الاثنين 1يناير 2024: هيئة التحرير وادارة موقع المجلة تبارك للجميع بحلول عام جديد متمنين لكم عاما مليئا بالخير والمحبة راجين من الله أن يعم السلام كل سورية ودمتم بخير ..  * 

الحوار أم الضرب؟ أيهما أجدى كوسيلة تربوية

121

العصا من الجنة, والعصا لمن عصا, والعصا دواء شاف وغيرها من الأمثال الشعبية التي عرفت في مجتمعنا تؤكد ماللضرب من فوائد في تربية الأبناء, وبنفس الوقت يقول المثل لا أستعمل سوطي طالما ينفع صوتي, مؤكدين ضرورة الحوار والنقاش مع الأبناء, وفي هذا التحقيق حاولنا رصد مجموعة من الآراء لمجموعة من الآباء والأمهات حول هذا الموضوع
الحوار يثمر أكثر‏
ربا موظفة تقول:‏
لم أضطر لأن أوجه أية ضربة أو أن أقوم بأي سلوك عنيف تجاه ابني لأني أعرفه جيداً وأعرف أنه يفهم بالحوار, وإذا تكلمت معه بهدوء أحصد نتائج أفضل فالطفل عندما يخطئ ونصرخ عليه ونضربه ستغلق أبواب الفهم والإدراك لديه, بينما إذا شرحنا له خطأه بهدوء وأقنعناه بسوء فعلته وتبعاتها ونجحنا في النقاش معه حول الطريقة الصحيحة فلا شك أنه سيفهم أكثر ولن نضطر في المرة القادمة أن نضربه.‏
الضرب يؤلم ولا يربي‏
سناء جعفر, ربة منزل تقول:‏
إذا ضربنا الولد فإننا نوجعه فقط ولا نربيه أو نقدم له أية فائدة , وكذلك عندما نعنفه بالضرب فلن يعرف غلطته وإنما سيتعلم كيف يخفي غلطه في المرة القادمة وسيتعلم كيف يكذب أو يواري فعلته, لأنه عندما عوقب شعر بالألم ليس إلا.‏
أضربه من أجل مصلحته‏
هنادي , ربة منزل تقول:‏
لا أستطيع أن أرى ابني يتصرف تصرفات خاطئة أو يهمل واجباته أو يكتسب عادات سيئة وأنا أتفرج عليه, إذ إنني أشعر بالمسؤولية تجاهه, بينما هو لا يعرف مصلحته , ولا يستمع سوى لكلام رفاقه, وسيستسلم للكسل والنوم, فلا أتمالك نفسي فأضربه كي أعيده إلى جادة الصواب وإلى حدود الأخلاق.‏
أضربهم عندما لا ينفع التنبيه‏
غياث أب لثلاثة أولاد يقول:‏
لا يوجد أب أو أم في العالم إلا واستعملا الضرب أو هددا به ولو لمرة واحدة, وأنا شخصياً أشعر بأن أولادي لا يفهمون عليّ وعندما أنبههم لأكثر من مرة أفقد أعصابي واضربهم وحتى عندما يعذبني ضميري وأقرر بألا اضربهم أجدهم يسعون إلى العقاب بأنفسهم وكأن جلودهم تحكّهم.‏
أحياناً العصا تكون البلسم الشافي‏
رائد الحسين أب لولدين يقول:‏
اضرب ابني عندما أجده مقصراً في دروسه أو يرفض الذهاب إلى المدرسة أو عندما يتحدث معي بوقاحة وقلة احترام, ويتفوه بألفاظ نابية مع أخيه الاكبر عندها ألجأ إلى العصا فهي البلسم الشافي فأنا إن تركته على هواه قد يخرج عن سيطرتي ويتمادي في تصرفاته وعليه أن يشعر أن ثمة من هو ذا سلطة عليه وقادر على مراقبته ومحاسبته كلما أخطأ وبهذا يحسب حساباً لأي تصرف‏
العقاب من جنس العمل‏
مروة جبر أم لابنتين تقول:‏
أحرص أن يكون العقاب من جنس العمل بالنسبة لابنتي إن أخطأنا دون أن ألجأ للضرب, فعلى سبيل المثال إن أثارتا فوضى في البيت أجبرهما على الترتيب والتنظيف, وإن وجدت ملاحظة على كتبهما أرغمهما على كتابة الدرس عشر مرات وإن اكتشفت أنهما كذبتا أو أخفتا أمراً عني أحرمهما من المصروف وأمنعهما من مشاهدة برامجهما المفضلة.‏
بعد فوات الأوان لن ينفع الضرب‏
ليلى عوض ، ربة منزل تقول :‏
أنا مع الضرب مادام الطفل لا يفهم بالحوار أو بالكلمة الطيبة ، ولو أني ضربت ابنتي منذ كانت صغيرة لما تعلمت كيف تتطاول عليّ وتتمرد على أوامري ، فتدليلي لها سابقاً وعدم استخدامي لسلطتي في تربيتها جعلها تتصرف على هواها سواء أعجبنا ذلك أو لم يعجننا ، فهي اليوم لا تأبه إذا مرضت أو تألمت من شدة تعبي من أعمال المنزل ، ولا تهتم إن نصحتها لفعل شيء ،بل تفعل عكسه ،لا تحترم كبيراً ولا صغيراً وإن وبختها أو انتقدتها يصل صراخها إلى الجيران ، فهي الآن شابة ولا ينفع معها الضرب ولا أستطيع أن أرفع يدي في وجهها ،فماذا أفعل بعد فوات الأوان؟‏
يداي تسبقان لساني‏
كنانة أم لولدين تقول :‏
كلما ضربت ولديّ أشعر بأنهما يزدادان غباءً وعناداً ، حاولت عدة مرات أن أسيطر على انفعالاتي وعصبيتي ،ولكنني لم أنجح ولا أشعر سوى أن يدي قد سبقتا لساني ، ولا أعرف ما هي الطريقة التي أضبط فيها انفعالاتي .‏
رأي مختص‏
ثروت القاضي اختصاصية تربية وعلم نفس تقول :‏
إن الطفل الذي يتعرض للضرب سيصبح في المستقبل إنساناً عنيفاً ،حيث إن للضرب آثاراً أو نتائج نفسية وسلبية ، فالطفل الذي يتعرض للعنف سيتولد لديه شعور بالإهانة ،وانعدام الثقة بالنفس وضعف في الشخصية والتردد في اتخاذ القرارات ، بالإضافة للشعور الدائم بالذنب ووجود النقص فالعنف الذي يتلقاه الطفل في الصغر يصبح معجوناً بشخصيته وسيستعمل العنف في تربية أولاده ، ومع محيطه ، لذلك يجب توعية الأسر إلى الطريقة المثلى في التربية ، وهي الحوار ،حيث إنها أفضل وسيلة ،فالضرب لا يسبب سوى ألم نفسي وجسدي وسيدخل الطفل في دوامة العنف.‏
عن جريدة الفداء الحموية الاثنين: 13-1-2014

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *