الزيتون بالأرقام … محصول استراتيجي … لِم لا يعامل كذلك حتى الآن ؟

by tone | 30 أبريل, 2013 10:06 م

[1]

 

الزيتون بالأرقام … محصول استراتيجي … لِم لا يعامل كذلك حتى الآن ؟
تقول القصة أن أول من عرف زراعة الزيتون و زيته كانت إيبلا السورية التي قدمت هذا الزيت لألهتها منذ أكثر من 4500 عام و أن فينيقيا سورياً و قبل ما يقارب 3500 سنة حمل في سفينته غراس زيتون إلى الجزر اليونانية فقدمتها الإلهة أثينا كأفضل هدية للإنسان و فازت على باقي الآلهة ، ومنها انتقلت إلى روما ثم اسبانيا فأصبحت هذه الشجرة جزءا لا يتجزأ من حضارات المتوسط و ثقافاته .
هكذا وجدت شجرة الزيتون في أنحاء حوض المتوسط الذي ينتج اليوم 99 % من زيت الزيتون في العالم ، و لا ينتج خارج هذه المنطقة إلا بكميات محدودة ما يمكن الدول المنتجة أن تتعامل كمصدر للدخل القومي و القطع الأجنبي .
طبعا حافظ السوريون على تراث أجدادهم و استمروا في زراعة هذه الشجرة و إنتاج الزيتون و زيته حتى اليوم و تشير الإحصائيات (عام 2006)
• عدد العائلات العاملة في زراعة الزيتون وصل 377 ألف عائلة ما يوازي 15– 20 % من تعداد السكان.
• المساحة المزروعة بالزيتون 851.7 ألف هكتار تمثل 10% من كامل المساحة المزروعة و 65 % من المساحة المزروعة بالأشجار المثمرة في سورية .
• 82.1 مليون عدد الأشجار أنتجت حوالي 850 ألف طن ثمار بمعدل 17 كغ للشجرة المثمرة \عام و هو قليل جداً مقارنة بالمعدل العالمي الذي يصل إلى 85 كغ .
• كل الأرقام السابقة تشير إلى مدى الدور الذي تلعبه هذه الشجرة في حياة سورية التي يتراوح ترتيبها بين المرتبة الخامسة و السادسة عالميا .
• ويبين المخطط التالي مدى الزيادة في عدد الأشجار و المساحة المزروعة وعدم انتظام الإنتاج بين عامي 1999 – 2008

سورية بلد الزيتون بامتياز للأسباب التالية
1. الأرقام السابقة التي تشير إلى مدى أهمية هذه الشجرة
2. الزيتون منتشر بشكل كبير في جميع المناطق السورية وخاصة ( حلب .إدلب .الساحل السوري ) كما تتوسع زراعته في المناطق الوسطى و الجنوبية
3. وجود خبرة اجتماعية عريقة و متأصلة في تقديم الخدمات الزراعية لهذه الشجرة
4. المناخ السوري المتوسطي المناسب و الملائم لزراعة هذه الشجرة
5. ينتشر في سورية 12 صنف زيتون رئيسي تعتبر من الأصناف المميزة على مستوى العالم( حيث أعطى الصنف زيتي مثلاً نسبة زيت وصلت حتى 45 % في إحدى التجارب ) إضافة إلى ما يقارب 10 أصناف خارج الاستثمار و العديد من الأصول البريةْ يمكن استخدامها في عمليات التحسين الوراثي لإنتاج أصناف أعلى إنتاجية و أكثر تلاؤم مع الظروف المناخية السورية .
6. الزيتون ذو احتياجات مائية قليلة جداً مقارنة بالزراعات الأخرى مما يجعله زراعة مناسبة في سورية التي تعاني من فاقة مائية
7. غياب هذه الزراعة عن معظم مناطق العالم ماعدا حوض المتوسط ما يسهل إيجاد أسواق لتصريف هذا المنتج عالميا و تحقيق أرباح جيدة ودخل للدولة و المجتمع .
8. إمكانية استخدام هذه الشجرة العنيدة المتحملة لكثير من الظروف البيئية و الأرضية في استصلاح العديد من الأراضي .
ما الذي تعانيه هذه الزراعة في سورية ؟
1. تنتج مشاتل الدولة 4 ملاين غرسة سنويا إلا أن الكثير من الإنتاج يكون غير موٌّثق أي يمكن أن تشتري غرسة صوراني و تستنتج بعد زراعتها أنها غرسة خضيري أو جلط
2. يقوم مكتب الزيتون بالعديد من الدراسات الجيدة و المهمة إلا أن هذه الدراسات لا تصل بالشكل المناسب إلى الفلاحين فتبقى هذه الزراعة معتمدة عل الخبرة الاجتماعية التي لا تكفي لوحدها للوصول بمعدل الإنتاج إلى المستوى العالمي
3. ظاهرة المعاومة أي الحمل لسنة و عدم الحمل في السنة التالية ، و التي يسهم في زيادتها التقليم الجائر و الخدمة غير المنتظمة بالتظافر مع العوامل الوراثية ، مما يؤدي لعدم انتظام المردود من عام لأخر . علما أن مكتب الزيتون نشر نشرة بخصوص هذه الظاهرة لكن كما أسلفنا لا تصل هذه النشرات بالشكل المناسب للفلاحين بسبب التقصير الحاصل من مديريات الزراعة و الوحدات الإرشادية .
4. المشكلة الأساسية و الأهم في مجال إنتاج الزيتون هي عملية التسويق إذ لا توجد و حتى هذه اللحظة سياسة حكومية واضحة تجاه هذا المحصول فمن عوامل البيئة إلى المعاومة إلى نهب التجار المترصدين أي فرصة لاستغلال الفلاح المحتاج لبيع محصوله لتأمين مصاريف حياته و لتمويل دورة الزراعة التالية ، و في هذا العام وصل سعر تنكة الزيت إلى 1500 ل.س حين تباع للتاجر بسعر الجملة و هكذا ترك الفلاحين كالعادة لقمة سائغة للتجار، فالحكومة لا تملك الوقت للتفكير فيهم و في محاصيلهم التي يمكن ان تكون عماد حقيقي غير وهمي ( سياحي أو مصرفي ) و مصدر دخل كبير للاقتصاد الوطني .

ربما نستطيع بما يلي مساعدة الفلاح و تجاوز المعوقات
1. الاهتمام بشكل اكبر بعملية إنتاج الغراس و إنشاء حقول أمهات موٌّثقة
2. إنشاء خارطة لتوزيع الأصناف على المحافظات و المناطق بما يتلاءم مع ظروفها البيئية
3. العمل على التوصيف الدقيق للأصناف الموجودة في سورية و إنشاء مركز متخصص بعمليات التحسين الوراثي لشجرة الزيتون للحصول على غراس أعلى إنتاجية و أقل معاومة و أكثر تحملا للظروف البيئية و الأرضية .
4. تفعيل دور الوحدات الإرشادية في المناطق التي تنتشر فيها زراعة الزيتون بحيث تقوم بدورها في توصيل المعلومات و نتائج الدراسات إلى الفلاحين بالشكل الذي يمكنهم الاستفادة منها .
5. وضع مواصفات و معاير لإنشاء المعاصر تساعد في الحصول على نسبة اكبر من الزيت و نوعية أجود تحقق المواصفات العالمية ما يسهل تسويق هذا المحصول عالميا
6. العمل على حل المشكلة الأهم و هي مشكلة التسويق و ذلك من خلال اتخاذ الدولة سياسة واضحة تجاه هذا المحصول نحو اعتباره محصول استراتيجي و مصدر للقطع الأجنبي . و ذلك بإنشاء مؤسسة خاصة بتسويق الزيتون و زيته داخل القطر و خارجه . لضمان حصول الفلاحين على حقوقهم و ثمن تعبهم طيلة العام و عدم استغلالهم من فبل التجار .
7. يعتبر الزيت السوري من أجود أنواع الزيوت في العالم خاصة وأن معظم زراعات الزيتون في سورية هي زراعة عضوية شبه خالية من استخدام المبيدات و المسمدات الكيميائية . هذا كله يتيح المجال أمام سورية للاستفادة من علاقاتها الطيبة مع دول مثل الهند والصين و روسيا و دول أمريكا اللاتينية وغيرها من الدول المستوردة لزيت الزيتون و هي كثيرة كما هو واضح في الخريطة المرفقة بالمقال , وقد ذكر الرئيس بشار الأسد خلال زيارته الأخيرة لفنزويلا أنه تم نقاش إمكانية تصدير الزيت السوري إلى فنزويلا و دول أمريكا اللاتينية ، فالمطلوب هو نقل هذه الكلمات إلى حيز التنفيذ من قبل الدوائر المسؤولة .
8. العمل على الاستفادة من المنتجات الثانوية لعصر الزيتون من العرجوم بتشجيع إنتاج صابون الغار و استخدام مخلفات إنتاجه البيرين 350 ألف طن \سنة في سورية إما كسماد عضوي خالي من المعادان الثقيلة و المواد السامة أو كمصدر طاقة ، و الاستفادة من مياه الجفت ( الناتجة عن العصر) كما في باقي الدول كسماد مركز يضاف بنسب محددة مع مياه الري .

Endnotes:
  1. [Image]: http://kfarbou-magazine.com/wp-content/uploads/بسيشقبب.jpg

Source URL: https://kfarbou-magazine.com/issue/4013