الاثنين 1يناير 2024: هيئة التحرير وادارة موقع المجلة تبارك للجميع بحلول عام جديد متمنين لكم عاما مليئا بالخير والمحبة راجين من الله أن يعم السلام كل سورية ودمتم بخير ..  * 

حماية حقوق الأطفال من أجل طفولة حقيقية!

Daycare

مشكلة وحقائق:إن قضية عمالة الأطفال قضية جدلية عاطفية, وهي على درجة من التعقيد والصعوبة, بحيث لا تنقاد أمام الحلول السهلة, وإن الطرق الشاملة والمدروسة جيداً لحل هذه المشكلة يجب أن تأخذ في الاعتبار أفضل مصالح الأطفال, وأن تجسد الالتزام بالحقوق الإنسانية للأطفال كما جسّدتها اتفاقية حقوق الطفل.

وعمالة الأطفال ظاهرة من ظواهر هذا العصر, إذ يتعرّض الطفل للاستغلال والابتزاز ويحرم من أنواع الرعاية الإنسانية , يحرم من الحنان والعطف والحبّ, ويغدو مشرداً ضائعاً, يتعرض لمشكلات قد تودي بحياته أو تؤثر عليه في المستقبل…‏

منذ الزمن القديم كان هناك استغلال للأطفال وابتزاز لهم, فالقائد المغولي, جنكيز خان, كان يجنّد الأطفال وهم دون سن السابعة, يأمرهم بركوب الخيل والانطلاق بها بسرعة الريح, والويل لمن يفشل, أو يقع من فوق ظهر جواده, إذ لا أحد يملك الشجاعة لانتشاله من بين الأرجل, التي ستسحقه لا محالة!‏

وتحدّثنا الأخبار عن قبائل في شرق آسيا, يطلب زعماؤها من الأمهات التبرع بخمسة أطفال من أجل الحرب! أو يفرضون على الناس أن يرسلوا أطفالهم ليشاهدوا التدريبات في المعسكرات حتى ينشئوا على فنون القتال وأجواء المعارك (ومن هذه الفنون البشعة مايندى لها الجبين, وتقشعر لها الأبدان, قطع الرؤوس ودحرجتها بين الأرجل ككرة القدم!!).‏

و…. اليوم, ترفض الأمهات في أفغانستان الإنجاب, بسبب الظروف الصعبة التي يتعرّض لها الأطفال, إنهم يتضورون جوعاً, أو يموتون نتيجة الحرب الأهلية….‏

وفي العراق بات أنين الأطفال يخرق الحواجز, ويجتاز الحدود, إنهم يسقطون فريسة للأمراض والجوع, يسقطون ضحايا الظروف المعيشية القاسية, وفي فلسطين المحتلة يموت الأطفال برصاص الهمجية الصهيونية, على مرآى ومسمع من العالم أجمع, وفي أوغنده يحتجز المتمردون آلاف الأطفال ويستبعدونهم كجنود أو خدم, وفي أمريكا اللاتينية هناك آلاف الأطفال الذين يُستغلون في أعمال شاقة لاتناسب أعمارهم..‏

إن آخر تقرير لمنظمة الأطفال العالمية (اليونيسيف) التابعة للأمم المتحدة عن وضع الأطفال في العالم قد ركّز على أثر المنظمة في ضمّ صوتها إلى أصوات المدافعين عن حقوق الطفل والمطالبين بوضع حدّ لعمالة الأطفال..‏

وما أكثر الأطفال الذين يتعرّضون للخطر في العالم بسبب العمل, هناك أكثر من 300 مليون طفل من مختلف دول العالم الفنية والفقيرة يُستغلون في أعمال خطرة, ويُحرمون أحياناً من فرص التعليم, ويُقحمون في دوامة الفقر, لذا باتت حقوقهم الأساسية وصحتهم بل حياتهم مهددة بالخطر..‏

وفي التقرير الرسمي الذي وضعته المنظمة لرعاية الطفولة والأمومة جاء مايلي :‏

ـ (إن آلافاً من الأطفال يُستغلون يومياً أو يُستدرجون أو يباعون في سوق تجارة الجنس العالمية, وإن هذه السوق تشهد اتساعاً متزايداً, ويقدّر رقم أرباحها بمليارات عدة من الدولارات…).‏

وقد جعل ذلك وثيقة عمل أساسية لأول مؤتمر دولي لمكافحة الاستغلال الجنسي للأطفال عقد في استكهولم ـ آب 1996 .‏

وكانت هناك منظمة أهلية تطلق على نفسها اسم (أوقفوا دعارة الأطفال في السياحة الآسيوية) قد دعت, بالتضامن مع الحكومة السويدية إلى عقد ذلك المؤتمر الأول من نوعه في التاريخ الدولي الحديث والمعاصر وقال منظمو المؤتمر:‏

ـ إن هناك أكثر من مليون طفل يدخلون كل سنة في سوق الجنس غير المشروعة!‏

وهناك تقارير دولية أخرى ذات قيمة تتناول مايمكن أن نطلق عليه (مأساة أطفال مابين الحربين) أو مأساة أطفال الدول التي تدور بينها حروب إقليمية أو أهلية… وهناك /120/ ألف طفل في أفريقيا (القارة السوداء) جرى تسخيرهم في النزاعات المسلحة التي تشب على أساسات عرقية أو طائفية, وهؤلاء الأطفال أقحموا في هذه النزاعات التي خطط لها الكبار, وأصبحوا طرفاً في الحرب دون أن يعرفوا ذلك.. ودخل أطفال أفريقيا في عالم الحرب, وصاروا يحملون البنادق والرشاشات, ويلبسون البدلات الممّوهة, ويشاهدون الموت أمام أعينهم, فيصبح الموت عادياً ومألوفاً!.. ولاشك أن أولئك الأطفال سيعتادون الإجرام…‏

وهناك /250/ ألف طفل تتراوح أعمارهم بين 5 و 14 سنة سيضطرون للعمل, ومن لا يعمل منهم يكون عرضة للتشرد والاستغلال الوحشي في أعمال بينها الدعارة..‏

لكنّ المطلع على تقرير مكتب العمل الدولي الصادر في 26/5/1992 يجد أن عدد الأطفال الذين يعملون عملاً غير شرعي يتجاوز الـ200 مليون طفل وهم يمارسون مجموعة من الأنشطة التي لايتم تسجيلها وفق النظم المحاسبية المتعارف عليها (إنهم يمارسون أعمال الحفريات والحصاد والبناء والمناجم والمصانع والزراعة والنقل, وأنواع أخرى من الاستغلال وهو بيعهم واستيرادهم في الأسواق العالمية وتصديرهم إلى الدول الغنية إما كمرتزقة أو المتاجرة بأعضائهم وتسخيرهم لتجارب علمية) علاوة على أن الأطفال في هذا القطاع يفتقدون الرعاية والحماية, ويتعرضون لظروف سيئة حيث تغيب الرقابة الرسمية على عمالة الأطفال..‏

وتعتبر آسيا أكثر قارات العالم التي تضم أطفالاً عاملين, وتأتي الهند في مقدمة الدول التي تزج بصغارها في سوق العمل, فهناك /14/ مليون طفل عامل دون سن الرابعة عشرة.‏

أما في أمريكا اللاتينية فقد تبيّن من الإحصاءات أن هناك ملايين الأطفال المستغلين في سوق العمل ( 5,2% من مجموع الأطفال في البيرو, و 6,8% من أطفال الأرجنتين و 8,6% من أطفال البرازيل. يزاولون أعمالاً تثقل كاهل طفولتهم).‏

إن عدد الأطفال الذين يُتاجر بهم يتزايد ويجري في آسيا حالياً استثمار قنوات (غير التشغيل والأعمال الشاقة والسخرة).. فقد بُدئ بإرسال الأطفال والفتيات الصغيرات من بورما إلى تايلاند, ومن النيبال إلى الهند, ومن فيتنام إلى كمبوديا, وظاهرة استغلال الأطفال انتشرت وامتدت إلى دول لم تكن تعرف الاتجار الجنسي بالأطفال من قبل لذلك أصبحت الدعارة في أوساط الأطفال والأحداث من الأنشطة المألوفة في كمبوديا وبعض أقطار أوربا الشرقية..‏

إن صيغة انتشار هذا الوباء الاجتماعي خلق صيغاً ومعايير تلازمه مثل صناعة الجنس وسياحة الجنس, فالسيّاح الأجانب بما ينفقون من كرم على هذه الممارسات جعلوا سوق الدعارة أكثر نشاطاً وأغرقوا أسواق العالم بالأفلام الجنسية الماجنة.‏

ويؤكد الباحثون في هذا الإطار أن الانجذاب الجنسي نحو الأطفال ليس من الأسباب التي أدت إلى رواج الدعارة في أوساطهم, لأن زبُن المباغي العامة والسائحين الذين يسعون إلى القيام بتجارب جنسية جديدة, وغيرهم من الذين لا يتورعون عن ممارسة الجنس مع أي شريك, هم الذين تسببوا في انتشار هذه الآفة.‏

وقد قامت شبكات الإجرام العالمية بممارسة نشاطات تجارية في هذا المجال, مستخدمة وكلاء محليين يقومون بعمليات التجنيد لهذه الأعمال تحت شعارات عمل مختلفة!.. فهم يعرضون على الآباء قائمة بالمهن التي يمكن للفتاة الصغيرة أن تمارسها, نادلة في مطعم, مربيّة أطفال (!) عاملة خدمات في منزل, أو صالون تجميل, وهكذا حتى يقعن في نهاية المطاف في مواخير الدّعارة والبغاء.‏

لقد ثبت أن هذه التجارة تقدّم أرباحاً خيالية.. وهناك منظمات بأسماء ظاهرها الرحمة, وباطنها العذاب تروج لمثل هذه التجارة, وتهيمن على هذه الأعمال الشائنة بحق الطفولة البريئة, وبخاصة التعامل مع أطفال اختطفوا أو اشتروا من بلدان جنوب شرقي آسيا وأوربا الشرقية وأمريكا الجنوبية!..‏

وفي إيطاليا فتحت ملفات دعارة الأطفال في مجلات وأفلام فاضحة, وأكثرها عبر شبكة (الأنترنيت) الدولية للحاسوب, وهي تطرح إعلانات على هذه الشبكة لبيع أطفال مخطوفين أو يتامى أحضروا من البلدان الفقيرة إلى المهووسين جنسياً من البالغين.‏

وقد ازدهرت تجارة الرقيق من القاصرين ازدهاراً سريعاً, وصار سعر الطفل أو الطفلة لايقل عن خمسة آلاف دولار مستورداً من الباكستان أو الهند أو أمريكا الجنوبية أو يوغسلافيا السابقة..‏

وفي جريدة (الشرق الأوسط) خُصص موضوع في حلقات عن جرائم الاستغلال الجنسي في الوطن العربي للأطفال, وقد حرص مسؤولو الأجهزة القضائية العربية على عدم تسريب أخبار جرائم الاعتداءات على القاصرين رحمة بالمعتدى عليهم, وذكرت الجريدة عدداً من جرائم الاغتصاب في كل من دولة الإمارات العربية ومصر والكويت والأردن, واليمن ثم في لبنان التي سُجل فيها /2421/ شكوى من عملية اغتصاب لقاصرات و /612/ لغلام قاصر (!!).‏

عن جريدة الفداء

الأربعاء: 26-6-2013

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *