الاثنين 1يناير 2024: هيئة التحرير وادارة موقع المجلة تبارك للجميع بحلول عام جديد متمنين لكم عاما مليئا بالخير والمحبة راجين من الله أن يعم السلام كل سورية ودمتم بخير ..  * 

حوار مع الشاعر العراقي فاضل عزيز فرمان

654

 

 

نحن جيل ابتلي بالجراحات و الحروب في زمن لا تصمت فيه البنادق

فاضل عزيز فرمان صوت شعري هادر قادم من العراق الشقيق , حمل في شعره جراحات شعبه , و حمام الدم اليومي , و الموت المجاني .. و البيوت التي تتهدم على أصحابها :‏

أنفق الأيام و الأحلام‏

يبني بيته‏

آجرة تعلو بأخرى‏

كمل البيت‏

فأضحى وطن الناس‏

و لكن …‏

كلما حاول أن يسكنه‏

انهار عليه‏

شارك في المهرجان الشعري التاسع و العشرين الذي أقامته رابطة الخريجين الجامعيين بثلاث قصائد هي : »بيت الشاعر« و »عزف على وتر الأربعين« و »سلم آخر .. لرجل آخر« »… العروبة آثرت أن تلتقي الشاعرفاضل عزيز فرحان و أجرت معه اللقاء التالي .‏

* متى أحسست بوهج الحرف الشعري يتأجج بداخلك , و متى أخرجته لتسكبه على الورق قصائد ?‏

** في السبعينات كانت بداية رحلتي مع القصيدة الشعرية .. إلا أنها كانت بدايات صغيرة … و في الثمانينات أحسست بالنضج فبدأت أنشر .. و شاركت في مهرجانات شعرية كثيرة مثل »مربد« كما قرأت أشعاري في الأردن و في سورية …‏

عندي مجموعة شعرية عنوانها »بيت الشاعر« صادرة عن اتحاد الأدباء العراقيين , و هناك مجموعتين قيد الإصدار بعنوان »عزف منفرد على وتر الأربعين« و »متى تنضج الوردة« إضافة إلى مجموعة نثرية عنوانها »الإكليل« مكتوبة بلغة شعرية فيها بوح بالحب الشفيف موجهة إلى امرأة‏

* هذا الجرح العراقي النازف , و تلك التقاطعات القائمة بين السياسيين و ما تفعله أمريكا ببلد النخيل .. ماذا فجر في داخلك كشاعر ?‏

** نحن جيل ابتلي بالجراحات و الحروب .. و ولدنا في زمن لا تصمت فيه البنادق , و لا تهدأ فيه الحرائق .. و الكتابة الشعرية التي أكتبها , و التي تحمل توجهاً كونياً و شفافاً بالتأكيد تقف موقف النّد من كل تلك الحروب , و لذلك أشعر و تشعر معي قصيدتي بالحزن و الوجع في أي مكان لا أجد فيه مكاناً للسلام , أو مسكناً آوي إليه . …. في العراق الآن حالة يعجز عنها الوصف حيث لا يجد الإنسان مكاناً يسعد فيه , و يحلم فيه بسبب التقاطعات القائمة بين السياسيين , والحروب الطائفية التي غذتها أمريكا و حقنتها بالحقد .. و لذلك لم يكن لي و لمحبّي السلام و الشفافية و الهدوء إلا مغادرة بيوتهم بحثاً عن حضن آمن و بيت دافئ و لو بحجم راحة يد امرأة عاشقة يأويهم حتى ينتهي أزيز الرصاص و دخان الحرائق , و تفجيرات الأطراف المتقاتلة.‏

و قد وجدت أنا و غيري من العراقيين في أرض دمشق الطيبة الحبيبة هذا الدفء… و لكن بالتأكيد تظل عيني على بيتي في الجانب الآخر من وطني العربي .‏

* في قصائدك نلمس صوراً لانكسارات الأحلام التي تولد الخيبة .. بل الخيبات المتكررة هل تحاول أن تفتح نوافذك للضوء ليرحل الحزن ويحل محله الفرح ?‏

** انكسار الأحلام يولد خيبة و عدم ثقة بالمستقبل , و لكن هذه الخيبات التي تحول الروح إلى يباس نحاول نحن الشعراء أن نعالجها و نلم انكساراتنا بأحلامنا , و بعيون قصائدنا التي لا تكف عن النظر إلى النجوم العالية , و الأحلام الوردية …. إلى البراعم الخضراء التي لا نشك في وجودها حتى في البساتين التي طالتها نيران الحرائق .‏

* كيف ترسم صورة العراق الآن في قصائدك ?‏

**أصور العراق في شعري امرأة ثكلى لا تدري ماذا تفعل لأبنائها الذين يتقاتلون لأسباب لا يعرفونها و لا تعرفها هي .. أبناؤها الذين كانوا بالأمس يعيشون في أمن ودعة وسرور لايسأل واحد منهم الآخر إلا عن حنينه لصدر أمه التي أرضعته حليب الوفاء والطيبة والاخاء.. أما اليوم فقد استدرجتهم بعض الأيادي الغريبة الى فتنة طائفية وعرقية لم يسبق لها وجود‏

العراقيون الذين يعيشون الآن في سورية وهم خليط من كافة الطوائف والقوميات يمثلون العراق بصورته الأولى.. هم لايريدون عراقاً مشتتاً مذبوحاً تبقر بطون أولاده وأبنائه سيوف وسكاكين النذالة والتعصب..هم يريدون العراق شامخاً بنخيله.. عصياً على الأزمات فواراً بالخير والعطاء ..‏

* ماذا تهدي لدجلة والفرات , ونخل العراق ولكل الأمهات العراقيات?

** أهدي لكل هؤلاء قصائدي وحبي .. أهدي لهم نبض قلبي وزقزقة العصافير التي تحط على أغصان أشعاري لتبني أعشاشاً آمنة.. وأقول للعراق الحبيب:‏

تبقى قرنفلة على الغصن الندي‏

وأرق ماتهوى القلوب وتفتدي‏

وأود أن أختم لقائي بالشاعر فاضل عزيز فرمان بمقطع من قصيدته »عزف منفرد على وتر الأربعين«:‏

نصفان منشطران من رجل‏

يتوحدان فينتهي الرجل!!‏

نصف يغذ السير‏

دون هدى‏

والآخر العرّاف لايصل‏

يتقاتلان وللفدا أمل‏

يتصالحان وللهدى أمل‏

نصفان يتحدان‏

في رجل‏

والبدر ينقص حين يكتمل‏

كل الذين أحبهم ذهبوا‏

وبقي وحيداً زاده التعب‏

سماره نجم ودالية‏

قد حال فيها الحصرم العنب‏

ويهز نخلته.. فلاحشف‏

أبقى الزمان‏

فهل بها رطب..‏

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *