يمكن الإنسان أن يعيش بلا عقل لكن من المستحيل أن يعيش بلا قلب ,والقلب من الناحية الإنسانية يحمل الحب والشفقة والرحمة وكذلك الحقد والكره ويلعب العقل في توجيه القلب أو العكس .

صحيح أنهما متلازمان يكملان بعضهما بعضاً ولكن كل منهما له مهمته بما يفيد الإنسان ,فالعقل يتحكم في المشاعر  وهو الفيصل بين الخير والشر لأنه يبحث في الدلائل والمنطق ,ولو اعتمد الإنسان على قلبه وحده لوقع بعدة مشاكل .

ففي المجال العاطفي ومسألة الحب  لا يمكن الاعتماد على العقل  وقد قلت ذات يوم في قصيدة كانت الأولى في مجموعتي الشعرية  (قيثارة القلب ) المطبوعة سنة 1988م وأنا أخاطب نفسي :

لا تفارق  أنت عاشق       أنت في الحب مراهق

لا تقل عندي دليل            كل شيء فيك ناطق

لا تقل في الحب علم        في الهوى اختلت حقائق

والعقل زينة الإنسان ومعه يحصل الاتزان       والمرء بأصغريه (قلبه ولسانه) والقلب الصافي هو موطن الحب والضمير والوجدان, والإنسان بلا قلب قطعة من حجر, وهو النابض بالحياة  يزرع الحب والنور والعقل مدير هذا النابض ومرشده ,والشعر الصادر من العقل فقط لا معنى له ولا صدق ولا رائحة ولا تأثير  والشعر الصادر من القلب  ينبض بالإحساس ويدخل قلوب الناس , هما متكاملان    وبالتالي فالإنسان العظيم هو من تصالحت أفكاره وعواطفه .

واليوم السؤال :

أين القلب والعقل مما يحصل في سورية الحبيبة؟

القلب عند السوري  قلق وخائف على حياته وعلى مستقبل الأولاد, وهو يحمل الحب كله لسورية الحبيبة ,والعقل قوته عند الإنسان السوري من خلال الصبر الجميل  على الرغم من الدهشة والضياع حيث يرسم صورة مكان آمن يحمل السعادة والاستقرار .

ـــــــــــــــ