الكاهن والموعظة المطلوبة
بسم الآب و الإبن و الروح القدس الإله الواحد آمين
رتب القديس يوحنا الذهبي الفم خدمة القداسي الإلهي ووضع الموعظة بعد قراءة الإنجيل المقدس … إن هذا الترتيب لم يأتي عن عبث بل غن خبرة روحية ناتجة عن أتعاب كثيرة …
إن الغاية من الموعظة هي :
1– شرح نص الإنجيل المقدس..
2– إرشاد المؤمنين لما هو للبناء.. فكثير من الأمور الإجتماعية بما فيها العادات والتقاليد بحاجة إلى صقل وتوجيه …
تعتبر الموعظة الركن الثقافي في القداس الإلهي وبالتالي في الحياة الروحية لكل شخص مسيحي….
من هنا يتطلب أن يكون الكاهن واعظا” …
ولكن ما الوعظ ؟
الوعظ هو فن بل موهبة من عند الله بحاجة لتدريب و تأهيل …
ومطلوب من الكاهن أن يتعلم ويتدرب على أصول الوعظ…
بعض الآباء الكهنة يؤجلون الموعظة إلى نهاية القداس وهذا بالطبع لا يعطي نتائج جيدة …
لذلك أتمنى من الرؤساء الروحيين أن يكون موضوع تأهيل الكاهن الواعظ من أولى اهتماماتهم ودمتم بخير …
من وجهة نظري أن أهم ما في الموعظة هو قدرة الواعظ “العقلية قبل كل شيء” على الولوج الى اعماق ضمائر الناس و مخاطبة الجانب الخير فيهم و نهر الجانب السيء باستخدام ذكي و عميق و تفسيري واضح لكل الأشخاص بمختلف مستوياتهم العقلية لآيات الكتاب المقدس.
هذا الشيء ليس بمهمة سهلة و لا يمكن لأي واعظ أن يصل الى تلك المرتبة الا بعد أن يكون قد لبس الكتاب و تعاليمه و أسقطه على حياته العملية قبل أن يسقطه على الاخرين. و الا فان الوعظ لن يلقى الصدى المطلوب و لن يحدث الفرق المنشود.
ماأجمل أن يقترن الوعظ النظري المتضمن التفسير الواقعي لكلام الله وإسقاطة على حياتنا اليومية مع التطبيق العملي لتلك الموعظة ولجميع الناس لأنه نحن الآن نعيش في زمن كثر فيه الواعظون على حساب الشعب التي لاينفذ شيء