شهيد من شهداء الحرية شهداء مناضل في سبيل الأمة العربية المفكر والمصلح الاجتماعي عبد الحميد الزهراوي ولد في حمص 1272 ه 1855م بدأ بتعليم اللغة العربية , وقواعدها وعكف على التركية فحذقها كالعربية تعمق في الفقه والتفسير والحديث والكلام والعبقرية على أيدي علماء عصره بحمص أمثال الشيخ الخوجه والشيخ عبد الستار الأتاسي استحوذت السياسة على جانب من حياته فهو إنما ابتغاها ليدافع من خلالها عن وطنه ويدعو إلى إصلاح شؤون أمته .
قبض عليه من قبل السلطات التركية وحكم عليه بالموت ونفذ به الحكم شنقاً في السادس من أيار 1916م مع غيره من الشهداء .
أكثر مقالاته عن التربية السياسية وحاجة الأفراد والجامعات إليها تحدث عن :
1- إزالة الاستعباد : يقول إن الأمة ليست هي التي رفعت صوتها ونادت مطالبة بالحياة وإنما هؤلاء أفراد قوي إحساسهم بوجوب هذا النداء غير حاسبين للعواقب هم هؤلاء الجمع العظيم من الأمة في مقدمتهم ألوف من ضباط العسكر فكان وراء هؤلاء الضباط حشد كبير من مفكري الأمة
2- الاتحاد: الاتحاد في الأصل صيرورة الأشياء في شيء واحد والاتحاد الأسهل والأقرب هو تزايد المحبة والمودة بين العناصر المتعددة المتباينة في الأنانيات لإعلاء شأن الوطن
3- الاختلافات وعلاجها : كيف التفت الإنسان يجد شيئاً من آثار التحالف الوالد والأولاد يتحالفون الأخوة يتغايرون أولاد العمومة يتضادون ذو الأرحام يتقاطعون أهل البلد الواحد يتقسمون وأقسامهم يتباعدون يجد الحل ويقول :
4- إني أرى للفرد أن يكون حسن الأدب لخلافه وأرى للجماعة إن خالفت الأخرى أن ترتاد لنفسها في مجال الخلاف وتتحلى بالشجاعة في سلمها وخصومتها وإن هذا المقدار من ذلك يسهل احتمال الخلاف فإنه يمرن النفوس ولا نعتبر أن الاختلاف بحد ذاته مصيبة بل المصيبة أن نجهل الطرق الجميلة للسلوك حين الاختلاف
5- السياحة: لا نريد أن نمدح السياحة ونعدد فوائدها فإنها تكاد تكون بديهية وإنما نقصد أن ننوه بشيء واحد من منافعها وهو أنها التي أرشدتنا قبل كل شيء ولا تزال ترشدنا إلى طريق الانتفاع بكل ما في الأرض
6- حب الذات وحب الغير : حب النفس لا يقتضي إبغاض الغير والتفكير السليم هو أنه لا يتم حب النفس إلا بحب الغير وحب الآخرين يعني ارتقائهم وصلاحهم وازدياد معارفهم وابتعادهم عن التذابح والتناكر واقترابهم من التواد والتعارف لأن في ذلك تقرب البشر على هذه الصورة حظاً طيباً للشخص الكائن بينهم ويجب أن لا يكون هناك إفراط في حب النفس الذي يسوق إلى الأنانية ويجب عدم التفريط في حب النفس لأن لنفسك عيك حقاً أي لا يهمل الإنسان نفسه كأنه ليس موجوداً وأن يكون له دور فعال أينما وجد .

منشورات وزارة الثقافة- 1996م
ملاحظة:(حلقة كتاب تمت في المركز الثقافي العربي في كفربهم تمت 16/6/2014)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ