الاثنين 1يناير 2024: هيئة التحرير وادارة موقع المجلة تبارك للجميع بحلول عام جديد متمنين لكم عاما مليئا بالخير والمحبة راجين من الله أن يعم السلام كل سورية ودمتم بخير ..  * 

بدايات المسرح القومي

في كتابه “المسرح القومي والمسارح الرديفة في القطر العربي السوري 1959-1989″الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب يبين جان الكسان أن تأسيس المسرح القومي تزامن مع قيام الوحدة بين سورية ومصر في

أواخر الخمسينات ،وسبقه من المسارح الرسمية المسرح العسكري الذي تم تأسيسه في النصف الثاني من عقد الخمسينيات .

واعتبر تأسيس المسرح القومي وبداية عروضه في مطلع عقد الستينات بمثابة الولادة الثانية للمسرح في سورية حيث قام المسرح القومي باستقطاب نخبة من الممثلين وأصحاب المواهب الذين أغرتهم التجربة الجديدة والإعلان عن أنّ العمل الفني أصبح محترماً ومأجوراً بعد أن كانوا يعملون لحساب شباك التذاكر. فالمسرح القومي كان بمثابة خلاص رغم افتقاره في تلك الفترة إلى مخرجين اختصاصيين وتقاليد مسرحية .مما اضطر وزارة الثقافة للاستعانة بالدكتور رفيق الصبان،والمخرج هاني إبراهيم صنوبر حيث تبادلا قيادة العمل في المسرح القومي بالتعاون مع الفنان نهاد قلعي قبل أن تصل أول دفعة من الخريجين الجدد الذين كانوا قد ذهبوا للتخصص في مجال الفنون المسرحية وأخذت عروضه التي كانت حدثاً هاماً تنتشر وتتسع حتى استطاعت أن تكوّن جمهوراً يستشرف الآفاق الاجتماعية والسياسية للحياة الجديدة .

وعلى الرغم من أنّ العرض الأول لفرقة المسرح القومي وهو “براكساجورا”لأريستوفان كان في 25 شباط 1960 ،إلاّ أنّ القرار الرسمي لتشكيل الفرقة صدر بعد ذلك واشتمل على عدة فرق ،وكان قراراً تنظيمياً تضمن إنشاء مسارح وفرق فنية وقد تضمن القرار في مادته الأولى ما يلي :

“ينشأ في وزارة الثقافة والإرشاد القومي ثلاثة مسارح يتألف كل منها من فرقة فنية أو أكثر :

الأول للتمثيل ويدعى “المسرح القومي”

الثاني للفنون الشعبية ويدعى “فرقة أمية للفنون الشعبية “

الثالث للعرائس ويدعى :”مسرح العرائس”

وكان معظم أعضاء هذه الفرق في بدايتها من هواه الناديين الشرقي والفني ،إلى جانب عدد من المحترفين العاملين في المسرح الحر ،أو في فرقة سعد الدين بقدونس .

وعين مديراً للفرقة محمود المصري من أعضاء النادي الشرقي “وراح الدكتور رفيق الصبان القادم من فرنسا وله اهتمام خاص بالمسرح يخرج أولى مسرحيات فرقة المسرح القومي مع نهاد قلعي .

ثم أسس في تلك الفترة المسرح الشعبي وارتبط بوزارة الثقافة والارشاد القومي وانضم إليه عدد من المحترفين …..وفي عام 1963 أسست “فرقة الفنون الدرامية للتلفزيون “ثم ألحقت بالمسرح القومي إدارياً وراحت الفرقتان تعملان معاً خاصة بعد أن رفد المسرح القومي بكثير من العناصر الشابة التي عادت من مصر وأوروبا ،ثم من الاتحاد السوفييتي بعد أن درست الإخراج المسرحي والفنون المسرحية والحقيقة أن تأسيس المسرح القومي جعل الدولة تهيىء للاختصاصات التي يتطلبها هذا المسرح من مخرجين وممثلين وفنيين حيث تم إيفادهم إلى خارج القطر للتخصص وهذا ما قاد إلى حركة مسرحية جديدة ومتطورة .

أما المؤلف المسرحي فقد كان غائباً أوشبه غائب قبل تأسيس هذا المسرح لأن العروض التي كانت تقدمها الفرق الخاصة كانت مقتبسة عن عروض مصرية وأخرى مقتبسة عن أعمال عالمية .

كما استطاع هذا المسرح وأعني المسرح القومي أن يعرّف بالمسرح العالمي بعيداً عن التشويه الذي كانت تمارسه الفرق التجارية .

وهنا لابد من الإشارة إلى الجهود التي كانت تبذل دائماً لتوجيه المسرح القومي نحو هويته العربية وبالتالي نحو جمهوره العربي .وهذا متجسد في الشعار الأساسي للمسرح القومي وللمسارح الرديفة الذي يؤكد على ربط المسرح بقضايا الجماهير وبالقضايا القومية مع توفير المتعة والتسلية والعمل على تعميق الارتباط بين المسرح والجمهور المتلقي .

وقد مرّ المسرح القومي في مسيرته بثلاث مراحل :

مرحلة الستينات وهي مرحلة البدايات

مرحلة السبعينيات وهي مرحلة الاستقرار والانطلاق

مرحلة الثمانينات وهي المرحلة التي تضاربت حولها الآراء بعضهم اعتبرها مرحلة نضوج والبعض الآخر اعتبرها مرحلة انحسار ،والبعض الثالث اعتبرها مرحلة متطورة في عروضها التي دخل فيها التجريب ومحاولة تقديم مسرح حديث متطور وإن اتكأ في أكثر عروضه على نصوص عالمية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *