شخصية من بلدي /السيدة ماري بهنا

by wisam-mo | 29 يونيو, 2015 8:18 م

{ شخصية من بلدي }
ماري جورج بهنا 1933 – 2012
هوائها شفاء لكل داء

11657330_1663436053885574_462651810_n[1]

بتاريخ 18/6/2009 قمت بزيارة خاصة للسيدة أم سمير / قبل وفاتها / مولدها 1933 م يوم عيد السيدة كما قالت أي / 15 آب / . أثناء الحديث معها وجدت في حديثها الشيء الكثير من الصدق ومحبة الجميع .

السيدة ماري بنت جورج بهنا تولد عام 1933م متزوجة ولها من الأبناء : كلود – سميرة – سمير – رامي – رغدة – اسحاق .
حاصلة على شهادة التعليم الاعدادي عربي – فرنسي , تجيد اللغة الفرنسية بطلاقة .
السيدة ماري بهنا تتمتع بموضوعية متناهية وثقافة عامة يطيب لمحدثها البقاء طويلاً قربها والاستماع لحكاياتها الاجتماعية الموضوعية .
قالت : أنتم جيل هذه الأيام لماذا تحملون أنفسكم عناء هذه الحياة . يا بني إن الله أنعم علينا كل شيء بشرط أن نكون قانعين بما قسم لنا ولا مانع من العمل للأفضل بقدر طاقتنا العقلية والجسدية . تصبح الحياة بين الجميع أجمل وأحلا .
سألتها سيدة أم سمير هل أنت حموية ؟. قالت : قبل مائة عام والدي حمصيّ أما أنا حموية بكل شيء بعد أن أتى والدي من مدينة حمص وكان يعمل موظف بأحد البنوك في زحلة . أصيب بمرض الروماتيزم وكان يعاني من مرضه الشيء الكثير . تردد عدة مرات بزيارة طبيب البنك . كان فرنسي قال لي بالحرف الواحد كما قال له الطبيب : إذا أردت الشفاء اذهب إلى مدينة حماه لطيب مائها وجمال طبيعتها ومناخها مناسب لك فقال والدي : أعود إلى حمص قال الطبيب الفرنسي لا . ثم قال : اذهب إلى حلب أو اللاذقية . فما كان من الطبيب الفرنسي أن قال له : قلت لك مدينة حماه لأنني عشت فيها وأعرف عنها الكثير ولا يفيدك غيرها . هذا الكلام وضع والدي أمام خيار لا ثاني له إما أن يقيم في حماه أو يبقى الوضع الصحي على حاله . فما كان من والدي إلا أن انتقل إلى حماه وأشاد بناءً وسكن في حي الجزدان وعاش فيها بقية حياته بشكل طبيعي دون شكوى من مرضه وأنجب عدد من الأبناء : الدكتور فيليب – المعلم إيميل – فيوليت – المعلمة ازبيل – أمل – عائدة , كلهم أصبحوا فيما بعد من موظفي مدينة حماه يفخرون بوجودهم في هذه المدينة . وحماه تفخر بأنها احتضنتهم بين ربوعها وشربوا من مياه عاصيها وأكلوا من خضرتها وفاكهتها . تابعت تقول وأنا كما ترى تزوجت من حموي المرحوم نظير قصرين وزوجت كل الأولاد وأنا الأن في هذا البيت العربي القديم . سألتها كم عمر هذا البيت ؟. قالت قسم منه عمره أكثر من مائه وخمسون والقسم الثاني تقريباً مائة عاما والحمد الله .
باختصار شديد نقول هذه مدينة حماه بمدينتها وريفها أهلها يحبون الضيف وكثير ممن زارها طاب له العيش في ربوعها لما حباها الله من ماء وهواء عليل ما يثبت حبها في قلبه . ويصبح واحداً من أهلها وتمضي الأمور بخير وسلام في مدينة الحب والسلام . يقول الشاعر ابن حجة الحموي :
وعاص رحيب الصدر قد خر طائعاً ودولابه كالقلب يخفق في الصدر
وقد أشبه الخنســــــــــــــاء أناً ونوحةً وها دمعه قد جاء يجري على صخر
فإن فراق الالف والخل والهــــوى وفقد الحمى والأهل صعب على الحر
أكرم ميخائيل اسحاق

Endnotes:
  1. [Image]: http://kfarbou-magazine.com/wp-content/uploads/11657330_1663436053885574_462651810_n.jpg

Source URL: https://kfarbou-magazine.com/issue/9326