الاثنين 1يناير 2024: هيئة التحرير وادارة موقع المجلة تبارك للجميع بحلول عام جديد متمنين لكم عاما مليئا بالخير والمحبة راجين من الله أن يعم السلام كل سورية ودمتم بخير ..  * 

الكنة والحماة قصة لا تنتهي

images

يقال إن أمنا حواء كانت أسعد النساء إذ لم تكن لها حماة , هذه المقولة تعكس مدى التعقيد الذي تتسم به العلاقة بين الكنة والحماة في مختلف المجتمعات والأزمان.
هل يمكن أن توافق المرأة على عيش حماتها معها في بيت واحد بلا تحفظات, وما الظروف التي تمنعها من ذلك؟‏
وإلى أي مدى لا تزال النظرة المخيفة عن الحماة موجودة, وما موقف الابناء والزوج في حال اندلعت حرب بين هاتين المرأتين في الأسرة؟‏
الوجه والوجه الآخر‏
تقول إحداهن:‏
في البداية أبدت لي حماتي الحب والود.. ولم يمض عام على زواجي حتى نزعت حماتي أقنعتها الملائكية ونشبت مخالبها في وجهي.‏
وزوجي كثير التعاطف معها حتى و إن لم تكن على حق ولا يمكن أن يكون حكماً عادلاً بيننا, وهو باستمرار إلى صفها حتى لو كان شاهداً على خطئها.. وما يؤلمني أنها سيطرت على طفلي وتحرضه ضدي..‏
ورطة لا بد منها‏
تقول وداد الشعار : لم أع مدى الورطة التي أوقعت نفسي فيها عندما تزوجت وحيد والدته, فمن اليوم الأول أخبرني أنه لن يترك أمه تعيش بمفردها وأن سكنها معي أمر حتمي لا مجال للمناقشة فيه.‏
حتى في شهر العسل‏
أما عبير الخاني فتقول إن حماتها ذهبت معها إلى شهر العسل.. وتضيف: عندما سافرت أنا وزوجي إلى بلد عربي بعد عرسنا.. سافرت معنا حماتي بحجة أنها مريضة وأنها ذاهبة معنا من أجل العلاج.. ولكنها لم تتركنا لوحدنا لحظة واحدة.. حتى المطاعم كانت تذهب معنا إليها وتسهر.. وعندما عدنا إلى البيت حاولت كثيراً أن تفرض رأيها وتتدخل في كل كبيرة وصغيرة في أثاث البيت وفي تربية الأولاد وزوجي عندما اطلب منه التدخل دائماً يقول لي إنها امرأة كبيرة وعلينا مراعاتها وعدم ازعاجها.‏
تدخل دائم‏
ندى الحمصي تقول: إن حماتها تسكن في الطابق العلوي لبيتها ولكنها جعلت منزل ولدها امتداداً لبيتها فدائماً تفتح الباب وتدخل دون إذن أو دستور وفي أي وقت تشاء بحجة أنها مريضة وتارة ضجرة.. وما إن تسمع أننا نريد الذهاب إلى السوق أو إلى نزهة مع الأولاد حتى أجدها تسبقني إلى السيارة وهي بكامل أناقتها.. وتسارع بالجلوس في المقعد الأمامي بجانب ابنها.‏
وزوجي لا يجرؤ على شراء شيء لي من دون أن يشتري لها مثله حتى لو كان لا يناسب عمرها.‏
صرخة حماة..‏
هناك بعض الزوجات السطحيات وغير الواعيات يصورن والدة الزوج بأنها شريرة وأن الزوجة هي الضحية وتتعمد اختلاق المشكلات وتضخيم الأمور أمام الزوج.‏
تقول السيدة أم حسين عن واقعها كحماة تعيش في بيت كنتها: كنتي تضطهدني وتحرض ابني ضدي بادعاءات زائفة ما جعلني أشعر أنني غريبة في منزل ابني, لأنها تعاملني كضيف ثقيل, ومن دون سبب وتخفي عني حملها بأحفادي وقد أخبرتني ذات مرة أنها تخاف حسدي.‏
أحياناً أهرب من بيت كنتي وألجأ إلى المبيت عند ابنتي عندما تكثر عليّ الضغوط.‏
تتساءل بأسى وحيرة هل أترك منزل ابني الذي أنجبته من بطني وسهرت الليالي لأجله وأعيش في منزل زوج ابنتي؟‏
أمنية غريبة..‏
تتمنى باسمة الجابي متزوجة منذ خمس سنوات أن تعيش حماتها معها في البيت نفسه, أما سبب هذه الأمنية الغريبة أن حماتها طيوبة وتعاملها مثل ابنتها تماماً.‏
وتقول إن حماتها تحترم خصوصية أولادها وتكسب تعاطف زوجاتهم.‏
تؤمن باسمة أن حب الزوجة لزوجها الترياق الذي يعالج سموم المشكلات بينها وبين حماتها ومن تحب زوجها لا تفصله عن أمه ولابد من احتمالها حتى لو كان معشرها صعباً.‏
وبرأيها إن سبب رفض بعض الكنات للحموات بالسماح للعيش معهن بنفس المنزل هو وجود أي طرف دخيل يحدث بعض الكبت في التعبير عما تتطور إليه العلاقة بين الزوجين, ما يعني أن أي سوء فهم بينهما مفتوح على احتمال التصعيد, بينما من السهل معالجته في حال عدم تدخل أحد.‏
ويقول زوج باسمة: إنه من أحرج المواقف التي يقع فيها الزوج اضطراره إلى لعب دور القاضي بين أمه وزوجته, فلكل منهما مكانته في القلب والزوج يرغب في الحفاظ على الاثنتين معاً.‏
رأي اختصاصية‏
وحول موضوع الحماة والكنة كان رأي وداد العلي اختصاصية في التربية وعلم النفس.‏
إن ظاهرة عدم الانسجام والتفاهم بين الكنة والحماة, وما تحتفظ به ذاكرة الآباء والأجداد حول هذه الظاهرة أمر لا جدال فيه, ولكن الأم لشدة ™تعلقها بابنها وتفانيها في حبه, تعتقد أن زوجته ستسرقه منها وتستأثر به, ولما كان الابن يميل عاطفياً وحياتياً إلى زوجته, فكثيراً ما تنهار صروح عش الزوجية بسبب تدخل الأم بشؤونهما, فالأم تحاول جاهدة تشديد قبضتها للاحتفاظ بابنها.‏
وأغلب كوابيس كل رجل متزوج كابوس عدم اتفاق زوجته مع والدته, ويمكن أن يكون لعدم اتفاق الزوجة والأم أثر كبير على صحة الرجل وعلاقته بكليهما, فهو واقع في اختيارين أحلاهما مر, فزوجته وشريكته من جهة, ووالدته ورضاها من جهة أخرى, ولكن مع القليل من الحظ والكثير من الصبر, يمكن لأي رجل أن ينجح في تخطي هذه المعضلة ويتعلم كيف يتعايش مع طلبات زوجته وواجبات والدته دون الإصابة بالسكتة القلبية.‏
ومنذ اليوم الأول للزواج تبدأ حرب باردة قد تحتد أحياناً بينهما لتثبت كل منهما أن الغلبة لها, وأنها صاحبة المكانة الأكبر لدى الزوج المسكين الذي يحتار من يرضي ومن يغضب.‏
ولكن أنا هنا لي رأيي الشخصي في هذا الموضوع, وأناقض فيه معظم آراء العامة حول علاقة الكنة بحماتها, وهو أن العديد من الحموات وزوجات الابناء على علاقة أفضل من علاقة الفتاة بوالدتها الحقيقية, وأن تمتين مثل هذا الرابط بينهما يعتمد على زوجة الابن بالدرجة الأولى, فهي الضيف الجديد الذي سيدخل هذه العائلة, وعلى هذا يجب على الضيف أن يقدم كل ما لديه من حب وألفة لكسب الجميع وليكون أحد أفراد تلك العائلة.‏ (عن جريدة الفداء الثلاثاء: 14-10-2014)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *