الحق والحلم

by tone | 15 مارس, 2016 8:07 م

في احد ايام الشتاء القارص،

استيقظت ع صوت بائع المازوت الذي يشبه تغريد عصفورة بعد ليلة ممطرة و للوهلة الاولى لم اصدق هذا الصوت فظننت انني في حلم ربما،لانه ومنذ بداية الازمة لم نسمع صوته و لا حتى (زميرته) فقد اعتدنا الحصول

على هذه السلعة(بالقطارة) من حكومتنا او شرائها من تجار الازمة والمحتكرين اصحاب القلوب الطيبة فخرجت مسرعا بلهفة قاصدا الله ثم ذلك الغائب العزيز لأحصل على ما احتاج من المازوت حتى يغفر لي جسدي ما اذقته من برد في ليالي كانون و لفت انتباهي حينها انني الشخص الوحيد الذي يقف في الصف لكن قلت في نفسي انه بالتأكيد قد استجابت الحكومة لمطالبنا والناس اكتفت وتمت محاسبة المحتكرين و سجنهم او ربما قطع ايديهم، وفي طريق عودتي للبيت وجدت شريكي في السكن مبتسما فرحا وفي يده اسطوانة من الغاز قائلا لي: لقد فرجت يا صاحبي. نعم لقد كانت الفرحة ليست بقليلة حينها فالشعور بالدفئ وتوافر مادة الغاز بالنسبة لي كطالب يشعرني بنوع من الإستقرار حيث ان مقومات الحياة خلال هذه الفترة العصيبة اصبحت متوافرة ولم يبقى لدي هم سوى الدراسة والتحضير للإمتحان و رد الجميل لهذا البلد الذي انعم علينا بخيراته

 سافرت كثيرا في هذا الشرود و التخطيط للمستقبل حتى قاطعني رنين جرس الباب مبشراً بعودة الكهرباء لحلب فتركت تلك المدفئة بغصة وذهبت لفتحت الباب،و اذ بالجار مبتسما على عكس ما عهدته سابقاً حاملا بيده ما لذ وطاب من الاطباق والحلويات فقال: كيف حالك يا جار تناول من يدي هذا. 

اخذت من يده ما حمل شاكراً له طيبة جيرته ثم اردف قائلا: اردت انا اشاركك فرحتي فقد قامت الحكومة كما تعلم بزيادة الرواتب و محاسبة جميع المحتكرين و تجار الازمة وتم إعادة دعم جميع السلع الغذائية الاساسية حتى المتة يا رجل اصبحت مدعومة فبعد كل هذه البحبوحة لم يعد على الشعب السوري سوى الاسترخاء جنب المدفئة وشرب المتة في تلك الحظة ذاتها شعرت بيد على كتفي وصوت شريكي في السكن يقول لي استيقظ يا صديقي فمضخة المياه التي في اول الشارع بدأت عملها سارع في حمل ما تسطيع لنحجز لانفسنا مكانا في الصف…

Source URL: https://kfarbou-magazine.com/issue/10341