الاثنين 1يناير 2024: هيئة التحرير وادارة موقع المجلة تبارك للجميع بحلول عام جديد متمنين لكم عاما مليئا بالخير والمحبة راجين من الله أن يعم السلام كل سورية ودمتم بخير ..  * 

ما أصعب أن يكون جارك محتالاً !!!

 

2013-10-10 21.29 [640x480]

 

 

نعم نعيش ونأكل ونشرب كالعادة فطور غداء عشاء , أركيلة , متة , قهوة .. نوم واستيقاظ وهكذا دواليك … ولا نهتم بشيء اسمه ثقافة ولا تعير اهتمامنا لسلوكنا الاجتماعي وواجباتنا نحو الآخرين …

كلٌ منا ينظر لللأخر ويحدق به ليرى من أين يؤكل كتفه ؟ ومن أي جهة يكون الهجوم ؟ ويتساءل بينه وبين نفسه :ماهو المكسب المادي الذي سأحل عليه (مال , أرض , منزل ..الخ) المهم أن يؤكل الكتف حتى لوكان المأكول كتفه من أعز أصدقائه أو من ذوي القربة , لأن هذا الصنديد الحشري في مجتمعه ليس له هدف إلا امتصاص الآخرين , فقد تلاشت عنده القيم والأخلاق , ولا يصادقك أو يتواصل معك إلا ليفترسك , وصدقوني إخوتي القراء أن هناك الكثير من هذه العينات الفاسدة , فاسمع يا عزيزي القارىء هذه القصة :

قصة حقيقة من واقع بلدتنا العزيزة ولأحد أبنائها الأفاضل آكلي لحم الكتف فقد غيرنا الأسماء كالتالي ::

زار أبو شوقي (الخبيث ) جاره أبو شريف (المهذب والخلوق والمتزن ) …

صباح الخير ياأبو شريف ياجاري العزيز ..وتابع علمت ياأبا شريف أنك واقع في أزمة مالية وستجري عملية قلب مفتوح وقبلها حدث معك حادث سيارة لذلك وجدت من الواجب عليي كجار لك أن أشعر بآلامك وأحاسيسك وأن أحل ضائقتك االمادية ومن غير الجار يفك الحصار ….

أبو شريف لسان حاله يقول : من أين جاءت هذه النخوة الأصيلة لجاري أبوشوقي , وأنا أعرفه غير ذلك ,

فربما تاب وقرر السير في منحى الخير …

 

يا أبوشريف خذ هذا المبلغ (50000 ل.س ) وتحل أزمتك المادية , فتناولها أبوشريف شاكرا” أبوشوقي ووقع على سند أمانة غير مكترث بموعد تسديد الأمانة ..

وبعد شهر تقريبا جاء أبو شوقي ليطمئن على جاره أبوشريف وغرض عليهه مساعدات مالية لأن أبوشريف كانت أوضاعه لازالت تتردى فأعطاه مبلغا” آخر وقدره (10000 ل.س ) مقابل سند أمانة واستغرب أبوشريف عطف وحنان جاره واندفاعه لمساعدته وهذه الأمور غير معهود بها عند أبو شوقي لأنه كان بخيلا” , وتمتم أبوشريف قائلا” بصوت هادئ : لعن الله الحاجة التي تتذلل صاحبها ..

وبعد ثلاثة أشهر اتجه أبوشوقي ليكمل الألعوبة وينصب الفخ لجاره لأن الصيد صار قرب الفخ وهذا الصيد يراوده منذ سنين , وحان ساعة الانقضاض على الفريسة التي هي بعييدة حتى عن وحوش الغابة من جنس واحد , فأعطاه هذه المرة مبلغا” آخر وقدره (150000ل.س ) ليطفىء نار الضيق الملتهبة ويلوي ذراع الأزمة التي نالت منه وأخذ المبلغ أبوشريف وهو يلوي عنقه ذلا” وخجلا” مقابل سند أمانة ..

هنا انتهى السيناريو وصارت الضحية داخل الفخ وصار الذئب يجترّ للانقضاض على الضحية , ويتملق لأن خطته نجحت ومؤامرته وحبائله نُصبت و حقق النجاح ..

وبعد أسبوع جاء أبو شوقي مكشرا” عن أنيابه وشرارات الغضب تطاير من وجهه متلهفا” معبرا” لأبوشريف أنه وقع في ضائقة مادية وكان ذلك في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل حيث يكون أبوشريف شارد الذهن وأفكاره بدون اتزان بين نائم ومستيقظ حتى ينجح مع أبوشوقي عملية السطو والانقضاض لأكل كتف جاره وهنا الطامة الكبرى حيث طالبه بالمبلغ كاملا” , فتنهد أبو شريف بحرقة ومرارة احترق فيها قلبه وكاد أن يغمى عليه وقال بحزن عميق : من أين يا جاري آتي لك بهذا المبلغ .. فرد عليه بسرعة : إنني مضطر جدا” على المبلغ بكامله لأنني غدا” سأبتاع قطعة أرض قبل أن تضيع مني … وهنا تذكر أبوشريف كيف قابيل قتل أخوه هابيل ووقف كأنه لسعته أفعى ..وذهبت السكرة وجاءت الفكرة ..

يا أبوشوقي أمهلني قليلا” فقاطعه فورا” قائلا” :لا أنتظرك ولا دقيقة لأن الفرصة تضيع مني ..

تجعد وجهه وقفل أجفانه وقال لأبو شريف بصوت غاضب : عندك قطعة أرض بجانبي بإمكانك أن تبيعني إياها لتسدد المبلغ

وهنا ولشدة الذل والقهر وافق على بيعه الأرض ولكن بحزن وامتعاض وألم وكأنه نزلت على أبو شريف صاعقة زلزلت الأرض من تحته ..

وفي اليوم االثاني باعه الأرض حسب الأصول وأٌكل كتفه من جاره (صاحب النخوة ) …

وراح يتساءل أبو شريف : هل ما صنعه أبو شوقي كان مصيدة عن سابق تعمد وتخطيط لأخذ أرض ؟

وهل هناك كثيرون في بلدي يقومون بهذا العمل ؟

مع أن هناك الكثير من الناس الطيبين الذين يرفضون ما قام به أبوشوقي الجزار ويعتبرون عمله من الكبائر وهو بمثابة ثعلب ومحتال , ولا نظن بأن هكذا أشخاص يمثلون عينة كبيرة فالمجتمع الذي نعيش به مازال ينبض بالحياة والخير ومثله يمثل نفسه وشكرا” …

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *