الاثنين 1يناير 2024: هيئة التحرير وادارة موقع المجلة تبارك للجميع بحلول عام جديد متمنين لكم عاما مليئا بالخير والمحبة راجين من الله أن يعم السلام كل سورية ودمتم بخير ..  * 

– إخوة في الوطن.. إخوة في الإيمان

teofelos

هذا هو عنوان الحديث الذي اختاره سماحة مفتي الجمهورية أحمد بدر الدين حسون…ما أجمل ! وما أحلى هذا العنوان من فم ابن هذه الأرض الطيبة …! فكل مرة أسمعه يتحدث عن الإنسان، وعن عظمة الإنسان الذي وضع الله كل شيء بين يديه، وعلى كلّ أعمال يديه سلّطه .
– أَزدادُ قناعةً بأنّ ما يقوله نابِعُ من عمق وجدانه القومي, والروحي والوطني، فالإنسان هو تحفة الوجود ، وغاية الوجود.. ومن هذه النظرة فهو يرفض على مثال رئيسنا العظيم الدكتور بشار الأسد فكرة التعايش، والتحاور، والآخر الغريب, وذلك انطلاقاً من حبّه واحترامه لإنسان هذه الأرض الطيبة بغض النظر عن الانتماء الديني والطائفي والفكري، لأننا جميعاً إخوة في عيلة واحدة ,ولا غريب بيننا. وفي العيلة الواحدة هناك. العيش المشترك، والأخوة، والتعاون، والتحابب.. فأبناء هذا الوطن جسمٌ واحد، وعائلة واحدة، والتعايش هو بين الغرباء. وقد عبّر عن هذا جلياً سيادة الرئيس بشار الأسد في لقاءنا الأخير معه…
فلا عجب إذا كانت سورية سبّاقة في هذا النهج الروحي والاجتماعي والقومي والإنساني، وتاريخنا يشهد بأننا على أرض مقدّسة هي موقع لتجلي الله، فهي مهبط الوحي، ومهد الديانات السماوية… كأنما الله اصطفاها ليّحل فيها العقل والحق والحياة والحب والجمال.

– من هذه الأرض أشرقت المعرفة، ومنها رسم المنطق البشري الحرف، وتكونت الكلمة، ولولا الكلمة لما كان حوار السماء مع الأرض. فالكلمة أصبحت إنجيلاً في المسيحية، وقرآناً في الإسلام..
– فلا عجب يا سماحة المفتي أن تنطلق المسيحية من إنطاكية ، ولا عجب أن ينطلق الإسلام حتى أسبانية من دمشق، ولا عجب أن يستنير بولس الرسول على طريق دمشق، والعالم يحتفل هذه السنة بالسنة البولسية، وكلهم في مسيرة حجّ إلى دمشق على خطى بولس.
– ففي قلب كل إنسان دمشق وصدقت فيروز عندما غنّت بصوتها الرخيم:
ظَمِأَ الشرق يا شآم اسكبي وإملائي الكأس له حتى الجَمَام
أهلُك التاريخ من فُضلتهم ذكرهم في عروة الدهر وسام
أُمويّون فإن ضِقتِ بهم الحقوا الدنيا ببستان هشام

هذه هي سورية التاريخ … هذه هي سورية اليوم… هذه هي سورية أمس واليوم وغداً وبعد غد… إنها رسالة حب وسلام ورحمة إلى العالم… وهي رسالة إخوة في الوطن… وإخوة في الإيمان وقد عاش أبناء سورية في كل العهود أسمى معاني الأخّوة في الوطن… ولقد عاش أبناء سورية الأخوّة في الإيمان… الواعي والناضج والمنفتح…الإيمان الذي يغفر ويسامح ولا يحكم ويدين…الإيمان الذي يقبل ولا يرفض…الإيمان الذي يحب ولا يكره ولا يكفِّر…

– فيا شعبنا الطيب، من أقدس مسؤولياتنا… ومن أقدس واجباتنا الروحيّة والوطنية أن نجعل من بلدنا وطناً للتسامح الإنساني و الإيمان الإلهي… وطن الإيمان المنفتح الذي لا تترسخ أساساته على التعصب الطائفي الذي هو أحطّ وأخطر مظاهر التديّن، بل تترسخ على الإيمان بالله وبالإنسان الحر والكريم والمحبّ..
– علينا أن نبدع وطناً يكون نموذجاً للخير الروحي لا للخيرات الزمنية وحدها…وطناً يكون لا مزرعةً للطوائف بل مختبراً للإنسان المؤمن بالله، وطناً يُقال فيه كلما ذُكر اسمُه في الأوطان: وأحسن الدين والدنيا هناك… في سورية.وطناً يتماسك فيه الدين والدنيا، فيصبح أقرب مواقع الأرض من السماء، فيا رب منّ علينا أن ندرك المسؤولية التي ألقيتها على كاهلنا وكلفتنا بها ….

أعطنا يا رب نعمة الأمانة والشهادة لكل ما أنعمت علينا به من وديعة، ومن رسالة تكون رسالة لهذا العالم الجائع والعطشان لمثل هذه الشهادة في حياة الأخوة في الإيمان، والأخوة في الوطن، فنعيش إخوة في الوطن، وأخوة في الإيمان، على أضواء وأنوار فكر سماحة مفتي جمهوريتنا العربية السورية الجليل، وحديثه الذي يدخل حراً سلساً إلى الفكر والروح.
***
ملاحظة  :حضر واستضاف المطران الراحل جورج كساب سماحة الشيخ بدر الدين حسون مفتي الجمهورية السورية في محاضرة بعنوان /أخوة في الوطن أخوة في الايمان ) في صالة زيدل-حمص يوم 22-3-2009م وكانت تلك كلمته.
ـــــــــــــــــــــــــــ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *