الاثنين 1يناير 2024: هيئة التحرير وادارة موقع المجلة تبارك للجميع بحلول عام جديد متمنين لكم عاما مليئا بالخير والمحبة راجين من الله أن يعم السلام كل سورية ودمتم بخير ..  * 

قراءة في المجموعة الشعرية (وجه كالنجم) للشاعر سلوم درغام سلوم

2013-10-10 21.29 [320x200]

 

 

يقولون يعرف الشيء من عنوانه , والسماء مملوء بالنجوم وهذه النجوم هي كالشعراء على الأرض ,فأنت يا أخي الشاعر سلوم هذه النجوم ترسل أشعتك مجاناً في بيئة تتطلاطم فيها أمواج الجهل ,والأمية ,والشعر موهبة لا أحد يستطيع امتلاك ها مهما كان مثقفاً , إننا أوجه لك هذه الكلمات لأنك محط فخر واعتزاز في بلد لا يوجد فيها إلا قلة من القراء ,إنما فيها شهادات للاسترزاق والمعيشة ,فلا مكانة عندنا ولا احترام لشاعر أو متعلِّم ,وتزداد كتلةالجهل مثل كرة الثلج المتدحرجة,

– قلائل هم أخوتنا الذين يعطون للشاعر حقه ويهتمون بالأدب كما يجب ,لأنا جيلنا ضاع بين الموبيل والأركيلة ولو خيَّرت شاباً حتى كان متعلماً أن يختار الأركيلة وبين كتب جبران خليل جبران أو كتب الرافعي أو العقاد أو جان جاك روسو أو غيرهم من الأعلام . لاختار هذا الشاب الأركيلة بدلاً من الكتب التي هي غذاء الروح,بينما الأركيلة غذاء السرطان والجحيم .

أخي الشاعر سلوم: أنا لست بناقد أدبي لكن أعجبتني المجموعة الشعرية (وجه كالنجم) وهو صرخة للمتناسين والمهملين الأدب وأنت يا شاعرنا الكريم شاعر التراث والتاريخ .

أعجبني الإهداء لرجال الفكر والروح حيث جاء في الإهداء(إلى الذين يزرعون المحبة والفرح والإنسانية والقيم الروحية أينما وجدوا) وهل أجمل من إهدائك عصارة أفكارك لأهل الروح والكرازة ,فإذا قرأنا البيتين التاليين ,نشعر أننا أمام لوحة فنان تشكيلي يرسمها لك,لترسخ في أعماقك :

إذا التفاح يزهو فوق غصن

توارى لو رأى منها الخدودا

بها أمسى ثرى شعري خصيباً

ندياً ينطق الرأي السديدا

– وصوَّرت ذلك المريض الموله بحبيبته وقد شفاها ملامسة زند حبيبها , فانبعثت الأحاسيس والمشاعر الداخلية فشفيت من مرضها عندما أحسَّت بطيب زند يفوح منه عبق الشفاء والدواء .

– ثم نتابع المسير حتى نصل إلى رموشها التي جعلت القلب يستعر ويتلظى على الجمر هذه صورة ابداعية جميلة تنمُّ عن خيال واسع لشاعر متعمق ومبحر في ثقافته .

– – هذه الصور تنطق بالمعنى وتجسد خيال الشاعر وما يجيش ويمور بداخله إلى أن يستنتج الشاعر من تجاربه الحياتية وحكمته ومعاناته أن الحياة بدون حب وأمل وجد وعمل هي حياة باطلة ومدفونة وميتة قبل أن تولد تراه يقول:

– إن السعادة في حب وفي أمل

وفي حياة رعاها الجد والعمل

– في قصيدة (امتثال القلب الكبير) يرسم الشاعر صورة لمقاوم يعطي دمه وأشلاءه ليزرعها في ثرى وطنه, عنده اللحن قرار وعطر الأمجاد ,آمن بلحن النضال وهو مطرب الفدى إنه ذو القلب الكبير , نقرأ عن هذا المناضل:

ثم من غـنــــــــّى نشيــــــــــــــدا

للفدى إلاّ المقاتــــــــــــــــــــل

عنــــــــده اللحــــــــــن قــــــرار

تنجلـي فيه المسائــــــــــــــــل

كان للأمجـــــــــــــاد عطـــــــرا

عابـــــرا درب البواســــــــــل

يحـــــرس الدار ويــبـــــــقــــــى

لحنــــه القلب المناضـــل

وفي قصيدة ثانية نجد الشاعر يبقى متسامحاً وصالحاً روحياً وايجابياً مهما تحول الناس إلى ذئاب في الحقد والضغينة والحسد والشر ,فهو لهم حلواً نقياً صافي القلب مع بني قومه الذين ضاع معشرهم لكن شاعرنا حافظ على أصالته عسلاً مذاقه التسامح حيث يقول:

 

أشمّ الخبـــزَ فــــــي زمــــــن ٍ

أضاع الحـــــبَّ و المعشر

وأعلــن للــــــورى أنّــــــــي

أعيشُ العمرَ مـــن سُكََّـــــــر

– ونقف باجلال واحترام أمام قصيدة (صدى المعلم الحقيقي) يقول:

فمنْ نقلَ العلومَ لكلِّ جيلٍ؟

ومنْ أرسى معاني الأبجديه

ومن منحَ الحياةَ بكلِّ جود ٍ

بأنْ أعطى مراحلَه الفتيه

ومنْ وهبَ الخيالَ به جناحٌ

بواحات ِ العلوم ِ المدرسيه

سواه المبدع الباني شباباً

إلى مستقبل ٍ باتَ المطيه

 

– ثم قصيدة العلاج في الزواج ولم أجد أجمل من هذه الصورة لمعالجة الزواج حيث يدق الشاعر ناقوس الخطر مشيراً إلى خطر انتهاء الكاز في سراج الشاب لأن الواج المتأخر هو هروب من الشيخوخة وزواج يأس لا معنى له ,كما ورد في أبياته:

أتنصحني بتأخيـــــــــر ِالزواج ِ

وتتركني على حلم ِابتهاجـــــــي؟

يمرُّ العامُ تلوَ العام ِخطفـــــــــًا

وما انتفعَ الصدوقُ من المداجي

وأحلمُ في اللقاءِ وكــــــــلَّ يوم ٍ

تعاتبني زيوتٌ في الســِّــــــراج

– وأما الآنسة المغرورة بطولها التي اهتمت بقشور العصر بدلاً من الكتب الثقافية فلا تعرف هذه الآنسة من هو سقراط ولا الأعشى وربما تعتقد أنهم مخترعو الكهرباء والذرة وما سمعت بابن زيدون وولهه بولادة يقول:

سموُّك في التواضع ِيا جميلــــه

ولو في الطول ِقد فقتِ النُخيلـــه

فيا أستاذةَ الأطفال ِكُونـــــــــي

رموزاً للحديقــة ِ والخميلـــــــــه

سألتُكِ: ما القراءةُ في طريــــق ٍ

سؤالي كان في جمــــل ٍنبيلـــــه

فقلتِ وعلكة ُالثغر ِاستراحــتْ

وشحَّتْ من حلاوتِها البخيلـــــه:

 

ولكنْ حزَّ في نفسي أمـــــــورٌ

قشورُ العصر ِعن كتب ٍبديلـه

أرى سقراط َوالأعشى تساوا

بمعلوماتِك الظمآى القليلــــــه

– وشاعرنا هنا تملَّك من المعرفة وجعل اهتمامه الأول شرب مناهل الأدب والحكمة وخاصة في قصائد الرثاء التي حزَّت في نفس الشاعر وتوقظ مشاعر الانسان القارئ وتحرِّك أحزانه ,لكن هذه القصائد بقيت مصابيح مضيئة تذكرنا براحلين وشهداء في أجسامهم وباقين بيننا بأرواحهم رغم انتقالهم من هذه الدنيا,وأبى شاعرنا إلا أن يبوح لنا بما يختزن بداخله من مشاعر وأحاسيس عميقة,انفجرت بهذه الصورة الرائعة المخملية التي رثى فيها والده والشاعر ميخائيل عيد صديقه وقد رحلا خلال فصل واحد من الزمن يقول شاعرنا :

– حمامَ الأيك ِهل تدري بحالي؟

يودِّع بيتَنا الوجه ُ الأصيل

– مضى ويعزّ أن تلقى بديلاً

ففي الإبداع ِحرّ لا بديل

 

– بدرب ِالشعر ِزجّالٌ رقيقٌ

له الإحساسُ والصوتُ الهديل

– وهكذا وجدنا في ديوان وجه كالنجم أنه زاخر بالحيوية لا تضاهيها صور لما يغور أعماق هذا الديوان ويبحر في أعماق الشاعر الواسع الاطلاع يا شاعرنا الكريم أنت فخر واعتزاز لبلدنا واعذرني يا أخي الشاعر فأنا كما قلت لست بناقد أدبي ومخازني الثقافي متواضعة ,ومعلومات كذلك, وإلا كنت سأهديك الكثير لأنك قامة من قامات الأدب ,فمن كان مثلك بهذا الابداع الشعري بحاجة إلى أن نحلل ونكتب عنك الكثير لأنك تستحق الاحترام والتقدير.

ـــــــــــــــــــــــــ

 

التعليقات: 2

  • الأديب الكاتب سلوم درغام سلوم
    هل تتفضل سيدي بنشر بعض القصائد من ديوانك الشعري ” وجه النجوم” ليتثنى لنا قراءة البعض منها، وإذا كان بالإمكان نشر قصيدتين في كل عدد من أعداد هذه المجلة فسأكون أنا و منابعي مجلة كفربو الثقافية من الشاكرين.

    وتقبلوا منّي بالغ الاحترام و التقدير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *