الشاعر عصام علوش في كتاب صفوة الأدباء

by tone | 2 يناير, 2020 8:25 م

شاعر امتاز بجودة في الأداء مستقلة بذاتها مرتبطة بصدق الإحساس، فجاء شعره متعة جمالية خالصة وقيمة ثقافية ودينية واجتماعية وأخلاقية لا تتنافى مع الحرية الفنية و طبيعة الشعر ، فجمع بحق بين الصدق الواقعي والصدق الفني مع براعة في العبارة والصياغة وأصالة في التعبير .

 

 

 

 

في مدينة حماةَ المدينةِ الهادئةِ الوادعةِ على ضفاف نهر العاصي في وسط الجمهوريَّةِ العربيَّةِ السُّوريَّةِ ولد الأديب الشَّاعر الأستاذ محمد عصام بن محمد سعيد علوش عام 1950 م، وكان للنَّواعير التي تعزف على النَّهر سُمفونيَّتها الرَّائعة المتجدِّدة بعَروضها وأوْزانها وتفعيلاتها الخاصَّة أثرٌ في تفتيق موهبته الشِّعريَّة وميوله الأدبيَّة المُبكِّرة، كما كان للمركز الثَّقافيِّ في المدينة فضلٌ عليه بما أتاحه له من فرصة الاطِّلاع على أجمل قصائد الشِّعر العربيِّ، وقراءة القصص الهادفة، والرِّوايات، والمسرحيَّات، والصُّحُف والمجلَّات الثَّقافيَّة المتنوِّعة، وفي التزوُّد من الأمسيات الأدبيَّة والمحاضرات الثَّقافيَّة والمهرجانات الشِّعرية بزادٍ أدبيٍّ عظيم، ومدينةُ حماة هي التي يقول الشَّاعر في التَّشوُّق والحنين إليها:
إلى اللهِ أشكو الهـوى والغـراما ونــأيًـا وَبُعــدًا بـنـا قـد تَـرامى

حـمـاةُ هي الـمُـشتـكى والـبُـكـا هي الوَجْدُ والحبُّ فيها استقاما

هي الشَّوْقُ يُردي أشدَّ الرجالِ فــإنِّـي أكــــادُ أذوبُ هُــيــامـا

بها الـرُّوحُ قد عَـلِـقـتْ غـضَّةً وكـانَ الـفـؤادُ بـهـا مُـسـتـهاما…

وفي قسم اللُّغة العربيَّة في كلِّيَّة الآداب في جامعة دمشق التي تخرَّج فيها عام 1972 م، وتحت أقبية المجمع العِلميِّ اللُّغويِّ والمكتبة الظاهريَّة بدمشق تعمَّقت ثقافة الشَّاعر، وتوسَّعت مداركه وازداد شغفه بالمطالعة والبحث وتذوُّق الشِّعر العربيِّ العموديِّ في عصوره المتعاقبة…
عمل الشاعر مدرِّسًا للُّغة العربيَّة في ثانويَّات محافظة حماة من عام 1973 م حتى عام 1980 م، ثم تعاقد للعمل مدرِّسًا في المملكة العربيَّة السُّعوديَّة التي مازال مقيمًا فيها حتَّى الآن.
شارك الشَّاعر في العديد من الأنشطة الأدبيَّة، والمهرجانات الشِّعريَّة والأمسيات الثقَّافيَّة في مدينة الجبيل الصِّناعية ومدارسها، كما نشر في العديد من الصُّحف اليوميَّة، والمجلات الأدبيَّة في المملكة العربيَّة السُّعوديَّة وخارجها، وقد فاز بالعديد من الجوائز في التَّأليف المسرحيِّ المدرسيِّ، وكتابة القصَّة القصيرة على مستوى مدارس وزارة التَّربية والتَّعليم وجامعة الملك عبد العزيز في المملكة العربيَّة السُّعوديَّة، وله قصيدةٌ منشورةٌ في كتاب مؤسَّسة عبد العزيز بن سعود البابطين للإبداع الشِّعري حول الطفل (إيلان الكردي)، و قصيدة في المجموعة الشعرية المطبوعة روائع صفوة الأدباء وأخرى في ديوان الأقصى ، ونشيد: (هذه نجواي) من إنشاد المنشد (سمير البشيري) بُثَّ في العديد من المحطَّات الفضائيَّة العربيَّة وحاز على المركز الأوَّل في الإنشاد في تلفاز الشَّارقة، وللشَّاعر ترجمةٌ في كتاب (ديوان مدينة الشِّعر) للدُّكتور أحمد الخاني، حول شعراء مدينة حماة، وقد ضمَّ الكتاب نماذج من أشعاره وخصوصًا شعر الأطفال…
للشَّاعر نشاطٌ ملحوظٌ وعُضويَّة ٌفي العديد من المنتديات الأدبيَّة في وسائل التَّواصل الاجتماعي (الفيس بوك) حيث ينشر إنتاجه من القصائد الشِّعريَّة، والخواطر، والمقالات، والأبحاث الأدبية والنحوية والإملائية…

نظم الشاعر في أغراض الشعر العربي التقليدية من غزلٍ ووصفٍ وحكمةٍ وفي القضايا القومية المعاصرة، وخصوصا قضية فلسطين التي يقول فيها:
أنا ابْنُ القدسِ معروفٌ طريقي إلى التَّحريرِ حيْثُ به أسيرُ

أنا ابْنُ القدسِ لن أرضى بنـذلٍ يُدَنِّس أرضَها وبـها يَجـورُ

أنا ابْنُ القدسِ قـدْ أُفـعِـمْتُ حبًّا بأرضي والفـؤادُ بها أسيرُ…

وربما كان من أهم ما يميز شعر الشاعر هو الخوض في شعر الأطفال بلغة سهلة واضحة قريبة من مداركهم كهذه الأنشودة التَّوعويَّة:
أرْجـــوكَ يـا بــابــا أرْجــوكَ أرْجــوكـا
دَعْ عَــنـكَ جَــوَّالَـكْ في الـدّرْبِ يُلـهـيـكا

كـمْ حـــادثٍ وَقــعـا مـا كـانَ فـي الـبـالِ
كـمْ أســرةٍ فـقـــدَتْ مَـوْلـودَهــا الـغـالي

يـــاربِّ سَــــلِّـمْـنـا حــقِّـــقْ أمـانــيــنـا
واحـفـظْ لـنـا بـابـا يـــارَبِّ آمـــيـــــنـا

و ختاماً: فإن شاعرنا الكبير يعكف الآن على نظم قصص الأطفال النثريَّة على ألسنة الحبوانات شعرا يفيد ويعلِّم.

ندعو الله سبحانه وتعالى أن يبارك بالأستاذ الفاضل والأديب السامق محمد عصام علوش و يسدد خطاه ويعينه على تقديم المزيد من الأعمال .
وماهذه السطور إلا إشارة لغيض من فيض علم من أعلام الأدب واللغة يفخر به وبأعماله منتدى صفوة الأدباء والمنتديات والمنابر الأدبية كافة.

Source URL: https://kfarbou-magazine.com/issue/11797