الاثنين 1يناير 2024: هيئة التحرير وادارة موقع المجلة تبارك للجميع بحلول عام جديد متمنين لكم عاما مليئا بالخير والمحبة راجين من الله أن يعم السلام كل سورية ودمتم بخير ..  * 

أساليب التربية الأسرية الخاطئة على الصحة النفسية للطفل “1من4?

large_1238286564

 

أولاً: المقدمة:
يأتي الطفل إلى العالم ويلج الحياة صفحة بيضاء ناصعة لا تحمل أية معلومات أو أية توجهات ما خلا تلك التي تمليها قوانين الوراثة وذلك بنسب متفاوتة، تلك الصفحة البيضاء تنتظر من يملأ جوانبها بما يضمن سهولة وإمكانية استمرارها وتفاعلها مع الحياة الاجتماعية ومع البيئة التي توجد فيها وهنا يبدأ دور أولى المؤسسات الاجتماعية التربوية ، ممثلة بالأسرة التي تغرس في نفس وليدها أولى البراعم التي ستصبح أزهاراً تكون في جودتها كجودة البذور التي زرعت منذ البداية ( ).
لأن الطفل كي ينمو ويرتقي بوصفه شخصية اجتماعية سوية يرتبط بما يتوافر له من عوامل التربية ومقوماتها في الوسط الإنساني الاجتماعي الذي يعيش فيه، فالبيئة الاجتماعية المحيطة بالطفل تؤدي دوراً هاماً في إعداده للحياة الاجتماعية عن طريق تزويده بقيم المجتمع واتجاهاته ، وذلك الوسط الإنساني الاجتماعي تمثله الأسرة التي يتلقى بها الطفل أول درس في الصواب والخطأ – والحسن والقبيح – وما لا يجوز وما يجب أن يفعله – وما يجب عليه أن يتجنبه إذ عن طريقها يتعلم الطفل أنماط سلوكية يتبعها في حياته، وتمتلك الوسائل التي تساعده في تحقيق توافقه داخل الأسرة وخارجها لأنها تقوم بعملية تنشئته وتطبيعه الاجتماعي من خلال عمليات الضبط بما يتضمن ذلك من ثواب وعقاب بشكل متدرج تتكون من خلاله لدى الطفل نظرة نحو نفسه والآخرين والعالم بفضل علاقته بوالديه ورعايتهما له وبقدر ما تتضمنه هذه العلاقة من دفء وتقبل وإشباع ، أو نبذ وإهمال تكوّن استجابات الفرد نحو الآخرين ومواجهة المشكلات والصعوبات التي تعترض طريقه وتعيق توافقه وما إذا كان سينمو نمواً نفسياً سليماً أو سينمو نمواً نفسياً غير سليم فهي مسؤولة إلى حد كبير عن سمات الشخصية التي يدخل فيها عنصر التعلم كالعدوان والإنبساط والإنطواء وغير ذلك من السمات المكتسبة.( )
وهكذا تتحدد نمط شخصية الطفل واتجاهاته ومعاييره نتيجة نوع علاقاته مع والديه والأساليب التي يتبعها الوالدان في تنشئته والتاريخ الارتقائي لهما وسعادتهما النفسية.( )
ومما لا شك فيه أن سلوك الوالدين والأساليب التي يتبعانها في تنشئة الأطفال بعضها سوية وبعضها الآخر غير سوية بل يمكن القول إنها تترك آثار سلبية كثيرة في شخصية الأبناء ومستوى الصحة النفسية لديهم لأن هذا السلوك يؤثر على سلوكياتهم في مختلف النواحي فإذا كانت هذه النماذج صالحة تركت أثراً طيباً وإيجابياً على شخصية الطفل ومجمل سلوكياته و إذا فسدت هذه النماذج وتقمصها الطفل امتص منها كثيراً من القيم الفاسدة والاتجاهات السالبة.( )
مما تقدم نستنتج أن للتربية الأسرية في حياة الطفل الجانب الأكبر والأهم في إكسابه المثل العليا والمعايير الأخلاقية وفي إثراء صحته النفسية لذلك ينبغي أن نؤكد في البداية أنه يستلزم أن تسود القيم الرفيعة جو الأسرة فإذا تمكنت الأسرة من جعل أساليبها سوية وبعيدة عن الاتجاهات الخاطئة فإن ذلك سيؤثر بالإيجاب على أطفالها وينعكس بالتالي على استمتاعهم بصحة نفسية سوية.( )
ونحن إن كنا نرغب – وكلنا نرغب – في إنشاء مجتمع متماسك متكامل البنيان، الأمر الذي يتطلب منا إعداد أطفالنا ليكونوا صالحين وصحيين نفسياً من خلال التربية السرية التي تنعكس على كافة جوانب الحياة وخاصة الصحة النفسية ، لأن سلامتها أولى الخطوات للوصول إلى البناء السليم للإنسان اجتماعياً وثقافياً وجسدياً ونفسياً ، مما تقدم تظهر الحاجة إلى البحث الحالي الذي سيتصدى لأساليب التربية الأسرية الخاطئة وآثارها السلبية على صحة الطفل النفسية ، وتحدد المشكلة البحثية بمايلي:
ثانياً : مشكلة البحث :
وتتحدد مشكلة البحث بالتساؤل الرئيسي التالي
* كيف تؤثر التربية الأسرية على الصحة النفسية للأطفال؟
ثالثاً:أسئلة البحث :
1- ما أساليب التربية الأسرية الخاطئة التي تؤثر على الصحة النفسية للطفل ؟
2- ما الآثار السلبية لتلك الأساليب على صحة الطفل النفسية في مرحلة الطفولة الثانية ؟
3- ما الأساليب والبدائل التربوية الأسرية لتجنب الآثار السلبية للأساليب الخاطئة في الأسرة على صحة الطفل النفسية.
ثالثاً: أهمية البحث:
تنبع أهمية البحث من:
1- استفادة أولياء الأمور من معرفة الأساليب التربوية الخاطئة المتبعة في الأسرة.
2- استفادة المعلمين وأولياء الأمور من معرفة الآثار السلبية لأساليب التربية الأسرية الخاطئة على الصحة النفسية للطفل.
3- استفادة المعلمين وأولياء الأمور من قائمة الحلول والبدائل التربوية لتجنب الأساليب الخاطئة للتربية الأسرية.
رابعاً: حدود البحث:
الحدود الزمانية :
1- سيطبق على عينة مكونة من (45) أسرة من مختلف الشرائح الاجتماعية من حيث الدخل والمستوى الثقافي والاجتماعي في محافظة حماة.
2- سيطبق على عينة مكونة من (45) تلميذاً من تلاميذ الحلقة الأولى والثانية من التعليم الأساسي (الصفوف الرابع والخامس والسادس) في محافظة حماة في مدرسة عبد الغني الغزة _مدرسة فريد محفوض الريفية في بلدة كفربهم في محافظة حماه – مدرسة ممدوح جروا في منطقة مصياف 0
الحدود الزمانية : من (1/3/2013- 30/4/2013)
خامساً: مصطلحات البحث:
1- أساليب التربية الأسرية: هي الطرق التربوية التي يتبعها الوالدان لإكساب أبنائهما الاستقلالية والقيم والقدرة على الانجاز وضبط السلوك، وطرق التعبير العاطفي التي يتبعها الوالدان نحو الأبناء وطرق معاقبتهم وكبح عدوانيتهم ومدى قلقهما عليهم.( )

ويعرفها مصطفى فهمي: بأنها التعبير الظاهري لاستجابات الوالدين نحو سلوك أبنائهما الذي يهدف إلى تأثير توجيهي في مواقف الحياة المختلفة.
والتعريف الإجرائي الذي اتبعه الباحث بأنه:
مجموعة من الأساليب المتبعة في تربية الطفل وتنشئته ويكون لها أثر في تشكيل شخصيته.( )
2- الصحة النفسية:
هي سلامة النفس وخلوها من الصرعات والآفات بما يبعدها عن الشد والتوتر على أن يداخلها شعور هادئ بالاطمئنان والاستقرار والرضا والسعادة.( )
3-مرحلة الطفولة ” الثانية ” المتوسطة:
تمتد الطفولة المتوسطة بين السنتين الخامسة أو السادسة وبين الحادية عشرة أو الثانية عشرة والطفولة المتوسطة فترة من النمو الهادئ تتوسط النمو السريع المميز لفترة ما قبل المدرسة وبدايات المراهقة وصخبها.( )
سادساً: خطوات البحث:
1- الفصل الأول:
المقدمة، مشكلة البحث، أهمية البحث، حدود البحث، مصطلحات البحث، خطوات البحث.
2– الفصل الثاني:
البحوث والدراسات السابقة والتعقيب عليهما.
3- الفصل الثالث: ويتضمن الإطار النظري.
أولاً: التربية الأسرية: ” مفهومها، خصائصها أسسها ومقوماتها التربوية السوية ”
ثانياً: الصحة النفسية للطفل: مفهومها، أسسها وشروطها.
ثالثاً: مظاهر النمو النفسي لدى طفل المرحلة الثانية (المتوسطة) للطفولة.
رابعاً : أساليب التربية الأسرية الخاطئة وانعكاساتها السلبية على الصحة النفسية لطفل هذه المرحلة.
خامساً: الأساليب والبدائل التربوية التي تجنب الآثار السلبية للأساليب الخاطئة في الأسرة على صحة الطفل النفسية:
أ- حلول وقائية.
ب- حلول علاجية.
4

ـــــــــــــــــــــــــــــ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *