الاثنين 1يناير 2024: هيئة التحرير وادارة موقع المجلة تبارك للجميع بحلول عام جديد متمنين لكم عاما مليئا بالخير والمحبة راجين من الله أن يعم السلام كل سورية ودمتم بخير ..  * 

التعليم الديني …إلى أين ؟

 

بسم الآب و الإبن و الروح القدس الإله الواحد آمين

سألني ولدي و في يده مجّسم بندقية  – عمره /8 / سنوات – قائلا” لي: قذيفة الهاون تدمر كم منزل , فقلت له : جزء من البيت … , قال : و قذيفة المدفعية … فقلت : منزل عدد /1/ … , قال:الصاروخ يدمر كم منزل, فقلت: بيت عدد /2/ ,قال: الصاروخ النووي , فأجبت و خطواتي تتقدمني هربا” : بيوت كثيرة … , فتبعني قائلا”:يعني كم بيت … فقلت : مئة بيت … ثم سألته سؤالا” لكي أنهي الموضوع , و لكنه عاود الكّرة و سألني: الدوشكا هل يدمر البيت أم لا…

إن الأزمة في بلدي سوريا لها انعكاسات كبيرة على المجتمع و خاصة” على الأطفال , و هنا نسأل أنفسنا سؤالا” : ما هو مستقبل هؤلاء الأطفال ؟ من سيرعاهم و يرشدهم؟

فالبناء المتين لا يقيّم من خلال شكله أو زخرفته أو نوعية حجارته , بل من خلال متانة أساساته و دقة أعمدته…فالبيت المبني على الصخر لا تغلبه الأعاصير…

إن الإنسان هو أساس المجتمع , فبقدر ما يكون  , يكون المجتمع…

فعندما تتشكل هذه اللّبنة بشكل جاد و صحيح , يكون المجتمع في تمام الصحة و العافية…

و كلنا يعلم بأن تنشئة الفرد يعني بناء الأجيال…و هذا يعني الازدهار في كافة نواحي الحياة الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية.

لذلك من واجب الدولة أن تعطي أولوية للاهتمام بالمؤسسات التربوية المختلفة و منها مؤسسة التعليم الديني , و ذلك من ناحية دعمها ماديا” و معنويا” مع تزويدها بالكوادر المسؤولة و المؤهلة لذلك …

 إذ تُعتبر مؤسسة التعليم الديني من إحدى أهم المؤسسات التربوية في البلدة , و التي مهمتها – الموكلة لها بالعمل في ظروف الحرب و السلم – إرشاد الأطفال  دينيا” و اجتماعيا” و ثقافيا” …

في مقالتي هذه سأحاول الإجابة عن الأسئلة التالية:

1حول أهمية التعليم الديني…؟

2لماذا أولوية الاهتمام بالتعليم الديني…؟

3هل الكنيسة و التعليم هما مُلكٌ للأسقف و الكهنة و القائمين على التعليم الديني ؟

4لماذا من الضروري إرسال أولادنا إلى التعليم الديني…؟!

5لماذا لا أصبح مرشدا” أو مساعدا” في مؤسسة التعليم الديني…!؟

إن عمر هذه المؤسسة منذ زمن أرسل يسوع المسيح تلاميذه لكي يبشروا بالإنجيل … و مهمتها هي نفس مهمة الرسل في التبشير و العمل الصالح…فهي تلعب دورا” هاما” في زرع بذور الإنسانية في قلب كل إنسان في البلدة ابتداء” من سن /4/ سنوات إلى سن /100/ عام , أي من مراحل التعليم الابتدائية إلى الإعدادية إلى الثانوية إلى المرحلة الجامعية و أخيرا” إلى فرقة العائلات

يتم العمل في هذه المؤسسة من خلال فريق من المرشدين و المرشدات و الذي من المفترض أن يكونوا مدّربين تدريبا” جيدا” على أداء مهمتهم… و لا يجوز لأي شخص أن يكون مرشدا” في التعليم الديني بدون الشروط التالية:

1أن يكون مؤمن إيمانا” حقيقيا” بالرب يسوع المسيح , و هذا يتطلب الإلتزام بشكل جيد بالصلوات و الأصوام … و هذا لا يكفي بل يجب أن يُترجم عمليا” من خلال العمل الصالح…

2–  أن يكون مثقفا”محبا” للقراءة , و أن يكون ضليعا” بشكل خاص في اللليتورجيا المسيحية…

3أن يكون ذا سيرة حسنة , مشهود له بالعمل الصالح…

4أن يخضع لدورة إعداد مرشدين …

5أن يكون المرشد قادرا” على جذب الأولاد إلى محبة الرب  … لا أن يجذبهم إلى شخصه …

6أن يكون المرشد قادرا” على التواصل مع أهل الطفل من أجل المساعدة في توجيه الطفل و اكتشاف مواهبه و تنميتها و …

7أن يكون للمرشد مرشدا” روحيا” و يفضّل أن يكون كاهنا” من أجل مساعدته في حياته الروحية و بالتالي ينعكس ذلك على الأطفال في التعليم …

من هنا يجب على الأسقف و لجنة الوقف و الكهنة أن يكون التعليم الديني  من أهم أولوياتهم , فبناء الإنسان أهم من بناء أحجار الكنائس ,فالتعليم الديني يحتاج إلى الأمور الأساسية التالية:

1–  بناء مقر جديد للتعليم الديني بحيث يكون مجهز بأدوات و أجهزة مساعدة من أجل استيعاب الأولاد و خدمتهم…

2دعم التعليم ماديا” و ذلك من إيرادات الكنيسة – كنيستنا ليست فقيرة- ذلك أن  الكنيسة لا تدعم التعليم بالمال بل تركت له الإيرادات الذاتية من توزيع الرزنامات إلى مبيعات المكتبة إلى بعض التبرعات … و هذا لا يتناسب مع حجم المهمة الموكلة إليها كمؤسسة للتعليم الديني….

3الاهتمام أكثر بتأهيل و اختيار المرشدين , فدورة الإرشاد يجب أن تكون طويلة تتضمنها دروس عملية و عيش فترة من الحياة الروحية الرهبانية و لو كحد أدنى /10/ أيام سنويا”…

4وجود أشخاص إداريين مهمتهم فقط الأرشفة و التنظيم و الترتيب و دراسة الوضع النفسي و الاجتماعي لكل طفل و متابعة و دراسة سبب انقطاع بعض الأطفال عن التعليم ,  و أيضا” متابعة الأطفال و خصوصا” عند الانتقال من صف إلى آخر , و عدم تحميل المرشد هكذا أحمال…

5–   دعم المحتاج من المرشدين براتب شهري يساعده في أداء مهمته …

6العمل يدا” بيد مع الكهنة من أجل إتمام العمل الرعائي , فالكاهن من الضروري أن يتواجد بين الأطفال و في كافة الاجتماعات الرعوية…

إن الطفل – و كلنا أطفال – هو اللبنة الأساسية في الحياة , فبناؤه يستحق الاهتمام و الرعاية , و مهمة الكنيسة هي  البشارة…

و هنا أقول بأن ليست مهمة التعليم البشارة المسيحية بل التركيز على الثمار و من أهمها :

1التمسك بميراث الآباء و الأجداد , و التركيز على أهمية و أصالة الأرض , و ما هي نتائج بيع الأرض… و ندّعم ذلك من خلال أخذ الأولاد إلى بساتين البلدة للتمتع بمنظر الطبيعة الخلاب و أكل بعضا” من خيرات أراضي البلدة…

2التركيز على أهمية العمل في الأرض , و ذلك خلال فترات العطل بالنسبة للطلبة , و لجيل البنات خاصة” …

العمل على مناقشة فكرة (الخجل من العمل في الأرض ) , فكثير من البنات خاصة” يخجلون بكلمة أنني أعمل في الأرض , إذ أنهم يفضّلون العمل الوظيفي و يعتبرونه بأنه يعطيهم مركزا” اجتماعيا” رفيعا” ,متناسين القيم الأساسية للعمل و ماذا تعني كلمة (إنني أعمل في أرض آبائي و أجدادي…) , و سبق و تحدثنا عن ذلك في المجلة  و خصوصا” في مقالة للأستاذ الشاعر الأديب سلوم درغام سلوم بعنوان ( ماذا يضر بالبنت لو عملت في الأرض)…

3الآداب الاجتماعية و طرائق تقويم السلوك الإنساني…و نركز ذلك كثيرا” في المرحلة الابتدائية فمثلا” نعلم الأولاد ضرورة : أن لا يتكلم الطفل في الصف بدون رفع اليد و إعطاءه الإذن بالتحدث – قرع الباب قبل الدخول – قص الأظافر – تنظيف الأسنان قبل النوم –  نظافة الثياب – غسل الوجه بعد الاستيقاظ من النوم… الخ

3–   نركز بشكل كبير على الحشمة و ذلك من خلال تعاليم الرب حول ذلك إضافة” إلى شرح مساوئ عدم الحشمة على الفتاة و المجتمع…

و لكن الشيء المتعب حقا” هو الطفل المشاغب , إذ يتطلب عملا” جبارا” و خاصة” أن الالتزام للطفل في التعليم هو طوعي , لذلك نعمل  – بالتعاون بين مرشد الصف و مسؤول المرحلة و الكاهن و البيت – على حل هذا الموضوع…

4–  العائلة و مدى أهمية بناء أسرة مسيحية حقيقية , تلك التي ستبني مجتمع كفربو فسوريا فالعالم و ذلك من خلال اجتماع العائلات …

5–   تأمين بيئة مسيحية لجيل الشباب من خلال حلقة الجامعيين …

إن كثير من العائلات ترفض إرسال أولادها إلى التعليم الديني , و عندما تسألهم يقول لك البعض:  بسبب قلة الثقة برجال الدين و بالقائمين على التعليم الديني و البعض الآخر يقول ماذا تعلّمون في التعليم الديني …؟

حقيقة” إن من واجب الكهنة زيارة البيوت و لو مرة في العام – و بدون موعد – و ذلك لكسر الحاجز الفاصل بين الآباء و الرعية , و إقامة علاقة أخوية ودية مليئة بالإحترام تجعل من الكنيسة و رجل الدين الملاذ الوحيد لحل أي عقبة تعترض الفرد – و ما أكثرها – و أيضا” من أجل توضيح الكثير من المفاهيم و إعطاء العائلة جرعة روحية تستطيع من خلالها الصمود في وجه تيارات الحياة القاسية و بذلك يكون الكاهن أبا” حقيقيا” … و لكن هذا لا يمنع من أن تُرسل أولادك إلى التعليم … أليس إرساله أفضل من :

1بقائه أمام التلفاز لساعات طويلة يُزرع به بذور لا تُعرف نتائجها المستقبلية…

2بقائه يلعب في الشارع أو مع أطفال السوء…

و أقول شيئا”: إذا لم ترسل ابنك  إلى التعليم الديني لكي تشحذ أفكاره و تصرفاته… فإلى أين ستُرسله…!؟

و لا يقتصر دور الأهل على إرسال طفلهم إلى التعليم الديني , بل يحتاج إلى المتابعة و سؤال الطفل : ماذا تعلمت اليوم في التعليم  الديني ؟ من هو مرشدك في التعليم ؟ هل أنت سعيد بذهابك إلى التعليم الديني ؟…

إضافة” إلى أنه يوجد في التعليم الديني أشخاص نذروا أنفسهم ووقتهم من أجل خدمة أبناء هذه البلدة , مع ملاحظة أنه لا يوجد مجتمع إلا و فيه أناس مختلفوا الأطباع و  الثقافة … و لكن أيا” كان المرشد لا يمكن إلا أن يعلّم الأولاد تعاليم السيد المسيح … و أنا أوافقكم الرأي بضرورة اختيار المرشد الأكفأ من أجل أن يدرس الأطفال و الشباب و العائلات… و أوافقكم الرأي بأن هناك تقصير من جهة  رجال الدين و القائمين على التعليم الديني … و لكن هذا ليس مبررا” أن لا أرسل ولدي إلى الكنيسة و التعليم الديني … فبالحد الأدنى يُتثقف دينيا” و اجتماعيا”…

و من ناحية أخرى عندما أدعو الأصدقاء لكي يعملوا كمرشدين في التعليم الديني –  و ذلك بعد أن أشرح لهم تجربتي الخاصة في التعليم الديني – فيكون جواب الأكثرية الرفض , بسبب فلان أو بسبب الكاهن أو بسبب المرشد فلان  … الخ

أقول في ذلك: إذا أنا رفضت و أنت رفضت ذلك فلمن نترك تعليم أولادنا ؟ فهل التعليم مُلكٌ للقائمين على التعليم حاليا” ؟ أم هو مُلكٌ للكهنة … ؟ بل هو مُلكٌ للشعب  ,إنه مُلكنا جميعا”… فلنكن أكثر جُرأة” و  حكمة”, فالمرشد في التعليم كالمدّرس في المدرسة , إنه مَلكُ الصف …

و عندما ينتهي العام الدراسي و يأتي الصيف يتم تنظيم مخيمات لكافة الأعمار خارج البلدة (دير القديس جاور جيوس الحميراء – دير مار الياس الريح التابع لمحافظة طرطوس – …) حيث يعيش الطفل – بالنسبة للطفولة – بين أصدقائه و مرشديه بعيدا” عن أهله و بلدته و ذلك لمدة /5-7 أيام / … حيث يُعتبر المخيم درس عملي للمعلومات التي أخذها خلال العام حيث يتضمن البرنامج اليومي:

1الاستيقاظ صباحا” و غسل اليدين و الوجه مع التمارين الرياضية

2الطعام في مواعيده النظامية (فطور-غداء-عشاء) مع صلوات قبل الطعام و بعده ,و الطعام مطبوخ بيد أمهات طباخات من كفربو يتبرعن دائما” من أجل خدمة أبناء البلدة…

3تعليم الأولاد الدروس الدينية و الاجتماعية و توجيه الطفل حول فوائد و مضار الانترنيت , مع التركيز على المواقع المفيدة…

4–  تدريب الأولاد على التراتيل الدينية…

5النزهة المسائية في الطبيعة الخلابة…

6صلاة الغروب …

7–  السهرة الدينية و تتضمن :

أ-  أنشطة و مواهب شابة..

ب-مسرحيات دينية و اجتماعية و مشاهد تربوية هادفة…

ج –  مسابقات مختلفة و أهمها مسابقة الإنجيل …

8صلاة قبل النوم…

9–   الخلود إلى النوم في الساعة /22/…

و يتضمن برنامج المخيم قداس إلهي و المناولة المقدسة .

و يتم في المخيم تنفيذ سر التوبة و الاعتراف…

إن طاقم المخيم مؤلف من :

1-   الأب الكاهن : و هو الأب الروحي للمخيم 0

2-  مسؤول المخيم:مدير المخيم

3- المرشدين :مسؤولين عن تعليم الأطفال و يكونون مرافقين للأطفال في النشاطات و المطعم و …

4-  مسؤول النشاط مع فريقه : مهمتهم هو الإشراف على نشاطات المخيم من ألعاب و مسابقات و مواهب شابة مع النزهات المسائية…

5-   مسؤول التموين : مهمته تزويد المطبخ بالمواد الأولية اللازمة لإطعام الأطفال…

6-    طاقم المطبخ : و هو مؤلف من طاقم من أمهات كفربو الغيورات و مهمتهم طبخ و تجهيز الطعام للأولاد ( فطور-غداء – عشاء) …

الأولاد عددهم عادة” بحدود /100/طفل في كل مخيم

طاقم المخيم بحدود /25/ شخص

حقيقة” إن حياة المخيمات للكبار رائعة جدا” فكيف هي للصغار, فالمخيم يعلّم الطفل  الكثير من الأمور أهمها :

1-   حياة الجماعة

2 –الصلوات اليومية و أهمية حضور القداس الإلهي

3-النظام في كل شيء

4- النظافة و الترتيب

5-إظهار مواهب الطفل و خاصة” في مجال العزف و التمثيل و الرسم (اللوحات الحائطية- ديكور المسرح…)

1- حب الأرض و العمل بها و التركيز كما قلنا على الحشمة و ذلك من خلال مسرحيات تمثيلية محضّرة سابقا” لهذه الغاية…

2-الشوق و الحنين إلى الأهل و خاصة” أننا نمنع استخدام الجوال في المخيم ….

و هنا أحب أن أؤكد على دور التعليم الديني في التركيز على زرع حب البلدة و الوطن في ذهن كل طفل و شاب و أب و أم…

بشكل مختصر أقول إن التعليم الديني(إضافة” إلى المؤسسات التربوية الأخرى) هو الذي سيبني جيل المستقبل , فلنتعاون سوية” من أجل أن نبني كفربو الغد…

لذلك أتمنى من أصحاب القرار في الكنيسة و في مقدمتهم الأسقف أن يولوا التعليم الاهتمام الذي يستحقه …

أخيرا” أوجه كلمة شكر لكل روّاد المجلة من كتّاب و معلقين و زوار , الذين يتعاونون معنا من أجل نشر سلاح الكلمة الذي لن يُفنى …

 

التعليقات: 4

  • يقول أندیریا:

    في البداية أشکرک مفید ..وبالفعل یجب علینا اعطاء أهمیة کبری لموضوع التعلیم الدیني فنحن في سوریا نمربحالة من العنف العقلي والجسدي وخصوصآ لأطفالنا کما ویجب علی الأهل ألا یغفلو هذا الموضوع المهم ..نصلي للرب ألا ندخل في التجارب آمین

  • يقول متابع:

    ان مسألة التعليم الديني هي مسالة في غاية الأهمية لأنها أو من المفترض أن تكون رديفة الكنيسة في ايصال كلمة الحياة و ايجاد اليات تساعد الأجيال على أن يعيشو الحياة المسيحية في كل سلوكياتهم و أفعالهم. لكن للأسف فان التعليم الديني في بلدتنا الحبيبة لم يرتق الى المستوى المنوط به كمؤسسة أو على الأقل الى مستوى مقبول يتسم بحالة من الديمومة من العمل الجماعي المتكامل, و السبب في هذا طبعا هو العنصر البشري فمن المؤسف أننا غالبا ما نسمع أن الذين يعملون كمرشدين او غير ذلك هم “في أغلبهم” من الذين يعانون من الفراغ أو قلة الانجاز فيجدون في هذه المؤسسة ضالتهم !
    و لكي لا نعتمد على السمع فقط فقد لمست بنفسي شيوع ظاهرة التحزبات و عدم قبول الاخر و رفض أي مبادرة لا تتناسب و “رؤية” بعض (الناشطين) في هذه المؤسسة مما يعكس درجة غير مقبولة من الوعي لمهمة هذه المؤسسة و مفهوما .
    أنا لا أريد ان أبخس أحدا حقه فهم في النهاية يعملون بلا أجر “مادي” على الأقل و لكن أؤكد على الصفات التي تفضل بها السيد مفيد و التي يجب توافرها في المرشد و أضيف نقطتين أساسيتين ألا و هو هما أن يكون مشهودا له بحد أدنى على الأقل من النجاح في أي مجال من مجالات الحياة و أن يكون أيضا مشهودا له “بانكار الذات” التي من دونها لا يمكن لأي شخص أن يصل الى قلوب الناس.
    أخيرا أجد أنه ليس من المعيب تبني نماذج من ذوي السيرة الحسنة و السمعة الطيبة و الذين حققوا اجازات مشهود لها في ساحات الحياة سواء أكانو من الراحلين أو من الذين ما زالو يعيشون بيننا و التواصل معهم و الاقتباس من تجاربهم و ايصالها الى الأجيال من خلال مؤسسة التعليم الديني فتكون داعما معنويا لهذه الأجيال في مسيرة حياتهم, و لو انني أدرك صعوبة تطبيق هذه الفكرة و ضرورة التعامل معها بجدية و موضوعية في حال تبنيها.

  • يقول استيفان:

    التعليم الديني رديف مهم للمدرسه، يبدأ بقتاعه راسخة من الأهل بضرورة وأهمية التحاق أطفالهم بهذه المؤسسة الدينية التعليمية، فالمسأله تبدأ بوعي الأهل و توجيههم أطفالهم بهذا المنحى، فكما نعلم أن مؤسسة التعليم الديني في قريتنا لاتحظى بهذه المكانة المهمة لأسباب عديده ليس من ضمنها كما ذكر أهلية المرشدين الروحيين للتعليم أو إتباعهم لدورات تدريبية بل السبب الرئيسي هو ثقافة الوالدين و نظرتهم المتشائمة لكل ماهو محلي و من إنتاج أبناء بلدتنا، فنحن محكومون بألف قانون و قانون خاصة وأن الهيئات الدينية بما فيها التعليم الديني وكما أشار الأخ متابع سابقاً تعج بمن تقطعت بهم السبل فاتخذوا من التعليم الديني و غيره من الهيئات الدينية مكاناً لإثبات الوجود و الإنقلاب على المجتمع الذي ينظر إليهم بعين الريبة و الشك.
    بالنسبة لي لا أفضل أن يكون المرشد الروحي لطفلي لم يتم تعليمه الثانوي أو ممن إنضموا للؤسسة لغايات شخصية.
    إذا عدنا عشرين للوراء و راجعنا تاريخ التعليم الديني في كفربو لوجدنا أن التعليم الديني في الكنيسة الكاثوليكية أقوى بكثير من كنيستنا الأرثوذكسية و النشاطات أكبر و أهم، ممكن أن ذلك يعود للدعم الأقوى و تزويد مرشدين متخصصين بتربية الطفل و تنشئته، أتوقع أن السير للأمام بهذه المؤسسة الدينية لا يأتي بالتمني و الأحلام بل أولاً بالدعم المادي و ثانياً بتوفير كادر مدرب و متخصص بالتعليم و على أعلى المستويات وترغيب الأطفال للإلتحاق بالتعليم الديني بكافة الوسائل و أهمها تنويع النشاطات و عدم الإقتصار على ملازمة الصلوات قبل العشاء و عند الاستيقاظ، بل أن يتعداها لنشاطات يهواها الطفل كالسباحة و لعب الكرة والرسم وما إلى ذلك أي أن لا يشعر الطفل بالملل أو يكون ذهابه للكنيسة كأداء واجب يمقته.

  • يقول نائب رئيس التحرير:

    أشكر الجميع على تفضلهم بإغناء الموضوع بالأفكار الجميلة والتي أهمها :
    1- إنكار الذات للمرشد كما ذكر الأخ متابع
    2- جذب الأطفال إلى التعليم لايأتي بالتمني والأحلام بل بالعمل الجاد والمتواصل بكل جوانبه المختلفة , كما ذكر الأخ استيفان ..
    3- إعطاء أهمية كبرى للتعليم لأن أطفالنا يمرون بمرحلة صعبة كما ذكرت الأخت أنديرا
    وهنا أقول الحقيقة : مهما تحدثت لكم ستبقى الكلمات عاجزة عن أهمية وضرورة التعليم الديني للعائلة المسيحية … ودمتم بخير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *