الاثنين 1يناير 2024: هيئة التحرير وادارة موقع المجلة تبارك للجميع بحلول عام جديد متمنين لكم عاما مليئا بالخير والمحبة راجين من الله أن يعم السلام كل سورية ودمتم بخير ..  * 

كيف ترى أركان السعادة في هذا الزمن؟

101_8648نسخ [640x480]

 

سؤال يطرحه الناس فيما بينهم كل يوم, وتأتي الإجابات متباينة، لأنّ السعادة مرتبطة بالاهتمام الذي يجذب المرء بعضهم يراها تتعلق بأمور دينية وبعضهم بأموردنيوية ووغيرهم يجدها متعلقة في أمورمادية ، وهناك من يجد سعادته في الأخذ, و هناك من يجدها في العطاء , والسعادة بشكل عام ذاك الشعور المتفائل الذي يغمر المرء ويبدو راضياً عما يدور حوله من المشاهد الإنسانية والقيم الايجابية والصور السعيدة في ملامح الآخرين داخل الأسرة وخارجها.

– ويجد بعض الكتّاب أن( الحياة السعيدة أمل يراود كل إنسان سوي ينشد الخير ويعمل جاهداً لخدمة الآخرين , وقد يراها بعض الناس في المال ,ويراها آخرون في الصحة أو في الأمن أو في تناول الطيبات والرزق الحلال ومنهم من يراها في العلم والتعلم).

 

ومع ذلك فالأمور نسبية في هذا المجال وهناك أقوال مأثورة في ذلك ,تجد من يقول:( ليس ثمة سعادة في هذا العالم ,ولذا ينبغي أن يروّض المرء على أن يعيش بغيرها سعيداً), ويقول فينيلون🙁 كم هو سعيد وحكيم ذاك الذي عند يقظته من النوم يقول:أريد أن أكون اليوم أحسن من الأمس),وهناك من يقول:(ليست السعادة في حيازة الذهب وشرف النسب وعلو الحسب وإنما هي أن يكون الإنسان أداة عمل مثمر ذات أثر خالد,وأن يحب عمله وبيته ومن حوله يجد عندها السعادة ترفرف عليه ظلالها), وتجد من يقول:( السعادة عند الغني الصحة وعند الفقير الثروة وعند السياسي الحكم وعند الفتاة الزواج), ونقرأ رأي بسمارك عن السعادة عندما سئل عنها فأجاب🙁 إنّي لا أحتاج لا أحتاج إلى كل أصابع يدي لأعدّ الأيام السعيدة في حياتي),وأما الفيلسوف الروماني سينكا يقول:( لا سعادة تعادل راحة الضمير) وقد قلت شعرا” في نهاية قصيدة لي :

إن السعادة في حب وفي أمل
وفي حياة رعاها الجدُّ والعمل

 

وهنا أرى أنّ السعادة بأركانها الثلاثة(العمل والأمل والحب), ومن يستطع أن يحقق هذه الأركان يستمتع بها , ويعرف طعمها, ويمتلك ثروتها,وهل يجد الإنسان في هذا الزمن العمل الذي يجعله سعيداً ؟وخاصة إذا مارس أكثر من عمل ومهنة في يوم واحد,وغيره لا يجد عملا, وهل يعقد الإنسان الآمال في ظل القتل والدمار في فلسطين والعراق ؟وما الأمل الحقيقي والأحلام السعيدة في حياته؟ وهل يستطيع أن يحبّ في زمن ضاعت القيم الايجابية فيه إلا إذا حمل قلباً عظيماً كقلوب القديسين , لذلك عندما تعود هذه الأركان إلى واقعنا هنا تتحقق السعادة وتهلّ بين الناس وخاصة لو حلَّ الأمان والاستقرار في المكان وهذا ما نرجوه لسورية الحبيبة.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التعليقات: 2

  • يقول متابع:

    لا سعادة من دون حب فبالحب تتلخص كل القيم, فهو التربة الخصبة التي ينمو فيها العطاء و يشرق من الأمل و تثمر فيها القناعة و التسامح, و لكن كما تفضلت أستاذ سلوم فانه في زمن تضيع فيه القيم الايجابية يجد المرء صعوبة في أن يجد للحب سبيلا الا اذا كان بارا وصالحا و عظيم القلب و الأخلاق.

  • يقول سعاد حويجة:

    رائعة وعظيمة أركان السعادة كما ارتأيت أستاذ سلوم . و ليت الحبّ يعمر قلب كلّ منّا , فبالحبّّ كنوز الخير فينا تتفجّر / بالحبّ نبني العالم المنهار فينا من جديد , ونعيد فرحة الخصب لدنيانا الجديدة . كما قالت يوماً الشاعرة الراحلة ( فدوى طوقان ).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *