صدى سؤالين عن الشباب والعلم

by tone | 30 ديسمبر, 2012 11:36 م

[1]

ما رأيك بالمظاهر الخداعة والسطحية التي تتجلّى في تصرف بعض الشباب ؟ وما نتائجها؟
– من خلال الدراسات التربوية وعلم النفس التربوي والدراسات السلوكية نرصد كثيراً من المظاهر المرضية دون أن يدري صاحبها, والمؤلم أنهم يظنون أنفسهم بكامل عافيتها وألق توهجها. صحيح يا أستاذ سلوم أنه يلفت انتباهنا كثير من الأمور البسيطة في سلوك بعضهم ,ولكن بالواقع عندما تدخل في تحليل هذه الأمور وتفسيرها بالشكل العقلاني, تجد أنها تدل على كثير من الخلل في التربية والتنشئة ونتائج ذلك خطيرة تنتهي بضياعهم .

أستاذ خليل كلمة أخيرة توجهها لشبابنا وطلابنا …لكونك تعمل في مجال التربية والتعليم …..
– أستاذ سلوم : التربية ليست (شخبطة) على السبورة ,كما أن الرياضيات ليست تلك القضايا التي يكررها من يسمي نفسه أستاذاً للرياضيات باستمرار, واللغة العربية ليست هي : أعرب ما تحته خط إعراب مفردات وما بين قوسين إعراب جمل ؟ ربما يستغرب بعضهم من هذا الطرح, فالتربية والتعليم عمل أبعد من ذلك بكثير …………….
– وهنا أتوجه إلى أبنائنا الطلاب ,وأطلب منهم أن يكونوا على مستوى المسؤولية في دراستهم, وأداء واجبهم, التربية ليست مجرد معلومات نظرية, كما أحس اليوم ,يحفظها الطالب ليأخذ الدرجة العظمى أحياناً.. لا يا أخي , صحيح انه مازال معيار الدرجة هو المعيار الذي نعتمده في بلدنا لتقييم الطالب وهذا خطأ فادح… حصِّلوا الدرجات أيها الأبناء الطلاب بأعلى درجة لها, ولكن عليكم ألا تنسوا أنه في الحالة العامة لم تكن الدرجة ولن تكون هي معيار للتفوُّق والتمايز والعلم , وإذا كان بعضهم يظن أن كلمة تفوّق مقرونة بنيل الدرجات العليا في التحصيل فهو مخطئ وفي المنطق الرياضي يمكن أن يكون المثال نافياً لصحة قضية ما فعلى سبيل المثال في مجال مهنة الطب التي أصبحت وسواس أغلب الناس لأن يدرسها أبناؤهم(إذ يعتقد هؤلاء الناس بإمكان ولدهم أن يصبح غنياً بممارسته هذه المهنة !)حيث تتطلّب في بلدنا المجاميع العليا في عملية القبول دون الأخذ بعين الاعتبار ميول الطالب وشخصيته العلمية منذ طفولته , المثال كم من شخص في فترات ماضية درس الطب في خارج القطر ولم يكن حاملاً إلا ثانوية الفرع الأدبي أو الثانوية الصناعية أو حتى لم يحمل حتى الثانوية ولمع في مهنته بعد التخرج وخاصة عندما كان عدد الأطباء ليس بهذا الكم الهائل, هذا الطبيب نفسه الذي قصدته هل يمكنه أن يستوعب شهادة علمية واحدة في أحد فروع العلوم الأساسية لو فرض عليه ذلك ؟ بالتأكيد لا.. لقد أتيت بهذا المثال لكي ينتبه طلابنا إلى أن يحددوا رغباتهم ما بعد الدراسة الثانوية وقدراتهم لأن مفاهيم الحياة قد تغيرت وسوق العمل لم يعد ذلك المستند الذي نسميه شهادة جامعية كافياً ليجد الشاب نفسه فيه ويكون ناجحاً في حياته ودراسة أي فرع لا تنتهي بالحصول على مستنده إذ إنه بداية العمل والانطلاق في الدرب الطويل الصعب في مسار واقع هذا المستند .
– يمكن يا أستاذ سلوم أن نتكلّم الكثير بالنسبة لأبنائنا وشبابنا , متمنياً أن يكونوا على مستوى المسؤولية في بناء ذواتهم لمواجهة الحياة في مستقبلهم, وليكونوا مسلحين بمزايا وصفات تجعلهم أساساً صلباً في خدمة مجتمعهم ووطنهم مع أطيب التمنيات بمستقبل زاهر يقوم على الأخلاق الحميدة والعلم والمعرفة المفيدة.
ملاحظة : هذه المادة الثقافية مقطوفة من حوار أجراه رئيس التحرير منذ سنوات مع الدكتور خليل جرجس الدكتور في الرياضيات )

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

Endnotes:
  1. [Image]: http://kfarbou-magazine.com/wp-content/uploads/102_7859نسخ-320x200.jpg

Source URL: https://kfarbou-magazine.com/issue/2763