الاثنين 1يناير 2024: هيئة التحرير وادارة موقع المجلة تبارك للجميع بحلول عام جديد متمنين لكم عاما مليئا بالخير والمحبة راجين من الله أن يعم السلام كل سورية ودمتم بخير ..  * 

شاعر الثورة الفلسطينية ابراهيم محمد صالح ..ابن شهيد ووالد شهيد

شاعر الثورة الفلسطينية ابراهيم محمد صالح ..ابن شهيد ووالد شهيد

images

أبو عرب: كل عربي مؤمن بعروبته هو أخ لي وصديق

نحن في حضرة العظماء ننحني إجلالا وتقديرا، نشعر بالفخر كوننا نقف أمام أشجار عالية وقفت في وجه العواصف والرياح، وقفت بصلابة وشموخ خلقه الإيمان بعشق الوطن، الوطن الذي تكالبت عليه الأعداء، ومزقته المحن والنكبات، الوطن الذي بقي قويا يناضل كل عدو غاشم بهمة أبنائه البررة، وبهمة رجال أوفياء مخلصين للعروبة كشاعرنا الإنسان النبيل والرجل العظيم، ابن الشهيد ووالد الشهيد، الشاعر ابراهيم محمد صالح الملقب بأبو عرب شاعر الثورة الفلسطينية.
ولد الشاعر ابراهيم محمد صالح عام 1931 في قرية الشجرة التابعة لقضاء طبرية في فلسطين، وبعد تهجير قرية الشجرة لجأ إلى كفر كنا، لينزح بعدها إلى عرابة البطوف ومكث فيها مدة شهرين، وتوجه بعدها إلى لبنان، ثم إلى سورية في محافظة حمص حيث عمل في مصنع السكر بعد أن استقر هناك مع معظم أقاربه. استشهد والده عام 1948 في معركة الشجرة خلال اجتياح الميليشيات الصهيونية لفلسطين وكان عمره سبعة عشر عاما، وأُستشهد ولده عام 1982 خلال اجتياح الجيش الإسرائيلي للبنان.\
• أرجو أن نبدأ حوارنا بالحديث عن بداياتك الشعرية والفنية.
– رحلتي الفنية والشعرية بدأت عام 1959 أغني بعض القصائد الوطنية ثم دعيت إلى إذاعة صوت العرب في القاهرة حيث كنت أغني بعض الأغاني الفلسطينية في برنامج خاص وبما أنني كنت موظفا في معمل السكر في حمص عدت بعد أربعة أشهر بعد أن سجلت بعض الأغاني في الإذاعة وبدأ نشاطي الفعلي عام 1967 بعد انطلاق الثورة الفلسطينية حيث بدأت أسجل بعض الأشرطة الملتزمة بالثورة والشهداء وفي عام 1977 استلمت ركن (( برنامج الحادي )) في إذاعة فلسطين ببيروت وبعدها أسست فرقة كان اسمها فرقة فلسطين للتراث وبعد خروجنا من بيروت جددت هذه الفرقة حتى استشهاد قريبي ناجي العلي فقررت تسمية الفرقة باسمه فأصبحت فرقة ناجي العلي.
• حدثنا عن أصدقائك والشخصيات التي كان لها تأثير ودور كبير في حياتك.
– جميع قادة الفصائل الفلسطينية أصدقائي لأنني لا أنتمي لأي فصيل بل أشارك في احتفالات جميع الفصائل بدون استثناء، وكل عربي مؤمن بعروبته هو أخ لي وصديق، ومن الشعراء الذين أعرفهم ولي صداقة معهم: أحمد مطر، مظفر النواب، عمر الفرا، المرحوم بدوي الجبل.
• الفنان الكاريكاتير العالمي ناجي العلي ابن عمتك وصديقك المقرب وقد اغتيل في لندن، قال لك: (( لا أعرف يا أبو عرب إن كنت أنا من سيرثيك برسوماتي ولوحاتي أم أنت من سترثيني بشعرك)).كيف تقف أمام ذكراه وذكرى هذه العبارة؟
– ناجي العلي كان بالنسبة لي أكثر من صديق وقريب فكنت أرى في رسومه الكثير من شعري من انتقاد للتخاذل العربي وبعض القيادات فكنا معا متممين لبعضنا فإذا قرأت رسوم ناجي واستمعت إلى أغاني وهي /330/ أغنية وقصيدة يحتويها حوالي ثلاثين شريط كاسيت لوجدت أن ما يرسمه ناجي أقوله شعرا وما أقوله شعرا يرسمه ناجي.
• أنت من جيل ياسر عرفات ومن معاصريه وأصدقائه، كنت مقربا منه ومكان ثقة لدرجة قال فيها: ((بتوقيع أستطيع إحضار مئتي شهيد لكن إن طلب مني أبو عرب آخر في فلسطين فإنني لا أقدر على إحضاره)).ماذا تحب أن تكلمنا عن هذه المرحلة في حياتك؟
– كنت في بيروت تقريبا في جميع الاحتفالات التي تقيمها الثورة أكون بجانب الأخ المرحوم ياسر عرفات وكان يعتبرني الشاعر الوحيد الذي يتكلم بجرأة عن انتقاد القيادات حتى انتقاده هو.
• ماذا تعني لك فلسطين ولبنان وسورية؟
– فلسطين هي قلب الوطن العربي ودليل ذلك أنها هي الصلة بين المشرق العربي والمغرب العربي والجنوب والشمال، لبنان أعتبره بلدا رمزا للحضارة والتآخي بين الطوائف، أما سورية فأعتبرها مركزا للإشعاع القومي وملجأ لأحرار العرب الذين يضطهدون في بلادهم.
• عرفت بشعرك الارتجالي وبروحك الإنسانية العالية وبثباتك على مبدئك، كيف تخلق الكلمات والقصائد المتناغمة ما بين هذه العناصر الثلاثة؟
– أول ما يهزني الحدث سواء كان عملية استشهادية أو أغنية لمؤتمرات القمة على سبيل المثال أو انتقادات لبعض المتخاذلين، كما أنني في كل أشعاري لم أسم مسؤولا باسمه سواء مدحا أو ذما إنني أفتخر أني برغم بعض الضغوطات التي وجهت إلي أو مورست في بعض البلدان العربية لم أمتدح أي مسؤول.
• علمت أنك تقول الشعر الموزون والشعر الشعبي، لذا هل للشعر الشعبي وزن وتفعيلة كما هو حال الشعر الموزون؟
– بالنسبة للشعر الشعبي كثير من الناس لا يعرفون أنه موزون على التفعيلة فمثلا العتابا توزن على البحر الوافر والموال وقصيد الشروقي يوزن على البحر البسيط وباقي الأشعار القصيرة توزن إما على الرجز أو غيره.
• هل قمت بجمع أشعارك ضمن ديوان شعري؟
– حاليا أقوم بالتحضير لجمع أشعاري وقصائدي في عدة دواوين.
• منذ فترة كنت في السويد والدنمارك والنرويج، أرجو أن تحدثنا عن تفاصيل رحلتك هذه وعن بقية دول العالم التي زرتها.
– بالنسبة لزيارتي للسويد والنرويج والدنمارك فهذه ثاني زيارة لي، والشيء الذي يلمسه الإنسان ويفتخر به هناك أن الجالية الفلسطينية بل العربية متمسكة رغم كل الإغراءات الترفيهية والمعيشية بقضية أمتها بحماس منقطع النظير، أما البلاد التي زرتها فهي البلاد الإسكندنافية: سويسرا، ألمانيا، هولندا، النمسا، فرنسا، اسبانيا، انكلترا، كندا، أمريكا، بلغاريا، وجميع الدول العربية باستثناء العراق والمملكة السعودية والكويت.
• هل هناك أي مشاريع مستقبلية؟
– نعم هناك دعوة إلى أمريكا خلال الشهر التاسع ودعوة أخرى إلى الخليج.
• كلمة أخيرة نختم بها لقاءنا.
– أتمنى لهذا البلد التقدم والازدهار وأن يبقى شوكة في حلق الصهيونية وسندا لكل عربي أصيل.

لما عبدالله كربجها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *