الاثنين 1يناير 2024: هيئة التحرير وادارة موقع المجلة تبارك للجميع بحلول عام جديد متمنين لكم عاما مليئا بالخير والمحبة راجين من الله أن يعم السلام كل سورية ودمتم بخير ..  * 

أرجوك…”لا تبرر الخطأ”…

images

 

مِنْ أسْوأِ ما يقوم’ بهِ الانسان’ هوَ التبرير’ و التبشير’ و الدفاع’ عن الخطيئةِ و الخطأِ خصوصاً في ظلِّ غيابِ أو ضعفِ التعليمِ و التوجيهِ الكنسيِّ و الأخلاقي’ و في ظلِّ عجزِ الكثيرِ منَ المؤسسا تِ الاجتماعيةِ و الأسريةِ عنْ اقناعِ الرعايا و الأبناءْ, و ما أعنيهِ بالغيابِ هنا هو ضعف’ القدرةِ على التواصلِ و الوصولِ الى أعماقِ عقولِ و نفوسِ الناسِ و تقديمِ القدوةِ الحسنة لأنه’ لا ’يصْلِح القطيعْ الا صلاح’ الراعِي فكل ما نسمعْه’ هوعبارةٌ عن مواعظَ و قصصٍ و عباراتٍ رنانة أصبحَ من الممكنِ لكلِّ شخصٍ في هذا المجتمعٍ من صغيرهِ الى كبيرهْ و من أميهِ الى متعلمهْ أن يتكلَّمَ بها و يبدعَ في التعبيرِ عنها غافلينَ عن المهمِّ الذي يكمن في التطبيقِ العمليِّ و الترجمةِ على أرضِ الواقعِ بالأفعالِ لا بالأقوالْ.

ان هذه البيئةَ تفعّل’ الكثيرَ من الأمراضِ و الظواهرِ الاجتماعيةِ الفاسدة و على رأسها مسألة’ الربى التي بنظري هي تجسيدٌ لقانونِ الغابِ و سلطةِ القويِّ على الضعيفْ و استغلالٌ و تسخيرٌ ظالمٌ لضعفِ و قصورِ القوانينِ و الدساتيرِ البشرية أمامَ القوانينِ و المبادئِ الالهية التي على ما يبدو أنَّ الناسَ تغفل’ عنها أو تتجاهلها عن قصدٍ أو منْ دونِ قصدْ عن جهلٍ أو عن معرفة لينتجَ لدينا فيما بعدْ جيلاً يتعامل’ معَ الخطأِ و كأنَّه’ صوابٌ لا جدلَ فيهِ و خاصةً في ظل غيابِ المثلِ الصالحِ و في ظلِّ ضعفٍ واضحٍ في استحضارِ الاّياتِ المناسبةِ في المواقفِ المناسبةِ و ايصالها للناسِ حتى يمكن للمؤمنينَ منهم أن يقتنعوا “بصوابيةِ الصوابْ”.

لكل من لا يعرفْ “من المؤمنين” أقولُ أنَّ الكتابَ المقدسَ كانَ واضحاً في هذا الموضوع :

“ان أقرضتَ فضةً لشعبيَ الفقير الذيْ عندكَ فلا تكنْ كالمرابي, لا تضعوا عليهِ ربا” (خروج 25:22)

-“لا تأخذْ منهُ ربا و لا مرابحة بل اخش الهكَ فيعيشَ أخوكَ معكَ” (اللاويين 36:25)

-“لا تقرضْ أخاكَ بالربا ربا فضة أو ربا طعامْ أو ربا شيءٍ مما يقرض’ بربا” (التثنية 19:23)

ان الربا هي عادةٌ أمميةٌ قديمةٌ عاشرها و مارسها اليهودُ و الاممُ في العهدِ القديم, فكان اليهوديُّ و غير اليهوديِّ يأخذُ بالربا من القريبِ و الغريبِ في العهدِ القديمِ الى أنْ أمرَ الربُّ اليهودَ بعدمِ أخذِ الربا منَ القريبِ و اكتفى بالربا للغريبْ الى أن أكمل المسيحُ الناموسَ بأمرهِ أنْ نكونَ عطائينَ للغريبِ و القريبِ بحسبِ ما يطلبوا و يسألوا:

“مَنْ سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَقْتَرِضَ مِنْكَ فَلاَ تَرُدَّه” (متى 5 و العدد 42).

يتمسَّكُ المرابونَ بفكرة ٍيبررونَ بها الخطأَ لا بلْ يحاولونَ اقناعَ الناسِ أنَّ عملهمْ هذا هو عملُ خيرٍ و مساعدةٍ منْ خلالِ مقارنتهِ بعملِ البنوكِ التي تقرضُ الناسَ مقابلَ فوائدَ محددةٍ و للأسفْ نجدُ بعضَ الناسِ تقتنعُ بالفكرةِ مبدئياً و خصوصاً أننا نعرفُ أنَّ الفوائدَ التي تعطِيها و تأخذَها البنوكُ هي شيءٌ طبيعيٌّ و مفيدٌ للحياةِ الاقتصاديةِ من نواحٍ يطولُ شرحُها, و أنَّنا نعرفُ أيضاً بساطةَ الاجراءاتِ التي يطلُبُها المرابونَ مقارنةً بروتين القروضِ البنكيةِ و محدوديتها. أقول هنا للجميع أن الفائدةَ “الشهريةَ” التي يتقاضَاها المرابي على المبلغِ الذي يقرضهُ تساوي أو تتجاوزُ الفائدة “السنويةَ” التي يتقاضاها البنكُ على اقراضِ نفسِ المبلغِ ناهيك عن أننا نعرفُ جميعاً أن الذين يقترضونَ منَ المرابينْ بمعظمهم مجبرونَ على ذلكَ نتيجة حالةٍ انسانيةٍ ملحَّةٍ “مرضٍ, وفاةٍ, مصاريفَ أبناءِهم في الجامعات …الخ” و هنا أسألُ أين الانسانية و الضميرْ و أين قيمُ الخيرْ ….؟! قد يضحكُ البعضُ هنا ممنْ عبدو المالَ و اختاروه الهاً لهمْ و باتَ غايةً بنظرهمْ لا وسيلهْ . أقولُ لهؤلاءْ أنَّ الكلامَ ليسَ موجهاً لكمْ و أعودُ و أذكرُ أنَّه للمؤمنين فقط, أما أنتم فهنيئاً لكمْ دروبُ الشيطانْ الفسيحة و هنيئاً لكمْ “ثمارَه”, و لكنْ عندي رجاءٌ ألخصهُ بقولي “افعل ما تشاء و لكن لا تبرِّرْ الخطأ”…

أخيراً أقولْ أنَّ هذهِ ظاهرةٌ من ظواهر عديدةٍ أرجو أنْ يتمَّ تناولَها منْ ذوي الاختصاصِ الذينَ تبنوا و اختاروا “غير مجبرين” سراً الهياً منَ المفروضِ أن يكونوا على قدرِ مسؤوليتهِ ألا و هوَ سرُّ الكهنوتِ المقدِّسِ, اذ أنني و أنا أكتبُ هذه المقالة أعتبرُ نفسي قدْ تعديتُ اّسفاً على عملهِمْ خاصةً أنني لا أمتلكُ ما يمتلوكنَهُ من معرفةٍ بدراسةِ اللاهوتِ و التعمقِ في الأسرارِ الالهيةِ التي تعطيهم معرفةً و وصولاً أكبرَ الى نفوسِ الناسِ و ضمائرهمْ “قولاً و فعلاً” قولا و فعلا فقد شبعنا من الكلامِ المجردْ.

التعليقات: 1

  • يقول متابع:

    أدعو بمحبة السادة الأفاضل الذين تفاعلوا مع هذه المقالة المتواضعة لدى نشرها على صفحة السيد طوني ناصر على الفيس بوك الى قراءتها بتمعن لأن فيها أجوبة واضحة على نقدهم البناء الذي تفضلوا به مشكورين مع ملاحظة أنني أحرص في كافة مقالاتي على عدم التطويل العقيم و تبسيط الفكرة و تركيزها لتصل الى الجميع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *