الاثنين 1يناير 2024: هيئة التحرير وادارة موقع المجلة تبارك للجميع بحلول عام جديد متمنين لكم عاما مليئا بالخير والمحبة راجين من الله أن يعم السلام كل سورية ودمتم بخير ..  * 

شخصية من بلدي/ الخباز جودات أوضاباشي

شخصية من بلدي
الخباز جودات أوضاباشي
قبل عام 1940م وما قبل كانت الحرف والمهن تتوارث من الأجداد إلى الأبناء ثم الأحفاد هذا الأمر كان طبيعي جداً وكان الأوائل يفاخرون أنهم ورثوا مهنة أجدادهم وهذا دليل فخر واعتزاز.

هذا الأمر كان سائداً في الماضي القريب أما أيامنا هذا القرن الواحد والعشرين كل شيء تغير .الأبناء لا يتكلون أو يعتمدون على مهنة الوالد بل كل فردٍ في العائلة يتجه أو يتعلم ولم تعد الأمور تحسب كالسابق ولكن مجرد التذكير هو نوع من الربط والتواصل ما بين الماضي والحاضر ليعلم الأبناء مدى شقائهم وعذاباتهم فيبعض المهن بأدوات بدائية في ذلك الزمن .
*- السيد جودات عبد الفتاح أوضه باشي تولد حماة محلة باب قبلي عام 1930م .
*- لم يدخل الكُتابْ والتعليم في ذلك الوقت بل بالفطرة يجيد البيع والشراء ضمن عمله في مخبز التنور – كان جده أوضه باشي ومن بعد ابنه عبد الفتاح أحمد أوضه باشي لديهم مخبز يعملان به في سوق الطويل جانب جامع الأحدب أو سوق / المفتي /
*- ورث السيد جودات أوضه باشي المعروف بالعامية جواد / العمل في مهنة تصنيع الخبز أي خبز التنور حصراً .
*- في عام 1956م استأجر من السيد حمدو الجندي عقاراً قديماً يقدر عمر البناء ما قبل الفتح الاسلامي لمدينة حماة على يد أبو عبيدة بن الجراح مقابل الباب الخلفي الجنوبي للجامع الكبير / خلف الجامع الأعلى الكبير . في حي المدينة جانب دير الراهبات إلى الغرب وأنا شخصياً زرت السيد جودات أوضه باشي لأجل توثيق عمله بلباسه القديم وكان عمله ذلك منذ خمسة عشرة عاماً وهو إنسان هادئ يجيد الحديث الجيد رغم تقدمه بالعمر بـ /85/ عاماً إلا أن نعمة السمع والذاكرة قويتان أما البصر يعيقه فلم يتابع العمل منذ عام 2003م وقد توقف عن العمل لأسباب صحية ويقول لغاية الآن ونحن في 4/6/2015م لا يزال المكان أي المخبز في يده ويقدر عمر هذا البناء حسب قوله أكثر من ألف ثلاثمائة عام . وهناك ملحقات في البناء / قبو كبير كانت تستخدم سابقاً لوضع الخيول فيها والغنم / لكن هذا الأمر توقف منذ زمن وهو الآن بناء قديم يجب المحافظة عليه كونه بناء يدلل على مدى قدم هذا البناء والأبنية المجاورة التي كانت تصل إليها المياه من ناعورة المحمدية عبر الأقنية مروراً بحمام الذهب / الذي هدم من ثمانينيات القرن الماضي / لنصل المياه إلى الجامع الكبير وإلى المنازل المجاورة ومن هذه الأماكن دير الراهبات الذي كان ملحق به بستان صغير يروى من مياه هذه الأقنية التي تجر المياه عن طريق ناعورة المحمدية وبستان النيلي / حالياً مكانها موجود البراد / مقابل النادي العائلي .
أكرم ميخائيل إسحاق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *