عن الشيب ووقاره و .. وصبغه !!
يقول الأطباء إن التوتر النفسي قد يحدث الشيب في رؤوس بعض الناس ، ولكن أغلب الشيب يحدث بسبب ما يرثه الأولاد عن آبائهم ،
فكثير من الأسر يشيب فيها الأبناء حتى في سن العشرين والثلاثين من جيل إلى جيل .
إذن العامل الوراثي له مكانته في الشيب ، فترى رجلاً تجاوز السبعين وشعر رأسه لم يخالطه الشيب ، وقد ترى أربعينياً محا الشيب كل سواد في رأسه ، ولتلافي هذا البياض يلجأ البعض إلى ( صبغات الشعر ) التي تفننت الشركات الصناعية في تصنيعها للنساء والرجال على حد سواء ، ولكن في مجتمعاتنا يعتبر صبغ الرجل لشعره بهدف إخفاء الشيب ممجوجاً ويدخل في باب التصابي فيقال : ( فلان بيصبغ ) وهو ما استغلته بعض الشركات فطرحت مراهم ادّعت أنها تعيد للشعر الأبيض لونه الطبيعي بعد استعمالها زمناً ، لكن تبين أنها مراهم غير صحية ولا مفعول لها كما تدعي الشركات المصنعة لها .
بجميع الأحوال ، فإن الشيب عند العرب هو علامة وقار وحكمة وإن من شاب شعره قد عارك الحياة وخبرها وصار أهلاً للمشورة .
وقد سئل أعرابي عن سبب اشتعال الشيب في رأسه فقال : هذه رغوة الشباب ، وسئل آخر فقال : هذا غبار وقائع الدهر ، وقيل لشيخ هرم : كم عمرك ؟ قال : بقدر بياض شعر رأسي ، وقيل لتاجر كم رأسمالك ؟ فقال : بقدر شيب شعر رأسي ويقول شاعر مشهور :
عيرتني بالشيب وهو وقار
ليتها عيّرت بما هو عار
لئن تك قد شابت الذوائب
مني فالليالي تزينها الأقمار
جعلنا الله ممن يعتزون بالشيب ووقاره .
عن جريدة الجماهير
الأحد 27 – 7 – 2014
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ