حوار مع الذات
بداية ” أشكر الله على كل شيء… فهو الذي قال في لوقا (11:11-13 ) فأي أب منكم ، إذا طلب منه إبنه سمكة” ، أيعطيه حية”؟ أو طلبَ منه بيضة” أيعطيه عقربا” ؟ فإذا كنتم أنتم الأشرار تعرفون أن تُعطوا أولادكم عطايا صالحة , فما الأحرى بأبيكم السماوي الذي لا يعطي إلا الخير للذين يسألونهُ …
تُوصف هذه الأيام بالصعبة,فالبحرُ هائجٌ و الأمواجُ عاليةٌٌ, إذ تتقاذفنا هذه بين مدٍ و جذرٍ , و تتخبط الأفكار بين صخرٍ و جلمودٍ , فبعضها يتحطم و الآخر يتعلثم تارة” و يصحو تارة” أخرى …
الناس تقول :
1– إلى أين تسير هذه السفينة العظيمة…
2– كنا سعداء و نعيش بأمانٍ و سلام , أما الآن فلا نشعرُ بالطمأنينة…
3– الموت يهددننا في كل لحظةٍ … فيا هول الكارثة…
4– تفكير و اضطراب طوال الوقت… حتى أصبح الناس يفكرون بالرحيل…و لكن إلى أين…
هل يترك الإنسان وطنه و أحبائه…
هل يترك ذكريات الطفولة و الشباب…
البعض يجيب:
الله موجودٌ في كل مكان … فالمكان الذي أجد فيه الراحة و الطمأنينة هو وطني و كياني…و هنا نسألهم هل أنتم ضامنون حياتكم في تلك البلاد…
و البعض يقول : هذا وطني و هذه أرضي … سأبقى بها حتى آخر قطرة من دمي… فهذه أرض آبائي و أجدادي…
يسوع قال : لا تفكروا بالغد… يكفي اليوم شره…
هذا لا يعني أن لا نفكر بمستقبلنا … بل أن يكون اتكالنا على الرب أكثر …
إذا كنت من هؤلاء الذين يقولون بأن الجنة و النار هي ههنا على الأرض… أقول لك يا أخي ما معنى هذه الحياة إذا كان الإنسان سيتلاشى بعد الموت… و أيضا” لا يستطيع الإنسان أن يحكم على شيء إلا بالتجربة العملية… فأرجوك أن تجرب درب الرب يسوع لتشعر بمعنى السعادة الحقيقية…
بالفعل من يسير طريق الرب لايخاف من أي عواقب محتملة لأن الرب من خلقنا وقال لنا : (لاتخافوا من الذين يقتلون الجسد , بل خافوا من الذين يقتلون الروح ), ولذلك يجب أن نؤمن بالرب الذي يحمينا ويرعانا …
أشكرك جزيل الشكر ياأستاذ مفيد على هذه الكلمات المعبرة التي تنيرنا …
اعمل لدنياك وكأنك تعيش ابدا واعمل لآخرتك وكأنك تموت غدا