الاثنين 1يناير 2024: هيئة التحرير وادارة موقع المجلة تبارك للجميع بحلول عام جديد متمنين لكم عاما مليئا بالخير والمحبة راجين من الله أن يعم السلام كل سورية ودمتم بخير ..  * 

مدرسة الحياة…

145555555

 

 

 

تمضيْ بِنا السِّنون و الدُّنيا تعلِّمنا دروسَها تارةً بقسوةٍ و تارةً برفقٍ و تارةً لانَدري ان كانَت على حقْ.
كلُّ شيءٍ يَفقِدُ بهجتَهُ و الناسُ مكفهرَّة الوجوهِ, لم تجلبِ الصحةُ السعادةَ للبعضِ و لم يشتري المالُ السعادةَ لآخرينْ و ها هو العِلمُ يحملُ التعاسَة لمتعمقيهِ و ها هوَ الجهلُ يَنطوي على تعاسةٍ أعظمَ و ها هي الأزماتُ تجهضُ طموحَ الشَّبابِ و تعصفُ بالرجالِ و تقلقُ سكينةَ الشيوخِ.
الذي أسعدَنا في الماضِي باتَ روتيناً مملاً, و جلساتُ الأصحابِ باتتْ تخيِّمُ عَليها الهمومُ و شرودُ الحياةِ و محاولاتِ التظاهرِ بالانسجامْ, و الذي تخيلناه محبّاً لم يعدْ كذلكَ… الأقاربُ يعيدونَ الحساباتِ على أسسٍ غيرِ موجودةٍ و من أهديتَهُ السنينَ باعكَ في لحظاتِ غباءْ …. من تغيرَ يا ترى…!؟ أهيَ الحياةُ؟ أمْ نحنُ؟ أمْ كلانا سويةً؟ أم هي الدنيا هكذا تدورُ و تدورُ تارةً لكَ و تارةً عليكَ و المحصلةُ أنَّ العمرَ يمضِي و الزمنُ لا يرحمُ أحدًا و لا يقفُ لأحدٍ.
ما حالُ المجتمعِ ينقلبُ على مفاهيمِه و أُسسهِ و لا ينصفُ من كانَ لأحكامهِ مذعناً و في مبادئِهِ رائداً و لِمواعظهِ حافظاً أميناً….! أم أنَّ طريقَ الصوابِ كما تعلّمُنا الكتبُ موعرٌ و صعبٌ و الجمرُ المفروشُ عليهِ أحرُّ ممّا كنَّا نعتقدُ و الأشواكُ المزروعةُ على حوافِّه لا ترحمُ أجسادَنا العاريةَ, أمْ أنَّ القدرَ له أحكامٌ و في ثناياهُ لكلٍّ منَّا أفعالٌ و أحكامْ.
معكِ حقٌّ أيتُها الدنيَا و عادلةٌ هيَ قوانينُكِ, لمْ يعدْ بوسعكِ الثِّقةَ بالانسانِ فتأخذينَ منهُ الثمنَ مقدماً…. لم يعدُ بوسعِك العطاءَ بلا مقابلٍ فتأخذينَ ما ترتضينَ سلفاً و تحفظين ما لنا من ديونْ.
في خِضَمِّ كل هذا و في غفلةٍ من الزمانِ نُنْشِدُ لحظاتِ اللقاءِ في كلِّ عامٍ مع أناسٍ ملكنَا الحنينُ للقياهمْ و نركبُ المخاطرَ و نتناسَى كلَّ شيءٍ و ننشِدٌ لقاءً لا أملَ فيهِ سوى الأملْ, لا نعرفُ ما الذي تغيرَ و لا نهتمُّ لما سيحصُل, لا يهمُّنا كذبٌ و عتابْ, كلُّ ما نريدُه هو أملٌ ببقاءِ المحبةِ… بتجدد المحبةِ… بانبعاثِها في قلوبِ الجميعِ , لا فرقَ لدينَا ما بينَ عدوٍّ و صديقْ و ما بينَ قريبٍ و بعيدْ وما بينَ حبيبٍ و عذولْ و ما بينَ ليلٍ و نهارْ و دفءٍ وبرودْ
على أيّةِ حالٍ يبقَى الصبرُ سيدُ الردودِ و الثقةُ بأنَّ اللهَ يريدُ لَنا الأفضلَ كمَا عوَّدَنا دائماً له الحمدُ و الشكرُ و العرفانُ و أن القادمَ أفضلُ و أنَّ ما تعانيهِ أرواحُنا كلَّ يومٍ ما هي الا بذورٌ لواحاتٍ غناءَ و أمطارٍ معطاءةٍ و خيرٍ وفيرٍ و ما هي الا ثمنٌ لأمجادٍ قادمةٍ ذُقنا القليلَ مِنها و نتأمَّلُ بقدومِ الكثيرِ…لا بارادةِ أحدٍ بل بارادةِ الحياةِ و روحِ الشَّبابِ المتجددِ و باتكالٍ “مطلقٍ” على الرَّبْ و احساسٍ كبيرٍ بالآخرِ -الذي يسيءُ الظنَّ فينَا تارةً و يحسنُ فهمنَا تارةً أخرَى- و مقاومةٍ عظيمةٍ لا طاقةَ لانسانٍ أن يتحمَّلها الا بروحِ الايمانِ المتجدّدِ الخلاقَ و بثقةٍ كبيرةٍ تنبعُ منْ مدرسةِ الحياة……………………………………………………………………..”تقرأ بتعمق وبعيدًا عن ضجيج الحياة”

التعليقات: 2

  • يقول سعاد حويجة:

    ” أجمل الأيّام تلك التي لم نعشها بعد ” كما قال الكاتب التقدميّ التركيّ ( ناظم حكمت )
    وعلى الأمل بتجدّد المحبّة نحيا أيّها الأخ المتابع .

  • يقول متابع:

    هلْ هي أجملُ لأنَّنا نرسُمُها بالصورةِ الّتِي نحبُّ و نأملْ…!؟ هَل هيَ جميلةٌ لأنَّها لمْ تدخلْ بعدُ بوتقةَ الحياةِ و تتفاعلَ و تصطدمَ بخبايَاها…!؟ هل سيزولُ جمالُها عندَما تعاشْ…!؟
    لا ندري…! و لكنْ يمكنُ أن ندرِي عِندما تبقَى شعلةُ المحبّةِ وضَّاحةًً في قلوبنَا و يبقَى الأملُ بتجدُدِها حيّاً في آمالِنا…”تقبلي فرحي بمرورك الكريم”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *