الاثنين 1يناير 2024: هيئة التحرير وادارة موقع المجلة تبارك للجميع بحلول عام جديد متمنين لكم عاما مليئا بالخير والمحبة راجين من الله أن يعم السلام كل سورية ودمتم بخير ..  * 

الأغنية الوطنية نموذج حماسي لاينطفئ

نتامنتا

للأغنية الوطنية حيز كبير في ذاكرة الإنسان، وتشكل نموذجاً ثقافياً يرتبط بالذاكرة الجمعية للفرد، إذ تحفظ في اللاوعي بسبب تكرارها، ذلك أن التراث ينتقل


شفاهاً من جيل إلى جيل، ويكون له تأثيره الكامن في النفوس والضمائر والوجدان. وقد كان لهذه الأغنية في عصور سابقة دور مهم في إزكاء روح الحماس والدفاع عن الوطن، بحيث كان الناس يجتمعون من خلالها على حب الوطن والتصدي للعدو الذي يود النيل منه بكل روح وطنية حماسية، ففي تلك الأغنية نجد أسماء الأماكن والأبطال والذكريات الواحدة التي تجمع أبناء الوطن، وكأنها نموذج صغير للوطن الذي يسكن داخل الإنسان، ويعبر عن الوطن الأكبر الذي يجمع أبناءه جميعاً. فالإنسان اكتشف منذ القدم دور الموسيقا في أي حدث أو مرحلة وحتى أثناء الحروب، وكانت هناك دائماً موسيقا تقود الإحساس الوطني نحو الشعور بالانتصار، واستمر هذا الأمر حتى اليوم فأصبح هناك أغنية وطنية تواكب كل لحظة من تاريخ الوطن.‏
وفي دراسة بسيطة للأغنية الوطنية العربية عبر التاريخ نجد أن هناك صفات معينة غلبت على الأغنية الوطنية حسب المرحلة التاريخية، فقد كانت هذه الأغنية تحمل الصفة القومية ولم الشمل والاتجاه الوحدوي في مرحلة انتشار الفكر القومي والتيارات العروبية، وخاصة في فترة الوحدة بين سورية ومصر وما بعدها، فهناك العديد من الأغنيات التي غناها مطربون كبار من أمثال عبد الحليم حافظ ومحمد عبد الوهاب، ومن الأغنيات التي غناها حليم (البندقية اتكلمت) و(فدائي) فحينما وقع العدوان الثلاثي على مصر في تشرين الأول 1956 م كان عبد الحليم في لندن في رحلته الأولى للعلاج من مرضه، وعندما أراد الرجوع إلى بلده.. كانت كل الطرق المؤدية إلى مصر مغلقة، فبقي في العاصمة اللبنانية بيروت، يتحين أول فرصة للعودة إلى الوطن، وحين عاد كان يتلهف إلى الإشادة بانتصار مصر ودحر العدوان، فغنى في يومين متتاليين: الله يا بلادنا، إني ملكت في يدي زمامي .‏
كما نتذكر أغنية (الوطن الأكبر) لعدد من الفنانين العرب والتي لحنها محمد عبد الوهاب، وهناك الكثير من الأغاني الوطنية التي غناها عبد الوهاب تمجيداً للوطن ولحبه، ومنها (أخي جاوز الظالمون المدى)، و(يابلدي) وجميع تلك الأغاني يتذكرها أبناء الوطن الواحد، ويتذكرون معها لحظات ثورة المشاعر الوطنية في لحظات وقوع الغدر العدواني على جسد الأمة.‏
ومع تطور التاريخ بدأت الأغنية تأخذ منحى ثورياً أكثر خاصة بعد حرب تشرين 1973 ومن ثم تجربة المقاومة الفلسطينية، والانتفاضات المتلاحقة، وتجربة المقاومة الوطنية في لبنان، إذ بدأت تولد أغان مخصصة للحروب والأزمات، وربما كانت المرحلة التي يمر بها وطننا سورية حالياً دليلاً على حضور الأغنية الوطنية كجزء من الدفاع عن السيادة الوطنية وعن الإنسان وتفعيل الحس الوطني.‏
وقد ظهرت في الأزمة السورية أغان عديدة قدمها فنانو سورية، جميعنا يعرفها، وقد بدأت القنوات السورية بثها وإعادتها، لما لها من تأثير في نفوسنا نحن أبناء سورية الذين بتنا ننتظر ساعة انتصار وطننا بكل شغف وأمل.‏
ولذلك فإن زرع الحماس الوطني لدى الجمهور من خلال الأغنية الوطنية لما لها من تأثير كبير في نفوس وضمائر الشعب، واجب وطني اليوم، وعلى إذاعاتنا السورية وقنواتنا التلفزيونية، إعادة بث الأغاني الوطنية بشكل يومي، لأنها منتج وطني وضرورة وطنية يحتمها الواجب والحس الوطني الصادق.‏ عن جريدة الجماهير
الخميس 12-7-2012

bianca70_2009@hotmail.com‏
ـــــــــــــ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *