الاثنين 1يناير 2024: هيئة التحرير وادارة موقع المجلة تبارك للجميع بحلول عام جديد متمنين لكم عاما مليئا بالخير والمحبة راجين من الله أن يعم السلام كل سورية ودمتم بخير ..  * 

غريب أنا في دنيا غريبة

10636015_601226373320718_7604492639304774418_n

غريب أنا في دنيا غريبة
غريبٌ أنا أنادي من خَلفِ هذه الجدران العاليةِ المُتعاليةِ على نفسي التي ثَقُلت عليها الآلامُ واجتذبتني نحو الهاوية .
غريبٌ أنا كزَنبقةٍ في حديقةٍ مُلونةٍ بالدماءِ فغابَ لونُها الأبيضَ بين صفحاتِ الزمنِ المتعفنِ فانهدمت خيمتي وقُلِبَت السارية .
غريبٌ أنا في بلدٍ تَفتقرُ جداولُه إلى الحياةِ فأصبحت نفسي كمُستنقَعٍ عفنٍ يحتوي ما يحتويهِ من الأوبئةِ القاتلةِ المميتة .
غريبٌ أنا أنادي من ظلمِ الحياةِ التي التفت على عُنقي كحَبلٍ أرادَ اغتالي في عبثيةِ الزمنِ الماضي. زمن الوحوش التي لم تَعرِف جَمالَ الشمسِ .


غريبٌ أنا في دنيا الغُربةِ حتى كُل ما حولي غريبٌ فَحِبرُ القَلمِ, لونُ الورقِ طبيعةُ البَشرِ , ضوءُ القمرِ , أصَواتُ البلابلِ الحزينةِ كُلًها غريبةٌ عني .
غريبٌ عن عالمي , غريبٌ عن هَاتِفي , غريبٌ عن الجميعِ, أنادي من خَلفِ جدارِ قبري وأظنُ نفسي مَلِكاً على عَرشِ الحُزنِ بِسَببِ أهوائي .
غُربَتي من نوعٍ أخرَ, غُربتي عن نفسي التي عَاتبت نفسي في نفسي , عَاتبتُ قلمي ,عَاتبتُ فِكري, عَاتبتُ كَلِمَتي التي قد تَفَوهتُ بها البارحةَ في وقتِ المساءِ .
غريبٌ أنا عن كُلِ أقراني , غريبٌ أنا مِثلُ كُلِ ألواني , غَريبٌ كهذا المرضِ الذي أعياني , غريبٌ أنا في أرضي ووجودي وحَناني , غريبٌ أنا كغُربةِ الجنةِ عن جِناني , كَلحنٍ عُزِفَ من آلةٍ واللحنُ شَتانِ , غريبٌ أنا مِثلُ البرقِ مِثلُ المَطَرِ في عاصفةِ الأماني , غَريبٌ أنا وغُربتي عَذبتني كَقتلِ طِفلٍ , وقَصِ ضَفيرةَ أميرةٍ لكي أيها الحياةُ امتناني
غريبٌ يتَنهَدُ في قِصَرِ النهارِ ويَبكي وينتَحِبُ طولَ الليلِ , غريبٌ كما كان هبوبُ الريحِ من بَعدِ السَيلِ , غريبٌ أنا كصحراءٍ قد احتضَنَت ذُكُورَ الأيلِ , غريبٌ أنا في كُلِ طِباعي , نعومةُ العصفورِ وأصالةُ الخيلِ .
غريبٌ أنا كالغَريبِ من الأمثالِ , غريبٌ لم يَعرِفَه أئِمَةُ الأقوالِ , غريبٌ ومنعزلٌ كَالجبالِ , غريبٌ في صَفاءِ تِلكَ التِلالِ , غريبٌ عن كُلِ وجهِ من وجوه الأرضِ ووحِيدٌ كَهذه السلالِ .
تبكي غُربتي عَنكِ أيتها الغَريبةُ في طِباعِهَا . في أفعَالِها . شَابَهتي نفسي في كُلِ شَيءٍ حتى التَحَمنا كِلانا بِبَعضٍ فلا إنسَانٌ استطاعَ أن يَنزَعَك مني وينزعَني منكِ . أيتها الغَريبةُ كِلانا جَسدين مُنفَصِلَينِ مُتَحِدَينِ , أيتها الغَريبةُ قد أصبَحتُ غَريباً في غُربَتي عَنكِ أيَتُها الغَريبَة .
رامي وهب بربورة
البلمند 24/4/2015

التعليقات: 1

  • يقول متابع:

    عندما يسكن الرب القلب أو القلب في الرب و عندما يصبح الايمان و الصلاة و الخير محورا و هدفا في حياتك ….. عندها لا معنى لغربة أو غريب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *