الاثنين 1يناير 2024: هيئة التحرير وادارة موقع المجلة تبارك للجميع بحلول عام جديد متمنين لكم عاما مليئا بالخير والمحبة راجين من الله أن يعم السلام كل سورية ودمتم بخير ..  * 

مار ثيوفيلوس جورج كسَّاب… المطران الإنسان.. رجل المواقف والإيمان 1946-2013

 

teofelos

 

في طفولته كان يحب صيد العصافير , ولا يعلم أنه سيصبح في المستقبل صياد الناس نحو الحق والإيمان ,وفي السنة الثانية عشرة من عمره اتجه للدير بعد أن أمضى الشقاوة الايجابية بمحبة, وقد أحب روح القيادة لأترابه الصغار , عنده الشجاعة, كان ينام في الكروم في أيام الصيف في موضع يدعى تل البلان التابع لحقول زيدل ،يصاحبه الكلب ويسهر عند البدو, وكان يشارك الأسرة في كل الأعمال الزراعية من قطف العنب والقرع واللوز وعمل الحصيد ودراسة البيادر, انطلاقاً من محبته للعمل وتقديسه له. وكان عنده اللباقة في التعامل ,وهو متكلم بارع , ومما يتميز به عبر حياته في المراحل الأولى أنه يستطيع أن يحل بعض المشكلات ,ويتدخل بشكل ايجابي إذا استدعى الأمر, ومن رفاق الطفولة كان فريد غانم و صايل قسيس وسالم بركات وعيسى بركات, كان زعيمهم في غزو الحارات والطفولة البريئة .
لقد كان بعيداً عن الأنانية, وحب الامتلاك لأنه كان يعيش في بيئة لا تحب المال, لأنها ترفع راية المحبة في كل الظروف ,وهذا الأمر طبع في الأسرة, تحب مساعدة الناس, وهذا صدى لكل الأحفاد. وهذا ظهر لاحقاً ,في صدى حياته, عندما ترك الميراث لأخوته.
والجدير بالذكر أنه مثل والده الذي كان في لجنة الوقف, وكان ينهض بكلمة الحق, وكلامه مسموع من أهل القرية , ووفَّر سيادة المطران الراحل جواً من المرح الايجابي في الأسرة في طفولته, حيث كان مجلس أهله عامراً بالزوار, فهم أهل كرم وضيافة, وكذلك والدته مريم محيسن مؤمنة, ماتت ولم تقترب من المال , فهي وراء إرساله إلى الدير, وهي التي زرعت الهاجس الديني والتوجه نحو الكنيسةعنده منذ طفولته , وقد كان أبوه وأمه وجدته المثل و القدوة الحسنة له في التوجه, وزرعوا فيه حب المبادرة والتسامح والمحبة, لأن والده كان يربط بين الحزم والحنان مقابل القيام بالواجب البيتي في العمل ,وصورة الوالد المحب للناس المتسامح ,وصلت إلى سلوك سيدنا الراحل .
وعندما أمسك بزمام الأمور في الأبرشية اهتم بالأطفال, قام ببناء الصرح الديني, وأسرة التعليم الديني في قرية زيدل, وفي غيرها, ويتساءل أهل زيدل في القرية : كيف عاد ذلك الطفل الشقي رجل دين ؟ كيف عاد حاملاً كل هذه الأفكار ؟ كيف عاد محافظاً على عفوية الطفولة ؟ تلك العفوية التي حملت التواضع حملها من دير الشرفة, حمل العفوية ,فيمزح وويمرح مع كل الرعية بمحبة ,جاء أباً ,وحمل الرسالة المسيحية ,وفهم ما يريد السيد المسيح أتى إلى الكنيسة, وليس للقداس فقط ,أتى بالجديد عن يسوع, وأتى محارباً العادات السلبية, أتى برسالة مسيحية صادقة, أتى لكل الناس, كانت قدوته مسيرة السيد المسيح, وكل تجربته في دير الشرفة تجسدت وترجمها عملاً , أتى ليسمع القرية توجهاً نحو المحبة والسلام ,والعلاقات الجيدة, أتى مبشراً بالخير, والحسن ,كان يطلب رفع التفكير عند الناس, كما يريد يسوع ,أتى ليقوم بدور الراعي للنفوس, كانت عنده رسالة ويسعى لتحقيقها .

 

 

 

 

 

– سيرة ذاتية عن حياة المطران الراحل مار ثيو فيلوس جورج كساب:

رئيس أساقفة أبرشية حمص وحماه والنبك وتوابعها للسريان الكاثوليك (1946 ـ 2013)
ـ وُلد في زيدل ـ حمص في 17/1/1946، وهو ابن الياس كسّاب ومريم بنت عيسى محيسن
ـ تلقّى علومه الإبتدائية في مدرسة زيدل الرسمية.
ـ قصد دير الشرفة عام 1960، وفيه أكبّ على تحصيل العلوم الثانوية، ثمّ الفلسفة واللاهوت
ـ عام 1973 انتقل إلى أبرشيته في حمص، وقضى فيها سنة اختبار، حيث عمل في مختلف الحقول الرسولية والرعوية، متنقّلاً بين حمص وزيدل.
ـ في 6/10/1974، سيم كاهناً بوضع يد المطران يوسف أبيض، في كنيسة مريم العذراء بزيدل، وعمل في خدمة النفوس في رعيته زيدل.
ـ ثابر ناشطاً في خدمته الرعوية مدّة ستّ وعشرين سنةً متواصلة، وكان موضع تقدير من أبناء رعيته، لما حقّقه من تطوّر اجتماعياً ودينياً، وما سجّله من مواقف، لا سيّما في حقل الوحدة والحوار
ـ أولى اهتماماً بالغاً بتطوير الكنيسة وبيت الكاهن، مضيفاً إليهما بناءً للمدرسة وآخر للنادي، وشيّد مدافن لأبناء الطائفة.
ـ اهتمّ بنوع خاص بالفتوّة والشبيبة، وأقام دورات منتظمة للتعليم المسيحي وجوقة تراتيل كنسية
ـ عام 1995 رسمه المطران موسى داود خوراسقفاً، وأقامه نائباً عاماً له على أبرشية حمص وحماة والنبك، فقام الخوري جورج بمهام النيابة علاوةً على مهامه الرعوية خير قيام.
ـ على أثر انتخاب مطران أبرشية حمص وحماة والنبك مار باسيليوس موسى داود بطريركاً في 15/10/1998، أقام البطريرك الجديد نائبه العام الخوراسقف جورج كسّاب، مدبّراً بطريركياً على أبرشية حمص، ريثما يُنتخَب مطران جديد لها.
ـ في السينودس المقدس المنعقد في 8/5/1999، انتخب آباء السينودس الخوراسقف جورج كسّاب مطراناً رئيساً لأساقفة أبرشية حمص وحماة والنبك وتوابعها للسريان الكاثوليك، وأيّد قداسة البابا يوحنّا بولس الثاني هذا الإنتخاب.
ـ في 3/3/2000، رُقَّي إلى الدرجة الأسقفية بوضع يد البطريرك مار اغناطيوس موسى الأول داود، في كاتدرائية الروح القدس في حمص، واتّخذ شعاراً أسقفياً قول مار بولس الرسول: “أنا قويّ بالمسيح الذي يقوّيني (2 قور (13: 24-).
ـ قام بأعمال جليلة، ورفع مستوى أبرشية حمص من الناحية الروحية والإدارية والرعوية، وطوّر أوقافها حتى تؤمّن الأبرشية حاجاتها المادية بذاتها دون مساعدات خارجية.
ـ اهتمّ بحياة الكهنة وخدمتهم، ورعاهم رعاية الأب الحنون، ووفّر لهم التأمين الصحي، وأنشأ صندوق تقاعد الكهنة.
ـ جدّد الكنائس والرعايا، وقام خاصةً بترميم وتجديد مبنى المطرانية في الحميدية ـ حمص، ورمّم كاتدرائية الروح القدس التي جاءت تحفة فنّية كنسية تراثية، قبل أن تنال منها يد الخراب والدمار التي تعبث بحمص وسوريا، فدُمِّر جزءٌ مهمٌّ منها ومن مبنى دار المطرانية ومن أوقاف الأبرشية.
ـ في السينودس المقدّس المنعقد في حزيران عام 2009، انتُخب عضواً في السينودس الدائم للكنيسة السريانية الكاثوليكية.
ـ انتقل إلى بيت الآب السماوي مساء يوم الثلاثاء 22/10/2013، أثناء خضوعه للعلاج في مستشفى سان جورج ـ عجلتون ـ كسروان ـ لبنان.
رحمه الله وأسكنه في ملكوته السماوي مع الرعاة الصالحين والوكلاء الأمناء، وليكن ذكره مؤبّداً.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *