الاثنين 1يناير 2024: هيئة التحرير وادارة موقع المجلة تبارك للجميع بحلول عام جديد متمنين لكم عاما مليئا بالخير والمحبة راجين من الله أن يعم السلام كل سورية ودمتم بخير ..  * 

يا يسوع ابن داود إرحمني

كان هناك المئات من الأشخاص حول يسوع. ضجة… كلام… الناس تتدافع… لكن وسط كل هذه الضجة كان هناك صوت يقول: “يا يسوع ابن داود إرحمني.” المسيح نظر حوله لم يرى غير أعمى جالس على جانب الطريق. حاول الجميع إسكاته. الأعمى وغيره من المعاقين كانوا من الناس المرفوضين في تلك الفترة من الزمن. اعتقد الناس أن يكون الإنسان أعمى يعني أنه شخص خاطئ عاقبه الله أو عاقب عائلته. حاول الناس إسكاته ولكنه صرخ بصوت أقوى وأقوى، فسأله يسوع وقال له: “ماذا تريد أن أفعل بك؟” فقال الأعمى: “يا سيدي أن أبصر،” فقال له يسوع: “اذهب إيمانك قد شفاك،” فللوقت أبصر وتبع يسوع في الطريق (مرقس 10: 46-52

بارتيماوس إنسان عرف أن لديه مشكلة، عرف أن لديه ضعف وعدم قدرة، ولكنه صرخ من أجل المساعدة. كم من المرات منعتنا كبريائنا من أن نطلب المساعدة؟ نريد من جميع الناس أن يعرفوا إننا مسيطرين على حياتنا بكل جوانبها. بارتيماوس كان أعمى ولكن في نفس الوقت كان يسمع، وسمع أن الرب يسوع قادم، سمع أنه قادر على شفاء الناس. اخوتي يقول يوحنا في الرؤيا 7:2 “من له أذن فليسمع.” اخوتي الكتاب المقدس يدعوك من خلال كلمات يسوع إلى الإيمان. الإيمان يتضمن الاعتراف بالضعف والطلب من الله أن يساعدنا.

بعد أن نعرف أن لدينا مشكلة ونرى الضعف وعدم القدرة على إدارة شؤون حياتنا تأتي المرحلة الثانية وهي الذهاب والاعتراف لله بها، الذهاب إلى قدمي يسوع (رومية 23:3 “إذ الجميع أخطاؤا وأعوزهم مجد الله”). اخوتي كلنا خطاة ولكن الرب يسوع جاء إلى الأرض، جاء لي ولك وإلى بارتيماوس. لنقرأ في 1 تيموثاوس 15:1 “صادقة هي الكلمة ومستحقة كل قبول أن المسيح جاء إلى العالم ليخلص الخطأة الذين أولهم أنا”. بارتيماوس كان بإمكانه أن يبقى بجانب الطريق بقية عمره ولكنه كان يعرف أن الرب يسوع هو الذي لديه الحل لتغيير حياته، وكان لديه الشجاعة ليقف أمام كل هذه الجموع الغفيرة وينادي أكثر من مرة.

يجب علينا أن لا نخاف من طلب المساعدة (يعقوب 2:4 “ولستم تمتلكون لأنكم لا تطلبون”)، الكثير يخاف أن يعترف أنه خاطئ. البعض قد يطلب المساعدة ولكنه في نفس الوقت غير مصدق أن الله سيستجيب. بارتيماوس صرخ وكان مؤمناً أن يسوع سيستجيب. آمن بارتيماوس أن الله ممكن أن يعمل فرق في حياته، آمن أنه سوف يبصر. قد يكون البعض متشكك في صحة الكتاب المقدس أو حتى في وجود الله، ولكن الله موجود كما في الأمس واليوم والغد وإلى الأبد. ولكن في نفس الوقت يجب علينا أن نؤمن وأن نتخذ قرار، هذا القرار هو الإيمان والاتباع.

عندما تذهب إلى الله يجب أن تكون مثل بارتيماوس، إنسان متواضع. لا يمكن أن تذهب إلى الله بكبرياء وعنجهية. بارتيماوس عندما ذهب إلى الرب يسوع ذهب بدون أي شروط، فقط كان يطلب الرحمة. يجب علينا أن نكون مثابرين، قد لا تسمع الرد على صلاتك ولكن بارتيماوس ظل يصرخ ويصرخ، ونحن يا اخوتي يجب علينا أن نصلي ونصرخ ونطلب المساعدة من الله.

كان هنا صديقان، واحد شيوعي والثاني مسيحي. مر أمامهم شحاذ، قال الشيوعي: الشيوعية ستمنح هذا الشحاذ ملابس. قال المسيحي رداً على ذلك: المسيح سيضع إنسان جديد داخل هذه الملابس. المسيح فقط هو الذي ممكن أن يغير حياتك كما غير حياة بارتيماوس. بارتيماوس اتخذ قرار مهم كان ضروري بحياته وهو طلب المساعدة من الله، ألا تفعل أنت كذلك؟ أمن بارتيماوس أن الله ممكن أن يغير حياته هل تريد أن تفعل مثله؟ لم يكن بارتيماوس مهتم بما أراده الآخرون، حاول الجميع إسكاته ولكنه صرخ وصرخ. عندما تطلب المساعدة والسماح من الله هل تهتم بما يفكر به الناس؟
تبع بارتيماوس الرب يسوع، هل تريد أنت أيضاً أن تتبعه؟

اخيراً، رد الناس على بارتيماوس يعلمنا شيء مهم، الكثير منا يحكم على الاشخاص من مظهرهم الخارجي. بارتيماوس كان مجرد شحاد فقير ذو رائحة كريهة وليس لديه أي مال، هل من الممكن أن يُضيع يسوع وقته مع هذا الشخص؟
لكن يسوع جاء من أجل الضعفاء، من أجل المغلوب على أمرهم. الرب يسوع يحب كل شخص بدون النظر إلى لونه أو اصله. قد يحاول البعض أن يمنعوك أن تذهب إلى الرب يسوع، قد يمنعوك من الصراخ ولكن كن أقوى من الظروف المحيطة، اصرخ ونادي على الرب يسوع.

الرب يسوع واقف على الباب ويقرع، مقبض الباب من الداخل، أنت الوحيد القادر على إدخال يسوع إلى بيتك وقلبك.

التعليقات: 1

  • يقول رئيس التحرير:

    أمر رائع أن ينهض الانسان بالتراث الديني ويوظفه لحياة راهنة ما فيه خير الانسان أهلا بالأخ بسام محررا في المجلة وداعماً لمسيرتها الثقافية…….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *