حوار مع الأديب والفنان مصطفى صمودي

by tone | 2 يناير, 2020 9:11 م

له أكثر من مجال في الفن والأدب وإن كان العنصر المسرحي هو الغالب والمميز طرح كل أجناس الأدب والفكر والفن وكان معه هذا اللقاء الذي أظهر به مسيرة حياته الأدبية والفنية وسارت الأسئلة والأجوبة على إيقاع المحبة :

 

 

 

1- طلبنا من أستاذنا الكبير تقديم نفسه علميا وعائليا و وظيفيا ماذا قال : ؟

** لا أحب الحديث عن نفسي مفضلاً أن يتحدث غيري عني = هويتي مصطفى صمودي / حماه / عملي الوظيفي عملت في المركز الثقافي مرشدا للوحدة الثقافية بحماة ثم معاونا للمدير ثم مديرا للمركز والآن رئيساً لاتحاد كتاب حماه

2- ما هي الجوائز التي حصلت عليها ؟

** الجوائز التي حصلت عليها على صعيد الشعر حصلت على الجائزة الأولى أكثر من مرة على الصعيد المحلي والقطري والعربي = دواويني الشعرية المطبوعة شموع الذكريات / الانشطار / القـناع / صاحبة الثوب الأخضر / الشام أنت / من عليها السلام / يسعد مسـاكم ديوان زجل = على صعيد المسرح حصلت على الجوائز الأولى أكثر من مرة تأليفا وتمثيلاً وإخراجا = مؤلفاتي المسرحية أغنية البحـر / ألوان و ضباب / مارا / المتوازيان / الشـريط / الأغبش / الشمطب يعود من جديد / متى يحاصرالحصار؟ / كرونوس والتيتانوس / شيطانسان / الراوي الجديد / بين الثوت والصمت / لن يصحّ إلاّ الصحيح/ أول الرقص حنجلة نصوص ساخرة / ونص بين الصوت والصمت يُدرَّس لطلاب المرحلة الثانوية في المناهج الدراسية في الجمهورية العربية السورية = على صعيد الموسيقا حصلت على الجوائز الأولى اكثر من مره على صعيدَيْ الكلمات واللحن = مؤلفاتي على صعيد البحوث و دراسـات اللغة العربية و التحديات المعاصرة / قراءأت مسـرحية / في رحاب النص المسرحي / في الثقافة العالمية / بوذا / ماهافيرا / كونفوشيوس / زاراداشت / لاوتسه / أفلاطون / ديموستين / فولتير / في الثقافة العربية / المدينة الفاضلة عند إخوان الصفا / الدولة عند ابن خلدون / مدينة الفارابي الفاضلة / الأنا والآخر عند ابن حجة الحموي / في أدب الأطفال وثقافتهم / بين صوت المعري وصدى شوبنهاور / اليهـــود في التوراة والتلمــود / في الطرفة والنكتة والأدب الضاحك من جلجامش إلى نيتشه / هذه البحوث قُدِّمَتْ كمحاضرات في الكثير من المراكز الثقافية في الجمهورية العربية السـورية حصلت على جوائز عديدة في المسرح تأليفاً و تمثيلاً و إخرجاً

==

3- من ذكريات الماضي ماذا في الذاكرة عن الغناء والمنولوج؟

** استوقفني بائع متجوّل ورحّب بي بحرارة ذاكراً اسمي وكنيتي وعملي الوظيفيّ ثم تابع قائلاً:لماذا تركتنا يا فلان ؟ فسألته مستغرباً : أين تركتم ؟ وبدأ يسرد لي بعضاً من منلوجاتٍ كنت قد كتبتها ولحّنت بعضها في مراحل حياتي الفنية الأولى وكان يحفظها عن ظهر . أنها أدركت ما رمى إليه هذا البائع فقلت له : لقد انتقلتُ من كتابة المنلوجات إلى رحاب الأدب والفكر والفلسفة . أجابني : كثيرون تحدّثوا في هذه المواضيع . لكنْ قليلون هم الذين تحدّثوا بلسان حالنا نحن البسطاء الذين نشعر بالألم ولا نستطيع التعبير عنه نحن لم نتابع دراستنا لسوء أحوالنا المادية لا تسألوا الناس بل اسألوا الظروف .عُدْ إلينا واكتب لنا وباسمنا منلوجات كالّتي كتبها لقربها من قلوبنا فهي تعبر عن وجداننا وما نعانيه ، ولتعتبرها أدباً شعبياً له خصوصيّته كالزجل تماماً . ألم تكتب وتطبع ديوان زجل ؟ ثم سرد لي بعضاً من زجلياتي . وانتهى اللقاء وبقي ماثلاً في ذاكرتي لأن أمثال هؤلاء الذين أحبّوا المنلوجات والزجل لايتقنون النفاق ولا يعرفون المواربة والدّجل = كان أحدهم يغني في أحد الرحلات منلوجاً من تأليفي وتلحيني فسألته لِمَن هذا المنلوج ؟ فادّعى أنه من تأليفه . حاول أحد زملائي إعلامه أن المنلوج من تأليفي فمنعته كي لاأُحْرِج الشاب أمام المجموعة التي كانت معه لكنّي كتبت له على ورقة اسمي وعنواني – إذا رغب في محادثتي – أخبره فيها بأني أنا مؤلف وملحن المونولوج = عندما كنت مديراً للمركزالثقافي بحماه ، قدَّمتْ فرقة عاكف المصرية على مسرح المركز حفلاً استعراضياً فنياً وقدّمت فناناً مصرياً كوميدياً باسم منلوجست مصر وإذ به يغنى أحد منلوجاتي فسألته لمَن هذا المنلوج ؟ أجاب : لقد سمعته من شاب غنّاه في مصر فحفظته . وبعد أن أخبرته أن المنلوج من تأليفي طلب منّي منلوجاتي ليؤدّيها في الحفلات التي يشترك فيها فقدّمتُها له شريطة أن يُذكَر أنها من تأليفي في كل حفل تُقدَّم فيه . ناهيك عن أنّ كثيراً من مقدّمي الحفلات يُلقون زجليات من ديواني (يسعد مساكم) من غير أن يعرف المقدِّم أو السامع أنها لي . ولاغرابة في ذلك فهناك مطرب سرق لي أغنبة من تأليفي وتلحيني عنوانها ( لحظه فقربك ) وادّعى أنها من تأليفه وغناها في محطة إسكابي = قدّم الشاعر الشعبي المصري أحمد فؤاد نجم أمسية زجلية في مركزنا وقدّمته بنص من تأليفه ومن ألحاني قدمته فرقة المركز الثقافي الموسيقبة والتي شكلتها يقول فيه ( بعد السلام والمرحبا ياولاد بلادنا الطيّبين مصر الحبيبه الطيبه أم البنيّه والبنين ألخ .؟. ) فأعجب باللحن كثيراً فعرض عليّ مرافقته في رحلته التي سيقدم فيها أمسياته في سورية واعتذرت لأسباب كثيرة من أهمها ارتباطي بعملي الوظيفي . ودعوته إلى بيتي مع مجموعة من شعراء وأدباء حماة وسمع زجلي فاستغرب أني لم أطبعه مبدياً مفاجأته مما سمع . فطبعت الزجل في ديوان خاص عنوانه (يسعد مساكم)وأضفت المنلوجات فقط إلى هذا الكتاب

4- ما موضوع المحاضرات التي قدمتها في المراكز الثقافية ؟
** قدَّمْتُ محاضرة عنوانها في الطرفة والنكتة والأدب الضاحك في كثير من المراكز الثقافية في محافظات القطر ولاقت المحاضرة اسـتحساناً لابأس به لأنها كانت بمثابة تفريج ٍ عن الهم والغم فسألني أحدهم هل طبعت هذه المحاضرة في كتاب ؟ لحظتها بدأت أفكر بجدية في طباعتها لأنّ الطباعة تحفظ للمؤلف حقوقه إضافة إلى أنها تُعَرِّف الآخرين بنتاجه = آمل أن أرسم من خلال كتابي هذا البسـمة على الشـفاه ، فالبسمة بمثابة حبّة أسبرين في عصر ٍ محاصر ٍ بالأسى من الجهات الست .

5- ماذا يقولون عنك وكيف ترى نفسك؟
**مما قيل عني = عرفته منذ يفاعته متواضعاً سمحاً حلو العشرة ثاقب النظرة ودوداً رقيق البسمة مرحاً حاضر النكتة خفيف الظل جوابه على رأس لسانه كما يقولون . مكافحاً من أسرة فقيرة حتى الانسحاق والعدم . علّمته مدرسة الحياة كيف يحصل على لقمة عيشه بإباء وشرف ليبقى على الدوام منتصب القامة على الرغم من سائر المحن التي تعترض سبيله . كنت وما زلت أذكر كلمة له كان يقولها دائماً ( قد لا أملك شيئاً ، لكن لا أحد يملكني ) هل أصفه بالشاعر ؟ أم بالباحث ؟ أم بالأديب ؟ أم بالفنان ؟ أم . أم ..بماذا ؟ = وإذا وصفته بالشاعر هل أصف شعرَه بالعموديّ أم بشعر التفعيلة أم بقصيدة النثر من خلال دواوينه السبعة المطبوعة أولها شموع الذكريات وآخرها من عليها السلام ؟ أم أصفه بالزجّال المتميّز من خلال ديوانه باللهجة المحكية يسعد مساكم ؟ وقد حصل في الشعر على أكثر من جائزة على الصعيد المحلي والقطري والعربي = وإذا وصفته بالأديب المتميّز ؟ من خلال كتابه اللغة العربية و التحديات المعاصرة وغيره فهل تُغني كلمة الأديب عن وصفه بالباحث الرصين في سائر المواضيع التي تناولها وسبر أغوارها من خلال كتبه الكثيرة وأذكر منها على سبيل المثال لا الحصر في الثفافة العالمية / من جلجامش إلى نيتشه / اليهود في التوراة والتلمود /؟ وقد ساعده في تعميق بحوثه شاقولياً وجوده كموظف في المركز الثقافي إذ كانت الكتب والمراجع المطلوبة لبحوثه سهلة التناول لديه وتحيط به من كل جانب = أأصفه بالمحاضر الناجح حيث قدّم محاضراتٍ متنوعة ً في أكثر المراكز الثقافية في أرجاء القطر وفي المركز الثقافي بحماة ، وكنت واحداً من الذين يحضرون باستمرار سائر نشاطاته / محاضرات –أمسيات – حفلات / ألخ .. التي يقيمها باستثناء اليسير منها لأسباب اضطرارية . = أم أصفه بالمقدم المتميز الذي يملك حضوراً متميّزاً من خلال تقديمه المحاضرين بأسلوب سلس من غير إيجاز مُخِلٍّ ولا إطناب مُمِلٍّ ممهّداً للموضوع المُتحدَّث عنه باختزال مُكثَّف مُركّزٍ يلفت نظر المحاضرين والحاضرين لامتلاكه مخزوناً ثقافياً واسعاً قلما يمتّع به غيره ؟ لنهله من أطايب الكتب المتنوعة ومن ينابيع المعرفة لمطالعاته الدؤوبة . حتى أني كنت أرى بعض الحاضرين يكتبون كثيراً مما ما كان يقوله حين تقديم المحاضرين ليحتفظوا به . = وإذا وصفته بالفنان هل أصفه بالفنان المسرحي ؟ ولنفرض جدلاً أني وصفته بذلك ، فهل أصفه بالممثل وقد مثل الكثير من المسرحيات وحاز على جائزة أفضل نص مسرحي
أسئلة استوقفتني كثيراً قبل أن أخطّ كلماتي هذه . ولكي سأقطع تساؤلاتي وسأعرّفه بجملة واحدة فقط إنه كل ما ذكرت ذلك هو الأستاذ مصطفى صمودي

6- نماذج من شعره؟
** – وبما أن الشاهد يثبت المعلومة ويؤكدها فسأذكر من ديوانه من عليها السلام مقطعاً شعرياً بالفصحى ومن ديوانه يسعد مساكم مقطعاً باللهجة المحكية يصف بهما حماة التي شب وترعرع فيها وأحبها حبّاً يقارب العبادة

. من ديوانه ( من عليها السلام )
ياقامة الضوء مُدّي للمحب يدا
يا آية الله إمّا فاض جوهره
في ضفّتَيْك جمالات مجنّحة
آلآؤك الخضر إشراقات قافيتي
إذا شدوت حماة السحر أغنيتي
إنْ أمّها دَنِفٌ صبٌ بها كلفُ
مفاتن الله كم رتّلتُها سوراً
زنّارها شفق مكنونها عبقٌ
وقفٌ عليها صباباتي وعاطفتي
روحي لعينيك ياأم الفداء فدا
لولا بهاك جلال الحسن ماوُجِدا
أغوت ( كيوبيّد ) ياسبحانها فشدا
راياتك الحمر سُقياها دم الشهدا
وإن صمتّ سرتْ في مسمعيّ صدى
من شهقة البوح أخفت حسنها فبدا
كعابدٍ ذاب في محراب من عبدا
سحر الجمال على أعتابها سجدا
من هام بالحسن … أضناه الهوى أبدا

من ديوانه ( يسعد مساكم )
خدّينا باقة حبق
من جوّا سبع بحور
وجبينا لون الشفق
سابح في بحر النور
شفه شهد والنهد حسنو جلي ومستور
بأم الفدا والندا هايم أنا ومسحور
جن السحر فيها
سبحان باريها
يقبرني عاصيها
متل الفتى الغندور
ناعورا ست الحسن عاميّتو بتدور
ولهانه سهرانه
بالعاصي هيمانه
المسكينه عشقانه
وعلقت ب هالأمور
غنّتلو موّالا
لتحبّبو بحالا
شعرتا شلاّلا
ع كتافا سال عطور
العاصي حنلاّ
اتجلىّ وتْملاّ
دندن هوا وقلاّ
رمشي إلك ناطور
حسنا حما م السما بكرم الحسن معصور
تسلملي ماأعظما
ون شالله مابعدما
مكتوب عامبسما
منصانه أرض وسما
آيه بلحن مزمور
فتيانا باقة ورد بناتا لمّة حور
جمالا ماينتسا ل المر فيها مرور
والقضا فيها عمر روحوا إلا مندور
ياما على ديالا
المجد صلاّلا
خلدها أبطالا
بقيوا بسماها بدور
إسما الحلو
مااجملو
جوّا الصدر محفور
أسما عليها يدل محبوبه ست الكل ماترضى طعم الذل ملعب نمور
نسور حبّا علينا فرض
أهلا بصونوا العرض
جنة إلآه بأرض
مابتنوصف ب سطور
7- المميز في أديبنا ؟

هناك الكثير من الشعراء والأدباء والباحثين والمحاضرين والفنانين والموسيقيين و… كلٌّ على حِدَه ، في حماة وغيرها لكن قلّما يجتمع كلّ ماذكرت وفي حدوده المقبولة إن لم أقل في حدوده العليا في شخص واحد كما اجتمعت في شخصية المتحدث عنه .
ــــــــــــــــــــــــــ
لنا كلمة:
نرجو لمبدعنا الأستاذ مصطفى صمودي من العمر مديداً ومن العطاء مزيداً لنقطف من ثماره اليانعات على الدّوام من كل / أدب وفنٍّ / جدداً جديداً. لكن للأسف .. زامر الحي لا يُطرب !!

Source URL: https://kfarbou-magazine.com/issue/11821