أفكار ثقافية

by tone | 30 أبريل, 2014 9:01 م

102_0194نسخ [640x480][1]

أبحث عن كلمات جميلة تحمل متعة للقارئ عبر سهرة أو حفلة فنية ماضية أربط فيها بين الواقع والحالات الثقافية وأقول في هذه الاختيارات  الثقافية :
ما أجمل هذه الكلمات التي قرأتها في يوم 17/6/1989م, وأنا أستلم الدعوة لحضور زفاف ابنة الجيران الفتاة العاقلة المتواضعة التي تطلب السترة قبل أن تتشرَّط, والكلمات الجميلة التي قرأتها للشاعر والكاتب اللبناني الخالد جبران خليل جبران كانت مكتوبة على بطاقة الدعوة . وهو يصف الموسيقى وهذا بعض منها:
– ( يا بنة النفس والمحبة يا إناء حرارة الغرام,وحلاوته, يا أخيلة القلب البشري , يا ثمرة الحزن وزهرة الفرح , يا لسان المحبين ,ومذيعة أسرار العاشقين , يا صانعة الدموع من العواطف المكنونة, يا موحية الشعر ومنظمة عقود الأوزان, يا خمرة القلوب الرافعة شاربها إلى أعالي الأخيلة….).
– هكذا غنَّى جبران في نثره كأنه شاعر النثر في الروح والخيال والتصوير,كما كانت السهرة بحضور الثلاثي الفني , أنا وصديقين,نرسم لوحة قد أنعشت كل من حضر الحفل ،وطالما أتت شهادة تقدير بما قدَّمنا من أهل حلب كون العريس منهم هذا يعني أن ما قدمناه هو فن حقيقي, وقصة المطرب عبد الوهاب في حلب معروفة ,وذوقهم الفني مشهور, لأنه يشير لحياة أفضل يتمتع بها جميع البشر كما قال الكاتب (ماجتر).
– وكما تؤدي المعرفة إلى الصداقة والحقيقة إلى النور , ,وتنطلق الضحكات المجلجلة, وكان قريبي يجلب العرسان من حلب, ومع ذلك جاء الوقت لأصعد إلى المنصة كي نبدأ الحفل ,وحالما كان عازف العود يدوزن العود وضارب الإيقاع قد أشعل شمعة من أجل تحمية(الدربكة) الإيقاع الفني, كنت أنا أنظر في وجوه الحضور وأميِّز الفتيات بحثاً عن فتاة تناسبني وتلفت اهتمامي وتشدُّ إعجابي, ويجول النظر في كل الغواني من بلدتي أو من حلب, ولم يلفت نظري وساحة إعجابي إلا فتاة غانية بحسنها في عيونها دروب الربيع, فالعيون خضراء كأن العيون واحة أو روضة عشب في وسط بستان , هي متوسطة الطول يتدلى على صدرها صليب ذهبي أخذ لونه كما قالت المعتقدات القديمة من الشمس , وقد وهبت الشمس الذهب بريقه الخلاب,وغدا الصليب على صدرها كأنه سلسال الشمس المضيء .

– وكان ينبوعي أمام الفتاة (ايفيت) واستحمامي في نهر عينيها في تلك الحفلة ,وحديقتي لواحظها, عيونها أعادت إلي الحياة, وشرعت أصف دروب الربيع في تلك العيون الفاتنة.

– إنها سمراء وعيونها خضراء ,نزلت إلى ساحة الرقص, وشاهدت كيف كانت تتلوى خصورها كما الرياح والأفاعي وكدت مع هذه الرقصة وهذه اللفتة الريمية أن أرتفع إلى وجه السماء وأتعلَّق في غيمة,وشعر بعض الموجودين بتحديد مسار الغزل,ولكن الكأس هو الكأس نتجاوز معه أشياء كثيرة.

– وعندما حاول عازف العود وضابط الإيقاع أن يغيرا على الفلكلور واعتبراه كرماً على درب ينهبان منه,وكأن لا صاحب له, أسرعت لإنقاذ الموقف أمام أهل حلب هؤلاء الذين كان لهم الدور الكبير في أصول الغناء العربي الأصيل ,وقد تجسد ذلك في الموشح وقد عرفوا رقص(السماح) المشتق أساساً من رقص المتصوفين  .

كيف أنقذت الموقف ؟ موقف غناء الفلكلور بشكل غير صحيح من قبلهما, هنا قشَّرت تفاحة وقسمتها مناصفة وأنا أقف بينهما وبكل يد نصف ,فوضعت نصفاً في ثغر عازف العود ونصفاً في ثغر ضابط الايقاع في وقت واحد على سبيل الضيافة, طالما وجدت يدي كل واحد منهما مشغولتين في العزف والدق وهنا أيقنت أنهما سكتا عن الغناء,و انطلقتُ أكمل الأغنية الفلكلورية على أصولها . وقد استغربا هذا الكرم الحاتمي وعلما الحقيقة بعد الحفل. وهكذا كانت حفلة جميلة عابرة في شريط الزمن ,ومن جهة الفتاة ذات العيون الخضراء يا للأسف
ذهبت مع الريح .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

Endnotes:
  1. [Image]: http://kfarbou-magazine.com/wp-content/uploads/102_0194نسخ-640x4801.jpg

Source URL: https://kfarbou-magazine.com/issue/7068