ميخائيل عيد الأديب والإنسان… في الذكرى العاشرة لرحيله

by tone | 1 يناير, 2015 8:36 م

o-883[1]

رحل الصديق ميخائيل عيد الأديب والشاعر والمربي والإنسان بكل ما تصدح به الإنسانية في 16/12/2004م بعد أشهر من المعاناة مع المرض، وهو من مواليد /5/ تموز عام 1936 مشتى الحلو، محافظة طرطوس، وقد تخرّج الفقيد في أكاديمية العلوم السياسية والفلسفية في صوفيا ببلغاريا، وقد تنقّل في عدة أعمال منها البناء، والتدريس لمادة اللغة العربية، وعمل رئيساً لتحرير مجلة (الطريق إلى الاشتراكية) في القسم العربي لوكالة نوفستي، ثمَّ عضواً في المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب حتى وفاته، وعبر حياته أنجز خمسة وستين كتاباً أكثرها مترجم، يكتب الشعر باللهجة المحكية، والفصيح وله أكثر من /15/ مجموعة منها: سفر، غزالة النهار، خطرات ورؤى، (النمل الغني)-مسرحيتان للأطفال، وله أكثر من ثلاث مجموعات في الزجل منها (حكايات وغناني) دمشق 1970م، و(ورقات من دفتر عمر) دمشق 1980، ومجموعة (ورد وسنديان) الزجلية المطبوعة في دمشق عام 2000م، وهي من المجموعات الزجلية التي حملت الكلمة المدهشة، والصورة الرائعة، وقد قيلت بلغة شعبية سهلة محببّة، فيها صدى العفوية والطبيعة… وقصائد الشاعر ميخائيل عيد الزجلية لا تقل أهمية عن قصائده الفصيحة، وقد حملت في ثناياها كل البلاغة، والبيان، والبديع، بما فيها من إدهاش شعري، ولغة سهلة مأنوسة، تدخل القلب، وقد اعتمد الشاعر العفوية، وأسقط الإنسانية على عناصر الطبيعة.
-آخر كتاب مطبوع له من إصدار اتحاد الكتاب العرب في دمشق عام2004م، وهو بعنوان (المدينة تخرج من أسوارها) موجه للفتيان وللأطفال، في كتابه الجديد رصد الأديب الرؤية الوطنية والاجتماعية وأراد أن يزرع تلك الرؤية في مدارك الفتيان والأطفال معتمداً الرمزية في رسم المكان وصورة الأعلام بأسلوب مبسط ورائع ومحبب للأطفال وبلغة رشيقة واضحة.
وكان للراحل آراء في الحداثة حيث قال لي في حوار معه: (لقد ترجموا لنا الحداثة على أنّها تغيّر في شكل العمل الفني، والحداثة هي فهم أعمق لكل مافي الكون، فالعالم ليس شكلاً والشعر الذي هو صورة العالم ليس شكلاً فقط،والطاقة الروحية توضع حتّى في الأسلوب القديم تكون فرعاً من فروع الحداثة). ويتجسّد رأيه في الحكاية بقوله: (أنا مقتنع بأنّ الحكاية هي أم الفنون كلها، بل هي أم النتاجات الإبداعية والأجناس الأدبية والفكرية، وأزعم أن الإنسان حكى الحكايات قبل أن يتعلم الكلام عبر الإشارة والجسد وجماله، الحكاية هي الجذع الذي تفرّعت عنه الفلسفات والعلوم والفنون، وحتى أكثر الغلاة في التوجه نحو الحداثة لم يستطيعوا التخلي عن الحكاية، اللوحات الفنية والقصائد وما أبدعه الفكر البشري فيه عنصر من حليب الأم أي الحكاية*. وله رأي في قضية الترجمة حتى لا يفقد النص قيمته حيث قال: شعاري في إحدى الندوات الدولية للمترجمين هو: (أيّها المترجم لا تجعلنا نرمي كتاباً جيداً)، لذلك عندما يفقد المترجم سيطرته على طرفي المعادلة الحساسة أي –معادلة التمسك بحرفية النص مع الحفاظ على روحه-عندما يفقد ذلك يضيع الكثير من قيمة النص).
ومن هنا فالشاعر الراحل ميخائيل عيد كان يمتلك الطاقة الإبداعية في أكثر من مجال، في فن الزجل، وفي مجال الترجمة والنقد الأدبي، وأدب الأطفال والشعر الفصيح، إضافة للفعاليات الثقافية في سورية عبر المهرجانات والأمسيات وغيرها.
رحمه الله..
وفي ذكرى رحيله أقول:
حمام الأيك ما هذا الهديل؟
فهل مثلي يرافقك الرحيل؟
تنوح تبوح أسرار المعنّى
ويحزن –عندما تبكي-النخيل
حمام الأيك خلّك مثل خلّي
لدرب الخير يا نعم الخليل
بمجلسه يموج العطر روضاً
كما يتضوّع الزهر الجميل
حمام الأيك هل تدري بحالي؟
يودّع دربنا الوجه الأصيل
أقول وحيرتي حزن توالى
يطول الوقت هل يأتي البديل؟
ربيع الجود فيه مثل نبع
كما في خلقه الطبع النبيل
هو الإنسان في قيم تجلّت
كأنَّ يديه للظمأى سبيل
بدرب الشعر زجّال رقيق
له الإحساس والصوت الهديلُ
مضى، ويعزُّ أن نلقى بديلاً
ففي الإبداع حرّاً لا بديلُ

ـــــــــــــــــ

Endnotes:
  1. [Image]: http://kfarbou-magazine.com/wp-content/uploads/o-883.jpg

Source URL: https://kfarbou-magazine.com/issue/8370