الاثنين 1يناير 2024: هيئة التحرير وادارة موقع المجلة تبارك للجميع بحلول عام جديد متمنين لكم عاما مليئا بالخير والمحبة راجين من الله أن يعم السلام كل سورية ودمتم بخير ..  * 

رحلة برفقة الروائي الكبير “حنا مينة

575577552

في كل عام يكون لنا متسع لإحياء الثقافة تجتمع فيها كل الثقافات ،
نبتاع الكتب والروايات من كل المستويات
هذا العام كان الحظ وافراً ليحالفني بتوقيع كُتاب على رواياتهم وكتبهم ،
وقد ترصدت اليوم الذي خصص للروائي الكاتب حنا مينة ،
كنت حريصة ألا يفوتني هذا اللقاء ، قرأت البعض من رواياته، ولم أتشرف يوماً بصورته ،لأتعرف من خلالها على صاحب القلم الممتع الشامخ ،
تسارعت قدماي وتناولت رواية” الذئب الأسود” خطوت باتجاه المكان الذي تتوسطه طاولة هذا الكاتب ليعطر الكتاب بتوقيعه فأتشرف بلقائه المباشر،
كانت نبضات قلبي تتسارع ، وكست وجهي حمرة حين انطلقت بفكرتي التي قفزت إلى رأسي
وعرضتها قبل أن أتراجع عنها خوفاً من إحباط يصيبني برفضها،
همست بأذنه والخوف يتدفق ، والعرق يتصبب من جبهتي ،
كانت ابنتي وكذلك صديقتي و توأم روحي تتبعان انفعالاتي : أستاذي أنا عضو بجسد الثقافة في الشبكة العنكبوتية ، وفيه القاصون والقاصات
الشاعرات والشعراء
هواة وعشاق للغة العربية، كما أنه لا يخلو من سخف ومهاترات ، حال العرب في الحياة عامة،
ويشرفني ويسعدني أن أحظى بلقاء على الأنترنت كما فعل زملاء لي ،والتقوا الدكتور خالص جلبي ومصطفى العقاد والكاتب الكبير نجيب محفوظ
لحظات مرت لدهر تخللها صمت … رفع رأسه و رمقني بنظرة كدت أتهاوى، و أسقط رهبة
صوته الحنون حطم جدار الصمت بسؤاله عن إسمي ،
ليعود الصمت يهيمن ثانية، إلا من نغم الحبر المتدفق وعزف حروفه التي زخرفت الرواية
حين فرغ من التوقيع، مد يده لسترته وأمدني ببطاقته المدون عليها اسمه ورقم هاتفه
خرجت ولا أعلم هل أنا بحلم أم علم؟
هل سيضحك لي الحظ فعلاً ؟
هل سيتحقق حلم لم يكن بالبال يوماً ؟اً
هل سأدخل جنة الروائيين العظماء؟
تيارُ تساؤلات وتساؤلات جرى في ذهني
ليقطع سلكه صوت صغيري “ماما هل يمكنني أن أشتري أيس كريم”
في اليوم التالي أشرقت الشمس وحين وصلت لمنتصف السماء ،أمسكت بالهاتف وهاتفت كبيرنا ،
وتم الاتفاق على أن أذهب بالأسئلة للقائه حيث هولا يتعامل والتكنولوجيا ، يمقتها ، ويحب الحياة كما كانت ببساطتها !
لست أدري كيف انجلى الليل ، وانبثق الصبح ،واستقليت العربة متجهة للعنوان الذي أمدني به مدير أعماله
العجلات تدور أم أنني فوق السحب أطير؟
كانت توأم روحي ترشدني للطريق ، لجهلي بمعالم وطني الذي غبت عنه أعواماً وأعواماً
كان في استقبالنا وزوجته الفاضلة والابتسامة على محياهما !
أغدقنا كرماً ، حدثنا عن رحلة حياته وهجرته من السويديةإلى أنطاكية
ودعاء والدته يارب ارزقني ابنا كيفما كان يكون
وقال : “وأتيت كيف ما كان يكون ”
ضحكت من قلب صادق فيا لروحه الطيبة !
كما أكد رفضه المستمر للقاء الصحافة،
وبدوري أكدت أنني هاوية وعاشقة لغة ، وما أنا بصحفية ، وأنه يكفيني شرفاً حفاوة استقباله ولتذهب الأسئلة للجحيم إن كان فيها تعب وإرهاق وماهو خارج دائرة إرادته
تبسم وطلب من مدير أعماله أن يضيء النور في مكتبه
انتقلنا لمكتبه جلت بنظري ودونت عبارة ، شدتني من ضمن اللوحات التي تزين الجدران خلف مكتبه، مخطوطة بخط خطاط
“الأدب هو وعي الشعب وزهرة وثمرة حياته الروحية”
وأخرى
“ويا وطناً بالحب نكسو أديمه…. فيحرمنا حتى رضاه ويمنع”
وبغمرة انبهاري ، وببساطة حديثه وجمال هذا المكان وروعة الكاتب ،
تناول الأسئلة ليطلع عليها فأمدتني ضحكته بصوت شبه مرتفع بارتياح
وعاد لمتابعتها ، ومن ثم قال أتريدين الإجابة في الحال ؟
صديقتي وأنا تبادلنا النظرات وككورس أجبناه:
لا يااستاذنا ” وقت ما تشاء نأتي لاستلامها”
أجاب حسناً اكتبي رقم هاتفك وأمهليني أياماً أهاتفك بعدها .

لن أسهب وأسرد المزيد كي لا أصيبكم بملل ..
وإنما كنت أتمنى كل محب أن يشاركنا متعة اللقاءات التي مازلت وصديقتي نتذوق نشوتها ..
كانت الساعة كالدقيقة تمر ، مع هذا الإنسان صاحب الثروة الأدبية والتاريخية،
وهذه هي الإجابات ، فأبحروا معها ، وشكراً لكل من شارك ولم يشارك،
وصلت الأمانة بسلام مع تحيةالمحبين لكاتبنا الذي بدوره يشكركم ويهديكم محبته ، وتحياته .

__________________

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *