الاثنين 1يناير 2024: هيئة التحرير وادارة موقع المجلة تبارك للجميع بحلول عام جديد متمنين لكم عاما مليئا بالخير والمحبة راجين من الله أن يعم السلام كل سورية ودمتم بخير ..  * 

سيرة الراحل جرجس يوسف جوهر

20140130_222337نسخ [640x480]

 

 

رحل الرجل الشيخ الذي أحببناه جميعاً لحكمته وورعه , الرجل الذ ي لم يبخل على أحد كبيرا” أو صغيرا” لتقديم المعرفة والنصح  , والذي ولد في عام 1923م من أب كادح ذي عزيمة قوية وأم فاضلة ,  وكان يكسبا لقمة عيشهما بعرق جبينهما , وقد نشأ في بيت عامر بالتقوى والورع و تربى على الصلاة والصوم وحفظ وصايا الله والعمل بها ,  شاركت عائلته أهل بلدته بالسراء والضراء كما كل الناس الصالحين  , حين كان صغيراً عمل مع أهله بالعمل الزراعي البدائي حيث يزرعون ويفلحون الأرض بالصمد ويحصدون بالمنجل ويدرسون على الحيلين , وكانوا يربون المواشي والحيوانات التي تخدمهم في أرضهم وتوفر الجزء الأكبر من غذائهم

وصار شابا” وتزوج من بنات بلدته امرأة فاضلة عاونته على متاعب الحياة وشقاها وتقاسما معاً حمل ثقل الحياة لتربية أولادهما تربية صادقة ,  فسيرتهم محمودة ومجالسهم مؤدبة , تغرب في شبابه للعمل في لبنان كنحات للحجارة معيلا” لأفراد أسرته التي بدأت تزداد عددا”,  وأُجبر على الغربة بسبب قلة المطر والجفاف وتحمل عذاب الغربة لأجل أن يعيش مرفوع الرأس,  وعاد بعد سنين من غربته إلى الأرض وطيبها وأصالة التراب الذي منه نعيش , حيث حفر مع أخيه ابراهيم سوية البئر الارتوازي الذي هو اليوم نقطة علام في كفربهم , وتشهد في حديث الناس فيما بينهم حيث يرددون معروفة بين الأوساط : عند جب بيت أبو جوهر … ودرب الماء خضرة كما يقولون وصاروا يزرعون القطن وغيره وأنهل عليهم الخير الذي يستحقونه وعلى حسب نواياكم ترزقون.

وعلم من أولاده ومنهم التعليم الجامعي وأكثر وزوّج أولاده وبناته وأكمل رسالته…

وهكذا تمضي السنين كما كل الناس متمسكين بشريعة الله , وكما أن الدهر لا يصفو لمخلوق أبدا”  طعنه دهره طعنة قوية كما معظم البشر بوفاة شريكة حياته (رحمها الله ) فقوي على مصيبته بإيمانه وعاش في أواخر حياته معززا” مكرماً بين أهل بيته  مؤمناً صادقاً  , فسيرته حميدة  وهو رجل محبوب يقوم بواجباته الدينية والاجتماعية غيورا” على بلدته يريد العدل ويظهر الحق والحقيقة  , فقد كان يزور المرضى ويعمل خيرا” ويقدم النصائح ,  ويدل على طريق التقوى والبرّ,  ويسعى لمساعدة المرضى والمحتاجين,  ويقرأ الكتب الدينية والتاريخية ويشرح لمن يجالسه ما قرأ , ويقدم في حديثه الفائدة والمعلومات الثمينة  , وكان جلساؤه من كل الأجيال طالبين المعرفة والخبرة التي يملكها , وزادها طيبا” وحكمة” من دهره وقساوة أيامه, وقد انتقل إلى رحمته تعالى  يوم الأحد 12-كانون الثاني 2014م.

مات عزيزا” يرفع الرأس موته ليحيا في جنازة حضورها مشرف  , وحصد في مماته ما زرع في حياته من طيب , وكان حشد كبير من  الحضور تكريما لسيرته ولأبنائه جميعا” ولأخيه وعائلته ولآل جوهر …..و…..و…..و..

جاء الموت زينة في حلته تكريماً لحكمته التي يمتلكها التي أمدها الله له إلى التسعين,  فقد ربى  في حياته أبناء يظل على مدحهم أجيال …

ولسيرته الحميدة المطوبة بأخلاق دينية وحديث أينما جلس ذكر به الله وكان يمجد الله على عطاياه وأعماله,

كان دائما يقصد الكنيسة  , ومن قصد البحر ترك النهر  , فترك الأرض وما عليها وانتقل مع الملائكة إلى جنة أعدها بيد من بياض ,  لم يكن خافا” من الموت الذي هو انتقال نجم على الأرض ظمآن إليها جنة .

العم أبو يوسف ذو الوجه الذي سأتوق إليه دائما” يدل وجهك بمعنى واحد ويحوى كل عظمة وقد جمع الله فيك المعاني من الصيت.

العم أبو يوسف روحك الطاهرة مسكنها عند من خلق السماء والأرض لأن سيرتك مطوبة  ومسكنها الفردس , رحم الله جميع الأموات ولأهله التعزية الكبرى بأنه انتقل وقد ارتوى من السنين إلى التسعين ممتلئا” حكمة” مؤمنا” وفيا” و عادلا” محبوبا” صادقا”

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *