري للعين في الوضعية البدئية. عملها البدئي هو الخفض، والعملان الإضافيان هما التقريب والدوران الخارجي. بنفس الطريقة، إذا دارت العين 67ْ نحو الداخل يصبح عملها هو الدوران الخارجي فقط، وإذا دارت 23ْ نحو الخارج يصبح عملها الخفض فقط. بالتالي، فإن هذه الوضعية هي الأفضل لاختبار عمل العضلة.

3- المستقيمة الأنسية: لهذه العضلة عمل وحيد فقط هو التقريب، ويوازي محورها المحور البصري للعين. بالتالي، يتم اختبار عمل العضلة بإجراء التقريب من الوضعية البدئية.

4- المستقيمة الوحشية: عملها الوحيد هو التبعيد، ويوازي محورها المحور البصري للعين، ويتم اختبارها بإجراء التبعيد من الوضعية البدئية.

5- المائلة السفلية: عملها البدئي هو الدوران الخارجي، وعملاها الإضافيان هما الرفع والتبعيد. يشكل محور سحب العضلة زاوية قدرها 51ْ مع المحور البصري للعين في الوضعية البدئية. إذا تحركت العين 51ْ نحو الداخل فإن المحورين يتطابقان، ويصبح عمل العضلة هو الرفع فقط. وإذا تحركت العين 39ْ نحو الخارج، يصبح المحوران متعامدين، ويصبح عمل العضلة هو الدوران الخارجي فقط. بالتالي فإن الوضعية الأمثل لاختبار عمل العضلة هي بمحاولة الرفع من وضعية التقريب.

6- المائلة العلوية: عملها البدئي هو الدوران الداخلي، وعملاها الإضافيان هما الخفض والتبعيد. يشكل محور سحب العضلة زاوية قدرها 51ْ مع المحور البصري للعين في الوضعية البدئية. إذا تحركت العين 51ْ نحو الداخل، يتطابق المحوران ويصبح عملها هو الخفض فقط. أما إذا تحركت العين 39ْ نحو الخارج فإن المحورين يتعامدان، ويصبح عمل العضلة هو الدوران الداخلي فقط. بالتالي، فإن الوضعية المثلى لاختبار عمل العضلة هي بمحاولة الخفض من وضعية التقريب.

 


حركات العين:

الحركات المتعلقة بعين واحدة DUCTIONS:

هي حركات العين المنفردة حول محاور فيك ( X ، Y ، Z ).

التقريب :ADDUCTION هو حركة العين نحو الأنسي.

التبعيد ABDUCTION: هو حركة العين نحو الوحشي.

الرفع SURSUMDUCTION: هو دوران العين نحو الأعلى.

الخفض DEORSUMDUCTION: هو دوران العين نحو الأسفل.

الدوران الداخلي INCYCLODUCTION: هو دوران أنفي للقطب العلوي من المحور القرني الشاقولي.

الدوران الخارجي EXCYCLODUCTION: هو دوران صدغي للقطب العلوي من المحور القرني الشاقولي.

وفيما يلي بعض المصطلحات الهامة المستخدمة في وصف حركات العين المنفردة:

الشادة AGONIST : هي العضلة البدئية التي تحرك العين بأحد الاتجاهات.

المؤازرة SYNERGIST: هي عضلة في نفس كرة العين تعمل مع العضلة الشادة لتحريك العين باتجاه معين. مثال: العضلة المائلة السفلية عضلة مؤازرة للعضلة المستقيمة العلوية لرفع العين.

المعاكسة ANTAGONIST: هي عضلة في نفس كرة العين تعمل باتجاه معاكس لعمل العضلة الشادة. مثال: المستقيمة الأنسية هي العضلة المعاكسة للمستقيمة الوحشية، فإحداهما تعمل بالتقريب والأخرى بالتبعيد. 

يذكر قانون شيرنغتون في التعصيب المتبادل أن زيادة التعصيب الوارد للعضلة، وبالتالي تقلصها، تترافق مع نقص متبادل في التعصيب وتقلص العضلة المعاكسة لها في نفس كرة العين. على سبيل المثال: عند تبعيد العين اليمنى، تتلقى العضلة المستقيمة الوحشية زيادة في التعصيب، بينما ينقص تعصيب العضلة المستقيمة الأنسية اليمنى. 

 

 

 

حركات العينين معاً BINOCULAR EYE MOVEMENTS:

الحركات المتوافقة VERSIONS:

هي حركات العينين معاً بصورة متوافقة ومتزامنة، أي أن العينين تتحركان معاً وفي الوقت نفسه في نفس الاتجاه.

التحديق للأيمن DEXTROVERSION: هو حركة العينين معاً نحو الأيمن.

التحديق للأيسر LEVOVERSION: هو حركة العينين معاً نحو الأيسر.

التحديق للأعلى SURSUMVERSION: هو دوران العينين معاً نحو الأعلى.

التحديق للأسفل DEORSUMVERSION: هو دوران العينين معاً نحو الأسفل.

الدوران للأيمن DEXTRO CYCLOVERSION: هو دوران العينين معاً، بحيث يدور القطبان العلويان للمحورين القرنيين الشاقوليين نحو الأيمن.

الدوران للأيسر LEVOCYCLOVERSION: هو حركة العينين معا،ً بحيث يدور القطبان العلويان للمحورين القرنيين الشاقوليين نحو الأيسر.

تستعمل عبارة عضلات يوك لوصف عضلتين ( واحدة في كل عين ) تعملان معاً لتحريك العينين في اتجاه تحديق معين. على سبيل المثال: عند التحديق للأيمن، يرد تعصيب متساوٍ للعضلتين المستقيمة الوحشية اليمنى والمستقيمة الأنسية اليسرى. يقال عن هاتين العضلتين أنهما عضلتا يوك في التحديق للأيمن. لكل عضلة في إحدى العينين عضلة مقابلة في العين الأخرى تشكلان معاً عضلتي يوك. أي توجد ستة أزواج من عضلات يوك، تستخدم لتحريك العينين في الاتجاهات الستة الرئيسية للتحديق CARDINAL POSITIONS

التحديق للأعلى والأيمن        المستقيمة العلوية اليمنى والمائلة السفلية اليسرى.

التحديق الأعلى والأيسر        المستقيمة العلوية اليسرى والمائلة السفلية اليمنى.

التحديق للأيمن                 المستقيمة الوحشية اليمنى والمستقيمة الأنسية اليسرى. 

التحديق للأيسر                المستقيمة الوحشية اليسرى والمستقيمة الأنسية اليمنى.

التحديق للأسفل والأيمن        المستقيمة السفلية اليمنى والمائلة العلوية اليسرى.

التحديق للأسفل والأيسر        المستقيمة السفلية اليسرى والمائلة العلوية اليمنى.

يذكر قانون هيرنغ في التوافق الحركي:« أنه أثناء أي حركة عينية متوافقة، يرد تعصيب متساوٍ ومتزامن لعضلتي يوك اللتين تنفذان هذه الحركة». لقانون هيرنغ تطبيقات سريرية هامة، ولا سيما عند التعامل مع الحول الشللي.

ونظراً لأن مقدار التعصيب الوارد للعينين تحدده دوماً العين المثبتة، فإن زاوية الانحراف تختلف اعتماداً على أي من العينين هي المثبتة. يدعى مقدار الانحراف الملاحظ عندما تكون العين الطبيعية هي المثبتة بالانحراف البدئي. أما عندما تستعمل العين المشلولة للتثبيت، فيدعى الانحراف بالانحراف الثانوي. فمثلاً، عند وجود شلل في العصب القحفي السادس الأيمن، ستنحرف العين اليمنى نحو الأنسي نتيجة عدم وجود عمل معاكس للعضلة المستقيمة الأنسية اليمنى. عندما تستعمل العين اليمنى للتثبيت سيرد تعصيب زائد للمستقيمة الوحشية اليمنى، وتالياً تعصيب زائد للمستقيمة الأنسية اليسرى ( عضلة يوك ) بحسب قانون هيرنغ. بالتالي ستنحرف العين اليسرى بشكل مفرط نحو الأنسي. 

 

الحركات غير المتوافقة ( التجانح ) VERGENCES: 

هي حركات العينين معاً بصورة غير متوافقة، وفي الوقت نفسه، باتجاهين معاكسين.

التقارب CONVERGENCE: هو حركة العينين نحو الداخل.

التباعد DIVERGENCE: هو حركة العينين نحو الخارج.

التجانح الدوراني الداخلي INCYCLO VERGENCE: هو دوران كلتا العينين، بحيث يدور القطبان العلويان للمحورين القرنيين الشاقوليين نحو الداخل.

التجانح الدوراني الخارجي EXCYCLO VERGENCE: هو دوران العينين معاً، بحيث يدور القطبان العلويان للمحورين القرنيين الشاقوليين نحو الخارج.

التجانح الشاقولي VERTICAL VERGENCE: هو حركة العينين معاً، بحيث تتجه إحدى العينين للأعلى، والأخرى للأسفل.

 

1-التقارب: قد يكون إرادياً أو انعكاسياً. للتقارب الانعكاسي أربعة أشكال:

أ- التقارب التوتري TONIC CONVERGENCE: يمثل المقوية العصبية الموروثة لعضلات العين الخارجية عندما يكون الإنسان بحالة اليقظة. ذلك أن وضعية الراحة لكرة العين داخل الحجاج ( الوضعية التي تتخذها العين بغياب أي تعصيب لعضلات العين الخارجية ) هي التباعد. بذلك فإن التقارب التوتري يحافظ على استقامة العينين أثناء اليقظة.

ب- التقارب الداني PROXIMAL CONVERGENCE: ينجم عن الإدراك النفسي للجسم القريب. ويشاهد على وجه الخصوص، عند النظر من خلال الأجهزة مثل المجهر الجراحي.

ج- التقارب الدمجي FUSIONAL CONVERGENCE: هو عبارة عن منعكس حركي بصري يحدث لضمان وقوع الخيالين المتشابهين على مناطق متطابقة في الشبكيتين، ويحدث دون تبدل في الحالة الانكسارية للعين. يسبقه حدوث افتراق صدغي مزدوج للخيالين الشبكيين.

د- التقارب التطابقي ACCOMODATIVE CONVERGENCE: يحدث كجزء من المنعكس الحركي للقرب، والذي يتضمن أيضاً تقبض الحدقة والمطابقة. تترافق كل كسيرة من المطابقة مع درجة ثابتة من التقارب وهذا ما دعا لاستخدام النسبة: التقارب التطابقي/ المطابقة ( A / AC ) للدلالة على هذه الاستجابة. تبلغ نسبة  A / AC  الطبيعية1/ 3-5،  أي أن كل كسيرة من المطابقة تحرض 3-5 كسيرات موشورية من التقارب. يلعب الاضطراب في هذه النسبة دوراً هاماً في بعض أنواع الحول.

2- التباعد: الشكل السريري الهام الوحيد من التباعد هو التباعد الدمجي، وهو يشبه التقارب الدمجي، لكنه يسبق بافتراق أنفي مزدوج للخيالين الشبكيين.

 

التحكم فوق النووي بحركات العين:

توجد خمسة مراكز فوق نووية للتحكم بحركات العين:

1- جهاز الحركات القفزية SACCADIC SYSTEM: يولد حركات عينية تصل سرعتها إلى 400- 500ْ /ثا، أو حركات إعادة التثبيت. الهدف من هذه الحركات وضع الخيال موضع الاهتمام على الحفرة المركزية، أو لتحريك العينين نحو جسم آخر. يتم البدء بهذه الحركات من خلال مركز يقع في التشكلات الشبكية الجسرية جانب الخط المتوسط PPRF.

2- جهاز حركات الملاحقة: يولد كل حركات الملاحقة العينية التي تصل سرعتها إلى 30- 60ْ /ثا. يبدأ السبيل الصادر في القشر المخطط الذي يتلقى وراده من الجسمين الركبيين الوحشيين، ويتم التنظيم في الجانب نفسه من الدماغ.

3- جهاز حركات التجانح: يتحكم بحركات العينين غير المتوافقة مثل التقارب والتباعد. المركز العصبي غير معروف تماماً.

4- جهاز الحفاظ على الوضعية: يحافظ على وضعية التحديق أثناء حركات الرأس، مما يسمح ببقاء الخيال على الحفرة المركزية.

5- أجهزة انعكاسية غير بصرية: أهمها هو التيه، ويليه من حيث الأهمية القريبة والكييس في الأذن الباطنة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

Endnotes:
  1. [Image]: http://kfarbou-magazine.com/wp-content/uploads/16.jpg

Source URL: https://kfarbou-magazine.com/issue/2535