الاثنين 1يناير 2024: هيئة التحرير وادارة موقع المجلة تبارك للجميع بحلول عام جديد متمنين لكم عاما مليئا بالخير والمحبة راجين من الله أن يعم السلام كل سورية ودمتم بخير ..  * 

استهداف التراث متى ينتهي ..؟!.

تستحضر الذاكرة بين الحين والآخر ومضات من تاريخنا للأخذ بمضامين تلك الومضات التي تعتز بها أجيال العروبة جيلا بعد جيل عبر تبني تفاصيل هذه الومضات للاهتداء

بها واستيعاب مؤثراتها نقول ومضات لأن تاريخنا يملك من الغنى والقدم الكثير الكثير فلا يمكننا الإحاطة بكل آثاره ومؤثراته الفكرية والثقافية وهذه حقيقة يدركها كل منصف لوقائع حركات التاريخ الإنساني ولاسيما العربي منه كونه عانق العقل والقلب والوجدان الإنساني ولا يزال يتلاحم مع القيم الإنسانية التي يتقصد اليوم بعض المثقفين الغربيين والعرب استهدافه معاندين صيرورة الحق والحقائق فتاريخ الأمة العربية يموج بالمبتكرات والمنجزات كما ونوعا لذلك مفردات سطوره تستثير حيوية المجتمع وتقوي نظرته وتوجهه لامتلاك أسباب العزة والقوة لأن التاريخ هو امتداد زمني لكل أمة به ومن خلاله تبني منارات الحاضر والمستقبل وهذا يحتم علينا جميعا أفرادا ومؤسسات حث الخطا والعمل على إحياء التراث والتعريف به وتحويله من محفوظات فوق رفوف المكتبات إلى طاقة فاعلة في كينونة الأمة تؤثر وتدفع الأجيال للتقدم والتطور ومواكبة روح العصر ولصد الحيف الذي لحق بتراثنا الفكري انطلاقا من أن التراث يضم ايجابيات لا يمكن نكرانها وننوه هنا إلى أن تاريخنا يملك قابلية التجديد وسعة الشمولية والنزعة الإنسانية كونه يعترف بحوار الحضارات وليس صراعها لذلك نرى إن استهداف التراث العربي يهدف لقطع التواصل ما بين الماضي والحاضر بواسطة زرع التشكيك والارتياب بتاريخنا لتفقد الأمة قدرتها على بناء المستقبل ولتبتعد عن الابتكار والتجديد فإحياء التراث لا يعني نشر بعض الكتب من علوم الفلسفة والاجتماع ..و.. بل السير في مسالك متعددة تبدأ من طبيعة وحقيقة التصور العلمي لوظيفة ذلك الإحياء بما يساهم في تعميق التكامل عند كل أبناء العروبة من خلال الحفاظ على الوعي الجمعي والتمسك بالهوية الثقافية للأمة وصولا إلى مواكبة معطيات العصر المتسارعة انجازاتها ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *