الاثنين 1يناير 2024: هيئة التحرير وادارة موقع المجلة تبارك للجميع بحلول عام جديد متمنين لكم عاما مليئا بالخير والمحبة راجين من الله أن يعم السلام كل سورية ودمتم بخير ..  * 

نبات ( القبار)

منذ صغرنا ونحن نتعايش بشكل طبيعي مع نبتة القبار لماذا ؟ لأن الأحياء القديمة كامل أبنيتها مكونة من حجارة وطين ومادة الكلس وأخص حينا باب القبلي . منذ أكثير من ستون عاماً وفوق باب منزلنا إلى اليمين قبل مدميك الحجر الأخير نشاهد هذه النبتة وهي تكبر (ويتغلغل جزرها في قلب الحائط) مما يطر والدي لأن يرشها ببعض المواد الكيماوية لأجل التخلص منها نهائياً .

لأنها في وقت من الأوقات تتجمع حولها بعض الحشرات والدبابير إضافة إلى تساقط أوراقها . إلا أنها تعود ثانية وتنبت وكأنها لم ترش بتلك المواد الكيماوية نظراً لكبر جزرها وغوصه داخل الحائط بشكل يصعب استئصاله ( بالعامية يقال عنها شرشها وقح ) .
*- اذكر أيام الطفولة كف يقوم أبناء الحي لجمع هذا النبات القبار مع بعض القش قبل أسبوع من عيد التجلي لأجل أن نشعله لأنه سريع الاشتعال مع بعض المواد الأخرى . هذه النبتة منذ سنوات بدأت تشغلني ويهمني أمرها وبدأت أتابعها بشكل عادي وليس علمي فوجدت أنها تنبت في أماكن من الصعب أن يتوقعه المرء فهي تنبت في قلب الصخر وضمن الحائط الاسمنتي حتى الرصيف الحديث المرصف بحجر أسود تنبت من بين الفراغات الضيقة . من هنا استهوتني كمصور بجمال زهر القبار ومن خلال المتابعة وجدت أن هذا النبات يثمر بعد الزهر الرائع والجميل ثمراً بحجم الجوزة بلون أخضر مخطط بلون أبيض وبعد مضي عشرون يوماً تتفتح هذه الثمرة ليخرج منها لوناً أحمر قاني رائع الوصف والجمال وفي داخله بعض الحبات فجذبني منظره للتذوق ومددت يدي لألتقط بأصبعي ذلك السائل لأتبين مدى حلاوته ومذاقه الحلو . وفي هذه الأثناء لأجد امرأتين خلفي وتبسمتا لتصرفي لتقولا بأن هذا الثمر الحلو المذاق يا ولد يصنع منه دواء لبعض الأمراض كذلك يصنع منه (مربى) وهو بحاجة لخبرة سيدة في هذا المجال . وهنا أقوم بتصوير كل المراحل لأثبت للقارئ مدى جمال هذا النبات رغم تطفله على الجدران وعلى الأرصفة وفي كل مكان . الصور تتحدث عن نفسها أكثر من القلم .
*- القبار نبات يوجد في كل الأمكنة وهو متكاثر بصورة كبيرة وينبت بكثافة بين الصخور وفي الجروف وهو جميل المنظر والأهالي يأكلون زهره لطعمها الشديد الحلاوة كما يتداوى به لفوائده الكبيرة .
*- هو نبات ينمو في حوض البحر الأبيض المتوسط وهم معمر وأزهاره شائكة دائمة الخضرة ويعد من الخشبيات الزاحفة المتسلقة الشبيهة بالجذور أما أزهاره فهي بيضاء كبيرة وأوراقها خضراء شاحبة وثمارها كثيرة يتراوح طولها ما بين 2 إلى 5سم وهي ذات لون أخضر داكن وعندما تنضج تنسطر كاشفة عن اللب الأحمر الذي يتميز بوجود عدد كبير من البذور والميزة في الأزهار أنها تتكون باستمرار وتنضج نوع من العسل يطلق عليه (عسل القبار) ومن أكثر الأماكن لوجوده في سورية منطقة اللجاة في السويداء حيث يطلق عليه أهالي المنطقة ( شرش الليق ) (ويستخدمونه لعلاج الديسك) كما يوجد في المنطقة الوسطى (حماه – حمص ) وحلب وادلب تحت اسم الشفلج ويستخدمه الأهالي كنوع من المخلل .
*- يستخدم طبياً في معالجة حالات تصلب الشرايين ومنشط لعمل الكبد وتناوله يؤدي إلى تحسين الدورة الدموية ويمكن أن يستخلص من جذوره مواد طبية تستخدم لمعالجة حالات فقر الدم والاستسقاء والتهاب المفاصل وداء النقرس .

-1- بعض المعلومات من كتاب الأعشاب الطبية .
مقال جريدة الثورة 25/8/2015م
29 سبتمبر 07:39 ص

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *