الهوى وفعله في العشاق

by tone | 6 يونيو, 2016 8:36 م

ماهية العشق :

يقول أحد الشعراء في وصف العشق :

هل الحب إلا زفرة بعد زفرة وحرٌّ على الأحشاء ليس له برد

وفيض دموع العين يأتي كلما بدا علم من أرضكم لم يكن يبدو

وقال بعض الصوفية :الهوى محنة امتحن الله بها خلقه يستدل به على طاعة رازقهم وخالقهم .وقيل لبعضهم ما العشق قال :ارتياح في الخلقة وفرح يجول في الروح ،وسرور ينساب في أجزاء القوى .

وقال العيني :سألت أعرابياً عن الهوى فقال :هو أظهر من أن يخفى كامن كمون النار في الحجر إن قدحته أورى وإن تركته توارى .

أحوال فروع الهوى وأنواعه :

قال العلماء الهوى أنواع أوله العلاقة وهو الشيء يحدثه السمع والبصر فيخطر بالبال ثم ينمو فيقوى فيصير محبة ،والحب :اسم مشترك يجمع ضروباً من ميل النفس كحب الولد والمال ،ثم الهوى ،ثم المودة ،ثم الصبابة ثم العشق ،ثم الهيام واليتيم ،وهو أرفع درجات الحب

الأسباب المولدة للعشق :

زعم بعض المتفلسفين أن الله تعالى خلق الأرواح كلها كهيئة كرة .ثم قطعها أنصافاً فجعل في كل جسد نصفاً ،فكل جسد لقي الجسد الذي فيه نصفه حصل بينهما عشق ،وتفاوت حالهما في القوة والضعف على حسب رقة الطبائع

شدة معاناة العشق :

قال أعرابي :ما أشد جولة الرأي عند الهوى وفطام النفس عند الصبا .ولقد تصدعت كبدي للمحبين .فلوم العاذلين قرطة في آذانهم ونار مؤججة في أبدانهم .

ما يولده العشق من الأخلاق الحميدة :

شكا معلم سعيد بن مسلمة ولده إليه فقال :إنه مشتغل بالعشق فقال :دعه فإنه يلطف وينظف ويظرف .يقول أحد الشعراء .

لا عار في الحب إن الحب /مكرمة لكنه ربما أزرى بذي الخطر/ وقيل :لو لم يكن في العشق إلا أنه يشجع الجبان ويصفي الأذهان ويبعث حزم العاجز لكفاه شرفاً

ذم من لا يعشق وكدر حياته :

قال أعرابي :من لا يعشق فهو رديء التركيب ،جافي الطبع ،كزُّ المعاطف ويروى أن ابن مليكة كان مؤذناً فسمع غناءً فطرب وقال :

إذ أنت لم تطرب ولم تدر ما الهوى فكن حجراً من يابس الصخر جلمدا

من قهره الهوى عن عزه:

يقول في ذلك الشاعر عروة بن مهاجر الضبي :

وكم من كريم قد أضرَّ به الهوى فعوّده ما لم يكن يتعود

ويقول الشاعر كثير عزة وهو أحد شعراء الحب العذري :

ضعائف يقتلن الرجال بلا دم فيا عجباً للقاتلات الضعائف

وقيل لرجل إن ابنك قد عشق فقال :عذب قلبه وأبكى عينه ،وأطال سقمه

وقال بعض الفلاسفة :لم أرحقاً أشبه بباطل من العشق هزله جد وجده هزل أوله لعب وآخره عطب .ومما رواه الأصمعي قال :غضب الفضل بن يحيى على جارته ،فبعثت إلي تسألني أن أسترضيه ،فسألته ،فقال :الذنب ذنبها ،فقلت :وكيف موقعها من قلبك أيها الأمير ؟قال :أحسن موقع ،وإنما أريد بهذا الهجر تهذيبها ،قلت :فاستعمل فيها وصية العباس بن الأحنف قال :وما هي ؟قلت :

تحمّل عظيم الذنب ممن تحبه وإن كنت مظلوماً فقل أنا ظالم

فإنك إن لم تغفر الذنب في الهوى تفارق من تهوى وأنفك راغم

وقيل لأبي العتاهية أي شعرك أجمل وأعجب إليك قال :قولي :

قال لي أحمد ولم يدر ما بي أتحب الفتاة عتبة حقاً

فتنفست ثم قلت نعم حبّها جرى في العروق عرقاً فعرقاً

Source URL: https://kfarbou-magazine.com/issue/10547