الاثنين 1يناير 2024: هيئة التحرير وادارة موقع المجلة تبارك للجميع بحلول عام جديد متمنين لكم عاما مليئا بالخير والمحبة راجين من الله أن يعم السلام كل سورية ودمتم بخير ..  * 

عندما تقع حبوبي على الأرض الخصبة

منذ المرحلة الثانوية في حياتي في أواخر سبعينيات القرن الماضي شغلني الهاجس الثقافي بدأ مع الشعر ثم النقد الأدبي ثم الدراسات التراثية والتربوية والاجتماعية, وكنت أسمع سؤالَ بعض الذين أسامرهم أو بعض الذين ألتقي بهم : لمن تكتب؟ ولمن تطبع؟ ولمن تنشر؟ ويستغربون أن الكتاب يصاحبني ويحيط بكل ركن في منزلي , وأنني مازلت أقرأ وبنهم , وأصرف المال والوقت في ذلك لأجل أمر معنوي يصنع ذخراً معرفياً في حياتي ويجعلني أحمل الراية الثقافية في وطني .
– لقد رفضت أن يكون عقلي آلة تعد النقود فقط , لأن المال مصيره للورثة ,بينما الإبداع و الفكر لصاحبه في حياته وفي مماته. والخلود يصنعه الإبداع بينما المال على فائدته فهو أصل الشرور كما قال علماء التربية, ورفضت أن تهدر اهتماماتي الأدبية والثقافية في المجالات التجارية والزراعية حتى لو توفَّرت عندي.
– أعترف أن الذي جعلني أستمر بقوة هو ما جاء في مثل(الزَّارع) للسيد المسيح ,كان هذا المثل كفيلاً بإعطائي قوة الرد على من يقول ويسأل: لمن تكتب؟
– أقول: إنني لا أكتب للذين يشبهون الشوك لأنهم سيخنقون كتاباتي, وهؤلاء كثر… ولا أكتب للذين يشبهون الصخر لأن كلامي لا يبقى في ذاكرتهم إلا وقتاً قصيراً ثم يموت الكلام في عقلهم الوعري. وهم كثر أيضاً , ولا أكتب للذين يشبهون الطريق الذي يداس لأن الكلام يُسرق من بالهم ولا يدرون أنهم ضائعون ……وهم كثر أيضاً ,لكنني أكتب بحب وبفخر لمن يشبه الأرض الخصبة لأنني إن نثرت حبة قمح ردَّت الأرض سنبلة وهؤلاء قلة … وإن الكرام قليل …لهؤلاء أكتب منذ عام 1977م وبتشجيع الذين يشبهون الأرض الطيبة قدمت الشعر والنثر عبر رصيد أدبي وثقافي يدعو للفخر والاعتزاز للمكان ولأهله … ثمانية كتب مطبوعة …ومئات القصائد والمقالات المنشورة .. وعشرات الأمسيات واللقاءات الإعلامية , وبكل الحب أدعو الأهل في بلدتي إلى نثر الحبوب فوق الأرض الخصبة عبر مجلة كفربو الثقافية.. مع المحبة…

التعليقات: 4

  • يقول طوني ناصر:

    لقد أثلجت قلبي ياأستاذ بهذه السطور المهمة التي تدعم صرحنا الشامخ , والتي تدعو فيها الجميع ليزرعوا بذور الخير في مجلة كفربو , والتي لها بعد إنساني وثقافي مدلولاته كبيرة جدا” , وأنا أتطلع معك في هذا الهدف العظيم , لبناء كفربو الشامخة والتي نفخر بها جميعا” …

    شكرا” من القلب

  • يقول ليون الجمال:

    كلام جميل ولواستمعنا لهؤلاء اللذين يشبهون الشوك لمافعلنا شيئ في حياتنا العلمية والعملية ونحن لانريد في هذه المجلة الرائعةالا القلائل اللذين يشبهون الارض الخصبة ليكون الحقل رائع والثمار وفيرة……….وشكرا لهذه الكلمة الطيبة

  • يقول لورنس سلوم:

    شكرا لرئيس التحرير للهدف المنشود من الافتتاحية ودمت لكفربو زخرا”

  • يقول أسعد مصيوط:

    ان لم تمت لايعيش غيرك

    في افتتاحية هذا العدد االرائع كتب الشاعر سلوم درغام سلوم عن السعي واالعمل بدون يأس من أجل الاصلاح وجعل راية الثقافة تخفق عاليا” ..
    واستشهد شاعرنا سلوم بالمثل الذي علمنا إياه السيد له المجد (مثل الزارع ) فنحن سنصبر على القمح الذي وقع بين الأشواك واختنق والقمح الذي وقع على الصخور فأكلته الطيور والقمح الذي وثع على الطريق لم ينبت .. اذا” لابد من خير يحصده الفلاح من الحبات التي وقعت في التربة الخصبة ..
    وهانحن نبذر حبوبا” من الناس عن طريق مجلتنا الثقافية ومركزنا الثقافي الذي انتعش أخيرا” بأصدقاء طيبين محترمين يتعاونون مع المركز ان كان من المسؤولين أو الفعاليات المختلفة …
    دائما” بكل تواضع ندعو الناس والأصدقاء ليتعاونوا معنا في المركز من أجل الجميع وخاصة من أجل الجيل الواعد وخاصة نحن في ظرف بحاجة للتعاون من أجل وطننا الحبيب بسبب تكالب الأعداء علينا …
    ونوه الأستاذ سلوم في الافتتاحية إلى أن هناك ناس أشبه بالحبوب التي وقعت على الطريق وأناس أشبه بالحبوب التي وقعت بين الأشواك وبعضهم مثل حبوب وقعت على الصخور … ولكن نحن لانيأس فنحن بانتظار سنبلة واحدة زُرعت في تربة خصبة … فعندنا أمل كبير في مجلتنا ومركزنا أن هناك كثيرون سيكونون مثل قمح التربة الخصبة … سنبقى نسعى دون كلل حتى يكثر رواد المركز الثقافي ويشع نوره على بلدتنا ووطننا بنشاطاتنا المتواضعة وأملنا بالتربة الخصبة وبالناس الذين ينبتون فيها .. فاذا كسبنا حبة قمح واحدة نكون حصلنا على ثمار جهدنا .. هذا ماقصده الأستاذ سلوم سلوم في افتتاحيته وقد لمس كثير من الناس أن المجلة واالمركز صارت تعج بالأصدقاء الخيرين ونبت في المركز خميرة صالحة .. وللأسف لمسنا عزف بعض الناس عن العلم والثقافة واتجاههم لزرع القمح على الدروب والصخور والأشواك ولم يستسلم الأديب سلوم لليأس فعنده أمل كبير مستقبلا” سيتحول الناس الى تربة خصبة تعطي العلم والثقافة والفرح والسرور والايمان الذي يعنيه السيد المسيح من مثل الزارع وقد شرحه كاتب الافتتاحية بعمق وروية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *